سجعان القزي: كل من يريد الإبقاء على النازحين ارسلوه معهم!

ثمة اصوات بدأت ترتفع للعمل باتجاه اعادة النازحين السوريين الى المناطق الآمنة في سورية رغم رفض فريق لبناني آخر لذلك. فما هو الحل برأي وزير العمل السابق سجعان قزي؟

تناول البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عظته يوم الأحد الفائت مسألة الوجود السوري في لبنان، انطلاقا من مأساة مزيارة المفجعة، كما كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد تناول موضوع النازحين، في تزامن لافت، ليلة العاشر من محرم مساء السبت.

إقرأ ايضا: سجعان قزي يتوّعد السويديين: سنردّ عليكم بالمثل!

فهل يعوّل اللبنانيون على أية نتيجة عمليّة بعيد اثارة هاتين المرجعيتين لموضوع هو مدار تعليق يوميّ بين اللبنانيين. وما هو دور المسؤولين الرسميين في هذا الاطار، علما ان الرئيس ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل تناولا الموضوع من على أعلى منبر في العالم!. كما سبقهما رئيس الحكومة سعد الحريري خلال عرضه للاعباء الاقتصادية التي يتحملها لبنان جراء أزمة النزوح السوري، في قمة بروكسل في نيسان الماضي في بلجيكا امام قادة العالم أجمع، ليأتي رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب  من على منبر الامم المتحدة وينسف هذه الجهود كافة من خلال زلة لسان قيل انها خطأ في الترجمة دعا فيها الى توطين اللاجئين السوريين البالغ عددهم مليوني لاجئ في لبنان فقط على أقل تقدير.

بالمقابل، ثمة جهة لبنانية تقف مستترة خلف رفض التواصل مع الحكومة السورية لاعادة هؤلاء النازحين الى بلادهم، رغم وجود علاقات دبلوماسية متبادلة عبر سفارتي البلدين.

وفي اتصال مع وزير العمل السابق سجعان قزيّ، قال لـ”جنوبية”: “بداية أن يثير رجال الدين او ان تثير المرجعيات الدينية موضوع النازحين السوريين في لبنان لهةو أمر طبيعي في دولة مثل لبنان تلعب فيها الحالة الطوائفية دورا. ثم ان تلك المرجعيات هي على تماس يوميّ مع الشعب وتصلها شكاوى عديدة حيال الوجود الكثيف للنازحين السوريين في القرى والبلدات والمدن، اذن لا بد لهذه المرجعيات من ان تدخل الى الموضوع وتتابعه”.

ويتابع قزيّ بالقول: “اما بخصوص الدولة اللبنانية فإثارة هذا الموضوع دون خطة تنفيذية هو بمثابة رفع عتب او لتقول فقط انها حاضرة”.

ويلفت الى انه “في حين ان الوجود السوري في لبنان بات الخطر الاساس، لا من الناحية الامنيّة والاقتصادية فقط، بل من ناحية التأثير على الصيغة اللبنانية والتركيبة الديموغرافية، مما يهدد كيان لبنان وهويته”.

وبالتالي “لا يجوز للدولة اثارة الموضوع فقط ، بل ان تتخذ خطوات تنفيذية لتحقيق عودة النازحين، وانا مرتاح للموقف المبدئي للرئيس ميشال عون الداعيّ للبدء باعادة النازحين”.

ويشدد قزي قائلا “في هذا الاطار، اذا كانت الدولة ستنتظر حلا للنازحين في المدى المتوسط او القريب من المجتمع الدولي، فهي خاطئة”.

والحل برأيه يكون “ان تُقدم الدول اللبنانية على خلق أمر واقع أي ان تأخذ هي المبادرة لتعيد قوافل النازحين الى بلادهم، وهو امر ممكن لسببين، الاول: لان الوضع الأمني في مناطق كبيرة في سورية اصبح آمنا، ويسمح للنازحين بالعودة، وبالنتيجة هؤلاء السوريين يجب ان يعودوا ليشاركوا في تقرير مصير بلادهم ومهماتهم في اعادة الاعمار. والسبب الثاني ان المناطق المحاذية للبنان على الحدود الشمالية والشرقية هي تحت سيطرة الدولة السورية وليس المعارضة الإرهابية. وبالتالي حين نرسلهم، لا ارى ان الدولة السورية سترفض عودتهم، او انهم بحاجة لإذونات سفر او باسبورات للعودة، بل ان عودتهم تلقائية وطبيعية”.

“لذا، على الدولة ان تخلق مبادرة، رغم الارادة الدولية، مما سيدفع كل الدول لأن تهرول لمساعدة لبنان لاعادة النازحين، اما اذا اردنا ان ننتظر الدول الغربية والامم المتحدة لاعادتهم فعلى العودة السلام. والتوطين سيكون هو الممكن الوحيد حينئذ مع الاسف”.

إقرأ ايضا: سجعان قزي لـ«جنوبية»: دعوتُ سابقا لما قام به ترامب اليوم

ويختتم وزير العمل السابق، والاعلامي سجعان قزي، كلامه بالقول ردا على سؤال حول موقف الفريق الثاني من اللبنانيين، الذي يرفض اعادتهم من مبدأ رفض التواصل مع الحكومة السورية بالقول “من يرفض عودتهم علينا ان نرسله معهم. ومطلوب من الدولة اللبنانية نظم أمرها، عبر الوزارات الموجودة عندنا، واعادتهم رغم كل التهويل من المؤسسات الدولية، كما حصل مع الاردن يوم أمس عبر تعليق مؤسسة “هيومن رايتس ووتش” على اعادة الإردن لعدد من النازحين لديها”.

السابق
مراسم دفن النائب السابق سعيد الاسعد غدا في بلدته الزرارية
التالي
هل تتحد لائحة «المعارضة» فتخرق الثنائي الشيعي في الدائرة الجنوبية الكبرى؟