الغارة المجهولة على حزب الله وتقاطع مصالح روسيا وأميركا بتحجيم إيران

طائرة من دون طيار
غارة أمريكية أم روسية أم اسرائيلية.. من استهدف حزب الله؟

لم يؤكد حزب الله ولا الجانب السوري حتى اللحظة “النيران الصديقة”، وحدها وسائل الإعلام العالمية كـ”رويترز” ووسائل الإعلام المقربة من أجواء الممانعة هي التي تطرح هذا الاستهداف.
لاسيما وأنّ القصف الذي طال مواقع التثبيت التابعة لحزب الله في ريف حمص الشرقي لم يكن أمريكياً كما أعلن الحزب، إذ أكد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف الدولي ضد داعش في العراق وسوريا العقيد رايان ديلون في تغريدة تويترية أنّ أهدافهم في سوريا تتمحور حول تنظيم داعش فقط.

اقرأ أيضاً: انديك يكشف الخطة الاستراتيجية الاميركية لتحجيم نفوذ إيران

في سياق كلّ هذا لم يعمد الحزب إلى أيّ توضيح رسمي، ومع أنّه أعلن عن سقوط 8 عناصر وأكثر من 15 جريحاً، إلا أنّ الصحف الموالية له تتحدث عن خسائر بالعشرات لتطالب بتحقيق في هذه الغارة “الصديقة”.

من جهة ثانية فإنّ التنسيق الروسي مع فريق الممانعة، لطالما كان هشّاً أمام الاعتداءات الإسرائيلية التي كان تتم تحت أنظار الروس إن لم نقل بموافقتهم، وآخرها استهداف مركز تابع لحزب الله في محيط مطار دمشق الدولي لا يبعد إلا 70 كلم عن قاعدة حميميم الروسية العسكرية.

فإلى ماذا ستفضي هذه الغارة الأخيرة على حزب الله؟ ومن سيتبناها؟

موقع “جنوبية” في هذا الإطار تواصل مع الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله الذي أكّد لنا أنّه لا يملك أيّ معلومات دقيقة عن الجهة التي نفّذت الغارة، متهماً اسرائيل بأنّها وراءها.
مضيفاً “الغارة استهدفت “حزب الله”، أيّ إيران كي تؤكد أنّها اللاعب الاوّل في منطقة الجنوب السوري وعلى طول الحدود اللبنانية – السورية والمناطق القريبة من هذه الحدود”.

وتابع خيرالله “لا أعتقد أنّ هناك اشتباكاً أميركيا – روسيا يمكن أن يحدث. هناك تنسيق عسكري اميركي – روسي في كل الاراضي السورية. كما أنّه هناك تنسيق روسي – اسرائيلي في شأن كلّ ما يمكنه أن يمسّ أمن اسرائيل. روسيا أعطت اسرائيل الضوء الاخضر كي تتصرف بالطريقة التي تراها مناسبة لحماية أمنها”.

 

موضحاً أنّ “هذه المعادلة الأميركية – الروسية – الإسرائيلية موضع تجاهل تام ومستمر من إيران و”حزب الله”، وذلك لأسباب لا تخفى على أحد. وفي مقدمة هذه الأسباب عدم اغضاب روسيا التي أنقذت النظام السوري من السقوط العلني في مثل هذه الأيام من العام 2015. حدث ذلك بطلب إيراني وبعد وضع موسكو لشروط معينة، من بينها مراعاة اسرائيل إلى أبعد حدود”.

هذا ورأى خيرالله أنّه “بالنسبة الى لبنان، ستزداد الضغوط عليه وذلك كي تؤكد ايران إنّ البلد لا يزال في جيبها وانّه من بين الاوراق التي تستطيع استخدامها في اللعبة الدائرة في المنطقة”.

اقرأ أيضاً: روسيا: نحو تفريغ الدور الإيراني في سوريا

في المقابل استبعد الصحافي علي الأمين أن تكون الغارة إسرائيلية، موضحاً أنّ اسرائيل ليست معنية بمنطقة البادية السورية (ريف حمص الشرقي) لكونها لا تمس أمنها.

علي الأمين

 

مضيفاً “تبدو الغارة وكأنّها غارة روسية بصاروخ أمريكي والقصد من ذلك القول أنّ حزب الله يتمدد على مناطق النفوذ التي تمّ تقسيمها، وهناك تجاوز للخطوط الحمر”. مؤكداً أنّه لا يستبعد أنّ تكون الغارة مقصودة وليست عن طريق الخطأ.

وتابع الأمين مشيراً فيما يتعلق بالألغام التي استهدفت ضابط روسي ومن بعده قيادي ميداني في حزب الله وهو الحاج عباس إلى أنّه “ربما هناك نوع من الرسائل المتبادلة بين الحلفاء، تثير الريبة لدى المتابع، إذ قُتل في لغم ضابط روسي قبل فترة ويوم أمس قضى قيادي في حزب الله، وكأنّ هناك تقاطعاً روسياً أمريكياً في هذه المنطقة واتفاقاً على استبعاد إيران”.

السابق
زيارة الملك سلمان الى روسيا: من تطبيع الى تحالف استراتيجي
التالي
قرار معاقبة المقدم سوزان الحاج: أسبابه مسلكية أم سياسية؟