أزمة النازحين السوريين: من رجال السياسة الى رجال الدين

توالى تركيز البطريرك بشارة الراعي، والأمين العام لحزب الله فيما يخصّ موضوع اللاجئين السوريين، بعد ان وجه الرئيس ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل النظر الى الملف قبلهما..

أضحت قضية النازحين السوريين قضية سياسية بامتياز، فيما يقف لبنان عاجزاً من دون أن يكون له أيُّ دور في تنظيم دخول النازحين وإيوائهم وتصنيفهم اذ غدت الأزمة من أخطر الازمات التي واجهها الشعب اللبناني.
فقد بلغ عدَد المخيّمات العشوائية في لبنان الـ1200 مخيّم، بسبب الحدود المفتوحة على عكس الحدود التركية والحدود الاردنية والحدود العراقية.
ومن آثار أزمة هذا النزوح ان اعلن كل من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله انه يجب ايجاد حل لهذه الازمة المتفاقمة على الصعد كافة، خصوصاً الديموغرافي منها، والتي تشكل هاجسا للمسيحيين بشكل كبير. بحسب “الجمهورية”.

اقرأ أيضاً: هكذا يُبحث ملف اللاجئين بين لبنان وسوريا (حوار إفتراضي)

ويستضيف لبنان أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري، مسجلين، لدى المفوضية العليا للاجئين ورغم كل ذلك لم تضع حكومة لبنان أية سياسة واضحة تتعلق بطريقة إدارة ملفهم.
وهي ترفض بالتالي التواصل مع الحكومة السورية من اجل بحث امكانية اعادتهم الى المناطق الآمنة في بلدهم.
وينتشر حوالي 63% من النازحين في شمال لبنان والبقاع، اي مناطق الفقر التي تعاني من البطالة ايضا. وقد سبب النزوح السوري اضافة الى البطالة لدى اللبنانيين ضغطا على المستشفيات والمرافق الصحّية، بحيث يستعمل 40 % من النازحين السوريين المرافق الصحّية مع ازدياد في حجم النفايات. أما الخطر اكبر فمتعلق بالموضوع الأمني حيث سبّب وجودهم اكتظاظا غير مسبوق في السجون اللبنانية التي تعاني اصلا من ضيق المساحة.
لذا، من واجب المجتمعين العربي والدولي مدّ يد العون للبنان، ولكن هل الحل بالترحيل ام باغلاق الحدود؟ هو سؤال يختلف الاطراف اللبنانيين على جوابه. لذا يصمت البعض عن اثارة ملف الازمة هذا، ويثيره آخرون باستمرار.
وكان الرئيس سعد الحريري قد توّجه بكتاب خطي قرأه امام الملايين في مؤتمر النازحين في “بروكسل” خلال شهر نيسان الفائت، وذلك بحسب “النهار”، حيث وصف الازمة بـ”القنبلة الموقوتة”. لكنه يستبعد التواصل مع الحكومة السورية بسبب خلافه السياسي معها.
رغم ان وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي قال لـ”الشرق الاوسط” ان “التواصل مع الحكومة السورية غير ممكن”. وذلك ردا على اللقاء الذي جرى بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره اللبناني جبران باسيل في الامم المتحدة منذ اسبوعين تقريبا، والذي خلق جوا من التوتر بين فريقين اساسيين في الحكومة الحالية لا تزال آثاره تتردد حتى اليوم.
وقد طالب الرئيس سعد الحريري في قمة بروكسل بتقديم الدعم للحكومة اللبنانية لتعمل على تحسين البنى التحتية التي استهلكت بشكل كبير جراء النزوح السوري الهائل.


ورغم ان المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، دعت الى دعم دول اللجوء السوري، الا انها أقرّت ان وضع اللاجئين السوريين يزداد سوءا سنة بعد سنة، وهم يواجهون توترات اجتماعية في الدول التي تستقبلهم رغم انهم جيران وعرب. ويتجلى هذا التوتر بقيام تظاهرات ضد السوريين احيانا. وذلك بحسب تقرير لموقع (الجزيرة.نت).

اقرأ أيضاً: «اللجوء السوري» بين الخطر الديموغرافي والانقسام السياسي

وقد طمأن رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة جون غينغ اللبنانيّين، بحسب “الجمهورية”، الى أنّ “المجتمع الدولي يرى أنّ لبنان قدّم مساعدات كثيرة إلى الّلاجئين السوريين”.
وكانت حادثتي مزيارة ومخيم برج البراجنة قد اثارتا اللبنانيين حيث ان نازحين سوريين قاما بأفعال جرمية شنيعة دفعت اهالي مزيارة الى طردهم. اضافة الى الجرائم اللاخلاقية التي قام بها بعض السوريين في بلدة شبعا والتي ادت الى استنكار واسع من الفعاليات في البلدة.
فهل ستجد الحكومة اللبنانية حلا لهذا الملف ام ان الاصوات المطالبة بايجاد حل لهذه الازمة المتفاقمة ستبقى صوتا في البرية؟

السابق
الكاتالنيون نحو الانفصال… شاءت إسبانيا أم أبت
التالي
«إصلاح» العراق لمنع الانفصال