المسلمون الأميركيون.. والعنصرية في بلاد الحرية

يهاجر المسلم الى الخارج، ناشدا الحرية والديموقراطية وهاربا من الدكتوريات في بلادنا من جهة ومن المجموعات المتطرفة من جهة ثانية، لكن يبدو ان التطرّف بدأ يجد أرضا خصبة في بلاد الغرب أيضا؟

يعتبر الكثير من المسلمين، الذين ولدوا وترعرعوا في أميركا، أنفسهم أميركيين أصليين، رغم العنصرية التي تحيط بهم خاصة بعد احداث11 ايلول 2001. فبحسب دراسة صدرت عام 2016، بات المسلمين اليوم أكثر مجموعة مرفوضة في أميركا.

إقرأ ايضا: أردوغان: المسلمون اكتشفوا أمريكا وليس كريستوفر كولومبوس

هذه الدراسة حللت تصورات الأميركيين تجاه الأقليات الدينية والمجموعات العرقية، وعرضت الكثير من حوادث الاعتداء والقتل والسرقة وحرق المصاحف وتخريب المساجد التي حصلت في أميركا خلال السنوات الأخيرة بحق المسلمين، وأظهرت أن رفض المجتمع الأميركي للمسلمين قد ارتفع خلال عقد من الزمن من 26% إلى 45.5%. ورغم ذلك لا يزالون يؤمنون “بالحلم الأميركي”، بحسب موقع “رصيف 22”.

وبسبب التصرحات العنصرية التي بلغت مداها الاقصى، نجد ان الإنتهاكات ضد المسلمين وممتلكاتهم، جاءت ايضا مرتفعة جدا. فكيف يمكن للجاليات المسلمة تغيير النظرة الاميركية تجاهم؟ فهذا السؤال الذي يقلقهم بحسب موقع “noon post”.

فبحسب مركز “بيو” الأميركي وصل عدد المسلمين في الولايات المتحدة الى3.3 مليون نسمة من كل الأعمار يعيشون في الولايات في عام 2015، أي أنهم يشكلون 1% من سكان اميركا.

ورغم كفاءة المسلمين علميّا، وهم بصورة عامة أفضل تعليماً من أغلب الأميركيين، فعدد المسلمين يتقارب مع عدد اليهود إلا أن المنظمات اليهودية مؤثرة اكثر في القرار الأميركي من نظيراتها المسلمة بحسب موقع”noon post” أيضا.

وبسبب حرية العبادة التي تؤّمنها السلطة الاميركية لمواطنيها تنتشر المساجد في معظم أنحاء الولايات المتحدة، ومنها أماكن للصلاة في الجامعات الأميركية، حيث تشرف منظمة الطلاب المسلمين(MSA) عليها.

فالجالية المسلمة لا ينقصها العدد ولا المال ولا العقول ولا الأفكار، لكن وبسبب العمليات الارهابية التي يقوم بها متشددون إسلاميون في انحاء العالم ضد المصالح الغربية هي التي تتهدد العلاقات الاسلامية الاميركية.

وكان مجيء دونالد ترامب الى الرئاسة قد حالة قلق في صفوف المسلمين في الولايات المتحدة، حيث تزايدت الاعتداءات عليهم. كما ينقل موقع(DV).

ففي الولايات المتحدة الأميركية هناك أكثر من 6.6 مليون مسلم يعيشون في أميركا، يمثلون أكثر من 2% من مجموع السكان.

الناشطة في منظمة “جنبا الى جنب” الاميركية “كاثرين أوزبورن” تناضل من أجل الحرية الدينية للمسلمين، تقول “إن العداء والكراهية والجرائم ضد المسلمين كانت موجودة دوما في أميركا، وليست هي المرة الاولى التي يتعرّض فيها المسلمون للمضايقات”.

إقرأ ايضا: هيلارى كلينتون تستنكر تصريحات ترامب بمنع دخول المسلمين إلى أمريكا

والخلاصة، ان المسلمين الهاربين من جحيم الحروب والملاحقات في افغانستان وباكستان والعراق وتونس وغيرها من البلاد المسلمة لن يرتاحوا في ظل المضايقات من مجتمع يرى انهم يمثلون الارهاب بسبب دينهم. مما قد يولد لديهم عودة الى الاصول فترى من سافر ليبحث عن الحرية قد عاد الى بلده متطرفا دينيا واكثر تشددا.

السابق
صناعة التاريخ بين جمال و«الأسدَين»!
التالي
 النداء: «آن لدولة مدنية أن تبنى، والانتخابات القادمة بداية انطلاقتها»