وزير اسرائيلي: لنستخلص الدروس من تجربة حزب الله

مؤخراً، كثفت الصحف ومراكز الابحاث الإسرائيلية هجومها على رئيس وزراء إسرائيل السابق أيهودا باراك. فجزء من الإسرائليين يحملونه مسؤولية النتائج السلبية التي آلت إليها الأمور بعد قراره عام 2000، بسحب الجيش من الجنوب اللبناني، حيث أدت خطوته إلى تعاظم قوة ونفوذ حزب الله رغم أن ايهودا باراك كان وضع تصوراً لمنطقة الجنوب ولحزب الله مختلفُ تماماً عن الوضع القائم في وقتنا الراهن.

وزير دفاع إسرائيل السابق موشي أرينس، وفي مقاله في صحيفة “هآرتس”، إسترجع حقبة عام 2000 حين قرر الجيش الإسرائيلي الإنسحاب من جنوب لبنان، وبحسب قوله فإن القرار هدف للحد من الإصابات التي ألحقها حزب الله بجنود الجيش الإسرائيلي، وحماية المستوطنين في المناطق المجاورة للشريط الحدودي مع لبنان.

وفي عام 2000 قدم ايهودا باراك نظريته العسكرية إلى الإعلام والرأي العام الإسرائيليان، معتقداً ان انسحاب الجيش سيجعل العمليات العسكرية ضد حزب الله أكثر سهولة، وسيضعف الاخير عبر تنفيذ عمليات إنتقامية شديدة حين يقوم الحزب بإستهداف إسرائيل مجدداً. ويشير أرينس إلى الجملة الشهيرة التي رددها باراك بعد الإنسحاب، حيث قال ” إن الأراضي اللبناني ستهتز في حال شُن هجوم على إسرائيل إنطلاقاً منها”.

إقرأ أيضاً : إسرائيل تجهّز حدودها البرية مع لبنان

وقال أرينس أن حزب الله لم يضعف كما توقع باراك، بل أصبح أقوى بأضعاف وكبر حجمه. فقد كانت خطورته قبل عام 2000 محصورة بصواريخ الكاتيوشة، غير ان حرب تموز 2006 شكلت صواريخه المتوسطة المدى خطورة اجبرت أغلب سكان اسرائيل إلى دخول الملاجئ وقتلت 121 جندي و44 إسرائيلياً، وحالياً أصبحت ترسانته متألفة من صواريخ بعيدة المدى ومضادات متطورة قادرة على ضرب السفن والدبابات.

ويتساءل وزير دفاع إسرائيل السابق، كيف سمحت الحكومات المتعاقبة بعد عام 2000 ان ينمو خطر حزب الله ويشكل تهديداً حقيقياً للمنطقة بأسرها؟ ويسترجع ارينس مقولة مؤسسة الكيان الإسرائيلي ديفيد بن غوريون التي أكدت على ان مهمة الجيش، هي الدفاع عن السكان، ويرى أرينس أن الإنسحاب من المنطقة الامنية في جنوب لبنان، صب في خانة الإستغناء عن الركائز الضرورية التي قامت عليها إسرائيل.

ويختم ارينس انه كان الاجدى برؤساء إسرائيل وجنرالاته البحث أكثر في مفهوم “الردع”، حيث لا يمكن التعامل مع حزب الله وفق استراتيجية الدفاع، بل كان الأفضل الإستمرار بتوجيه الضربات إليه حتى بعد إنتهاء حرب تموز.

إقرأ أيضاً: إسرائيل رداً على نصرالله: سوف ندمر لبنان

وبين شهر آب وأيلول، نفذت إسرائيل تسعة غارات جوية على معاقل لحزب الله ومصانع زعمت أنها لتصنيع الصواريخ الإيرانية في سوريا، ورأى حينها المحلل العسكري عاموس هاريل، ان المنظومة الإيرانية تكتفي بإمتصاص الغارات لأسباب ذات أبعاد إستراتيجية، فإسرائيل تقول لحزب الله مع كل غارة انها تستعد للحرب، ويدرك الحزب ان السيناريو القادم ليس كما يحلم، أي كحرب تموز. كذلك فقد حذرت في السابق صحيفة «حيروزاليم بوست» من مغبة تكرار سيناريو حرب مع حزب الله، لأن من غير الممكن ان تتعاطى اسرائيل مع الحزب وفق العقلية القتالية التي خاضت بها حرب 2006

السابق
المرأة تقود السيارة في السعودية… رغم الفتاوى الشرعية‎
التالي
اسرار الصحف الصادرة ليوم الخميس 28 ايلول 2017