ماذا تريد روسيا من سوريا ومن الشرق الأوسط؟

روسيا
تحت عنوان : "روسيا بعد سنتين في سورية" كتب سلامة كيلة في الصحيفة "العربي الجديد" تقرير تناول في التدخل الروسي في الحرب السورية منذ عام 2015 بهدف "محاربة داعش" لن تتجاوز الثلاثة شهور كما أعلنت إلا أنه لا تزال حتى الآن وكأنه في يومها الأوّل مع التأكيد أنها سبب صمود النظام السوري.

ورأى الكاتب أن “هذا الأمر يبدو جليا وذلك من خلال تقصدها محاربة المناطق المعارضة السورية دونا عن “داعش” وهو ما يشير إلى أن “القضاء على التنظيم كان مجرّد تمسية لتبرير تدخلّها في سوريا لكن الحقيقة أنه لأجل مطامع ومصالح إستراتيجية لها فيها عبر التحكم بالنهاية بمصير سوريا.
ولفت سلامة أن التدخل الروسي وصل بعد سنتين إلى مرحلة الإستنزاف الإقتصادي، ولم يعدّ مجرد عرض قوة روسية العسكرية والحربية وذلك بعدما لم تستطع إيقاف الثورة.
وعلى الرغم من إستعمال جميع قدراتها العسكرية والصاروخية إلا أنه لم تنجح بتحقيق النصر الساحق كما كان يطمح الرئيس فلاديمير بوتين وهذا ما يشير لبقائها في سوريا حتى الآن.

اقرأ أيضاً: هل يطوي وصول النظام السوري الى دير الزور مشروع سوريا المفيدة؟

كما رأى سلامة أن مع محاولة موسكو إثبات أنها قوة عظمى وتفرض هيمنتها العالمية فشلت بقمع الثورة. وبالتالي تهدف اليوم ليس بإبقاء الأسد كما تزعم إنما إسقاطه كي تكمل سياستها “المتصالحة” مع الشعب، والتي تتضمن قبولها بسيطرة المعارضة المسلحة على المناطق خارج عن سيطرة النظام السوري.
ومن ثم المساهمة ببناء “دولة جديدة”، بعيداً عن الطاغية التي حكمت، وأمعنت بإرتكاب مجازر بحق شعبها. مشيرا إلى أنه لا يمكن تجاهل أن موسكو أضحت قوى محتلة بسبب نفوذها العسكري في العديد من المناطق، وذلك وفقا للعقد الذي أبرمته نمع النظام السوري والذي سمح بموجبه وجود قاعدة بحرية مدة 99 سنة، وجوية مدة 49 سنة، كما قبل النظام بتواجد عسكري لامد طويل. وهكذا تكون روسيا إستعادت عصر الاستعمار، لدرجة أنها حفظت لها نفوذ أكثر مما تفعل أميركا في أفغانستان والعراق.
وخلص الكاتب بالقول أن روسيا لن تنتصر بحربها الوحشية ولن تنتصر في المستقبل لأن الشعب السوري سيكون لها بالمرصاد لكونها أضحت “دولة إحتلال” في عصر انتهلى فيه الإستعمار.
ومن جانب آخر، ماذا ينتظر الأسد في حال بقائه في الحكم. كتبت الصحيفة الأميركية “نيويورك تايمز” تقريرا تحت عنوان “الحرب السورية مستمرّة، لكنّ مستقبل الأسد يبدو آمنًا أكثر من أي وقتٍ مضى”. إذ أكّدت أن الحرب مسمترة على الرغم من كل الإيحاءات التي تقول أن الحرب انتهت. لكن إعتبرت أن بقاء الأسد هو الشبه مؤكد بعدما لم يستطع أحد الإطاحة به على مدى 6 سنوات، إذ تشتت المعارضة السورية سيما بعد تخلي الإدارة لاميركية عن تقديم الدعم لها. حتى أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يهدف إلى تأسيس دولة خلافة في سوريا إنحسرت قدراته وقوّته.
إلا أنه بحسب “نيويورك تايمز” “هذا لا يعني أن الطريق أمام الأسد سهل سيّما لجهة سيطرت قوى أجنبية على مناطق نفوذه. ناهيك عن إفتقار النظام بموارد الإعمار ورؤوس الأموال التي تحتاج إليها عملية اعادة الإعمار،خصوصا مع تقدير البنك الدولي قيمة الخسائر الاقتصاديّة في سوريا بقيمة 226 مليار دولار. من ناحية أخرى وجدت أن إستمراره في السلطة له إنعكاسات خطيرة على الداخل السوري وكذلك الشرق الاوسط بأكمله. كما أشارت إلى أن سلطة الأسد لن تكون كاملة على كافة الأراضي السورية وذلك مع اقتطاع الدول مناطق نفوذ لها فيها. إن كان من قبل تركيا التي تسيطر على شمالي سوريا، والولايات المتحدة التي تعمل مع الأكراد ضد “داعش” في شرق سوريا، كذلك في مناطق نفوذ النظام، التي تمارس روسيا، إيران، وحزب الله سلطتها عليها.
ومن ناحية ثانية ماذا تريد روسيا من الشرق الأوسط بعد دخوله من بوابة الحرب السوري وتحت عنوان “محاربة داعش“؟
تقول صحيفة “تايمز” البريطانية، إن أهداف بوتين الأساسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قصيرة المدى، إذ لا تتخطى القيام بصفقات لبيع الأسلحة، كما الحصول تسليفات مالية، وإبرام اتفاقيات تتعلق بأسعار النفط، ومن ثم الوقوف بوجه الثورات المحتملة من أجل تهدئة المنطقة.
موضحة أن الرئيس الروسي ووزير خارجيته سيرغي لافروف، أصبحا اشهر من النار على علم في منطقة الشرق الأوسط إن كان بالنسبة لإيران أو حتى السعودية و”إسرائيل” ومصر إذ باتت روسيا بالنسبة لهم وجهة جديدة.
وإعتبرت أن الإهتمام الروسي للمنطقة والذي بدأ مع تدخله في الحرب السورية عام 2015 ، لا ينطوي فقط على صفقات بيع الأسلحة الجوية والبرية والمائية فقط، إنما تتطور ليشمل السعي لتهدئة المنطقة عبر التصدي للثورات وبالتالي التدخلات الدولية. وذلك بهدف حماية نفسها من تأثير التغيرات بالمنطقة، بالإضافة إلى منع ما يُقدر بـ 3200 مقاتل من الجهاديين الروس للعودة لبلادهم.

اقرأ أيضاً: سوريا المفيدة: صراع شيعي – علوي تحت الرماد

كما وأشارت الصحيفة أنه منذ تعثر حصول البنوك الروسية على القروض من البنوك الغربية بسبب العقوبات، حاولت موسكو أن تحصل على قروض من الدول الخليجية التي تعتبر روسيا بديل عن الولايات المتحدة، معتبرة أن الأخيرة حليف لكن ليس بالإمكان الاعتماد عليها في وقت الشدة، إذ لم تمد يد المساعدة لأقرب حلفائها في منطقة الشرق الأوسط وقد تركتهم يسقطون مثل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك..
كما تطمع موسكو بالحصول على جزء من عائدات إعمار سوريا التي تبغ قيمتها ما يقارب مئتي مليار دولار.

السابق
تركيا تتجه إلى تعليق الطيران مع شمال العراق وتدعو رعاياها إلى المغادرة
التالي
غياب الرقابة وجشع التجار وراء ارتفاع الأسعار في لبنان‎