صقر: من المبكر الكلام عن الغاء الشراكة مع عون

أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب عقاب صقر أن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية جبران باسيل ووزير خارجية النظام السوري وليد المعلم لن يؤثر على الإتفاق العميق والكبير الذي حصل بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون، مشيراً إلى انه من المبكر التكلّم عن إلغاء الشراكة مع الرئيس عون.

وسأل صقر الرئيس عون في حديثه الى الموقع الرسمي لـ “تيار المستقبل”، almustaqbal.org: ألم تلاحظ فخامة الرئيس بأن السفير السوري لم يفكّر للحظة زيارة او تفقّد مخيّماً واحداً للنازحين؟. الجواب، لأنه يتعاطى مع اللاجئين كأنهم اعداء، فالنازحين السوريين ينظر إليهم النظام السوري وكأنهم كتلة طائفية لا يريدها.”

وجزم صقر بأن الرئيس الحريري لن يقبل بأي علاقة مع النظام السوري، مشدداً على أن الحريري كان جوابه دائماً، الباب مقفل أمام الأسد، وسيطرقون الباب حتى “تتورّم” أياديهم، ومن بعدها سيعضّون على أصابعهم “الورمة” ندامة”.

إقرأ أيضاً: عقاب صقر: السفينة التي يقودها العماد ميشال عون و الرئيس سعد الحريري لن تغرق

وقال صقر ان موقف الرئيس عون من سلاح “حزب الله” طبيعي وضروري. لكنه، ضروري وشرعي ومؤقت”. لذلك نطلب من الرئيس عون أن يبقى على الحياد دائماً، وحين يُسأل أو “يُحشر” في مسألة معيّنة، يجيب بطريقة دبلوماسية. اما نحن، فبرأينا أن هذا السلاح غير شرعيّ وغير ضروريّ”.

ونقل صقر ، اصرار الرئيس الحريري على فرض الضرائب على المصارف، مع اعادة النظر في مجلس النواب بتغيير طفيف في قانون الضرائب، مؤكداً بأنه لا يوجد أي تمويل خارج هذا الإطار، وبأن الحل قريب.

موقع “المستقبل” الالكتروني ينشر الجزء الأول من حديث النائب عقاب صقر، على أن ينشر الجزء الثاني غداً والذي يتضمن مواقف صقر في عدة ملفات أبرزها: علاقة “حزب الله” و”تيار المستقبل”، الانتخابات النيابية، مستقبل سوريا، وضعه الأمني، اضافة الى ملفات سياسية أخرى..

الموقع الإلكتروني

بداية، هنأ صقر أسرة تحرير الموقع الرسمي لـ”تيار المستقبل” على إعادة انطلاقة الموقع، وأكد أنه من المهتمين بهذا الموقع ويتابعه دائماً، معتبراً أن العمل في الموقع الإلكتروني في هذه المرحلة هو أهم عمل إعلامي، لأننا اليوم في مرحلة الإعلام الإلكتروني.

كما تمنى أن يصبح الموقع الرسمي لـ”تيار المستقبل” في الطليعة، و”هذا ما لمسناه في المرحلة الأخيرة”، مشدداً على عودة موقع التيار بزخم على الساحة الإعلامية، لأن منظومة التيار، ومحبي الرئيس سعد الحريري بحاجة اليه في هذا الوقت”.

المعلّم باسيل

وعلّق صقر على اللقاء الذي جمع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بوزير خارجية النظام السوري وليد المعلم في نيويورك، معتبراً أن هذا اللقاء لن يؤثر على الإتفاق العميق والكبير الذي حصل بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون. مؤكداً بأن هذا الاتفاق عماده الأساس حماية استقرار لبنان وتحييده عن الصراعات، مشيراً الى خروقات عدة تحصل من أكثر من طرف لهذا الإتفاق.

وقال: “ليكن جمهورنا واعياً، فعندما نهاجم رئيس النظام السوري بشار الأسد ونصفه بالسفاح والمنتهي، وعندما تكون علاقتنا متينة بالسعودية، نرى أن الفريق الآخر ينزعج من هذا الأمر، ومن علاقاتنا العربية وتعاطينا مع النظام السوري وكيفية عملنا الإعلامي والسياسي الذي يصبّ في إضعاف هذا النظام وتقويضه”.

وتابع: “استمرار الزيارات واللقاءات مع أركان هذا النظام، ستؤدي الى زيارات متكررة لشخصيات تمثل المعارضة السورية إلى بيروت لاجراء لقاءات مع الشخصيات اللبنانية، وهنا نكون قد خلقنا موجة لإعادة إدخال لبنان في الصراع السياسي والاقليمي. لذلك نطالب بتخفيف هذه التصرفات التي لن تفيد لبنان، ومن بعدها يمكن أن نناقش بطريقة أفضل كيفية التعاطي مع سوريا وقضية اللاجئين السوريين، وليس مع النظام السوري”.

أما الحديث عن اللقاء بالنظام السوري من أجل إعادة النازحين، فتساءل: “هل هناك علاقات متينة مع العراق أكثر من النظام السوري؟ ورغم ذلك، ليس هناك أي لاجئ عاد من العراق، وكذلك بالنسبة للنظام الأردني الذي لديه علاقات مخابراتية مع النظام السوري، ولم نر أي لاجئ عاد من الأردن، فليس صحيحاً أن التواصل مع النظام السوري يرجّع اللاجئين، فأبعد طريق لعودة اللاجئين هو التواصل مع النظام الذي بصراحة لا يريد عودة الكتلة السنيّة المعارضة إلى سوريا بهدف عدم افشال مشروعه الطائفي. لذلك من يريد إعادة اللاجئين إلى وطنهم يجب أن يقصد كل بلاد العالم إلا النظام السوري، لأن هذ النظام لو كان في الأساس يودّ اعادة اللاجئين، لما كان هجّرهم، وقام بمشروع “ترانسفير” من مكان إلى مكان.”

الحديث مع الأسد

ورداً على سؤال حول اصرار الرئيس عون الحديث مع الأسد باعتباره واقعاً، من أجل عودة النازحين قال صقر: يبدو أن الرئيس عون ملتبس في هذه القراءة، لأن من يتأمل جيداً يدرك تماماً ان النظام السوري لا يريد عودة النازحين إلا ضمن شروط وخريطة غير متوفرة لديه، ولو أراد النظام عودة المهجّرين وحماية شعبه لما قتله وقصفه بالكيماوي أو هجّره”، متسائلاً: “هل لاحظ الرئيس عون بأن السفير السوري لم يفكر للحظة واحدة، زيارة او تفقّد مخيّماً واحداً للنازحين؟. ببساطة، لأنه يتعاطى مع اللاجئين كأنهم اعداء، بل كان مع الحملات التي تستهدفهم، فالنازحين ينظر إليهم النظام السوري وكأنهم كتلة طائفية لا يريدها”، مشيراً إلى انه من المبكر التكلّم عن إلغاء الشراكة مع الرئيس عون”.

وجزم صقر، بأن الرئيس الحريري لن يقبل بأي علاقة مع النظام السوري، وإذا كل الوزراء زاروا سوريا فهذا الأمر لا يقدم أو أو يؤخر شيئاً، لأن الحكومة اللبنانية التي يترأسها سعد الحريري لن تكون لديها علاقات رسمية مع هذا النظام، متوجهاً إلى الوزير باسيل بالقول: “فلتسم لنا أي وزير يريد عدم اخراج النازحين من لبنان؟، موضحاً أن عودة النازحين يتطلب شروطاً محدّدة، لاسيّما ضمان أمنهم الذي تكفله شرعة حقوق الإنسان، وحق الأخوّة بين اللبنانيين والسوريينن والعلاقات العربية المشتركة، فإذا كان شرط وضعهم في ظروف انسانية لائقة هو بالنسبة للبعض رفض لعودتهم، فيجب علينا في هذه الحالة، اعادة النظر بكل المنظومة السياسية والمنطق والتفكير”.

وأضاف: من يريد عودة السوريين إلى “مدبحة” عليه أن يُسأل عن “هتلريته”، وليس الآخرون عن التزامهم بالقانون الدولي والإنساني وحق الأخوة في عودة آمنه للنازحين”، معتبراً ان كل ما يحدث سببه أن نظام الأسد يريد طوق نجاة، ومدخلاً إلى العالم العربي، ويريد اقناع جمهوره المتبقي والذي يئنّ من الوضع المأساوي، والمدرك ان المناطق التي انتصر فيها الأسد بقوة روسيا وايران، لا يستطيع أن يوفّر لها شيئاً اقتصاديا أو اجتماعياً، ولا ان يمنع فيها تفشّي الفلتان والفوضى والتشبيح والسرقات والنهب”.

وأشار إلى ان الأسد “يريد اقناع جمهوره ان العالم بدأ يعترف به، فهو يريد ان يدخل إلى العالم العربي عبر لبنان، وبرأيه ان أفضل جسر الى قلب العالم العربي هو سعد الحريري، وحين حاول أن يدخل من هذا الباب كان جواب الحريري القاطع إلى كل المسؤولين، بأن لا علاقة مع النظام السوري في ظل وجود بشار الأسد”. أما في المستقبل قد تحدث مشاورات في جنيف ويتوصل المجتمعون إلى سلطة انتقالية ويبقى الأسد في هذه السلطة الإنتقاليه فهذا موضوع آخر. في الوقت الحالي، لا شرعية عربية أو دولية للأسد، ولن يأخذ هذه الشرعية من سعد الحريري أو من بوابة سعد الحريري”، مشدداً على أن الحريري كان جوابه دائماً الباب مقفل أمام الأسد، وسيطرقون الباب حتى “تتورم” أياديهم، ومن بعدها سيعضّون على أصابعهم “الورمة” ندامة”.

سلاح حزب الله

وعن موقف الرئيس عون حول حاجة لبنان المستمرة لحزب الله طالما أن هناك تهديدا من العدو الاسرائيلي، قال صقر: “هذا الموقف طبيعي وضروري بالنسبة للرئيس عون، ولكن ضروري وشرعي ومؤقت”، وذكّر بأن عون رئيس للجمهورية فلا يستطيع ان يقول إن سلاح حزب الله غير شرعي، والرئيس الحريري يقول إن هذا السلاح محيّد، ولكن هذا السلاح بنظر المجتمع الدولي غير شرعيّ لأنه خارج إطار الدولة، فهذه حالة خاصة”، مشدداً على “اننا حيّدنا هذا السلاح من اجل استقرار البلد، ولتمكين الدولة عدم ابقاء أي سلاح خارج الشرعية”.

كما ذكّر بأن الفريق الآخر كان ينظر الى الرئيس ميشال سليمان كقدوة، وحين طرح معادلته انتقدوه بشدة، فرئيس الجمهورية هو حكم لا يستطيع ان يكون مع طرف ضد طرف، لذلك نطلب من عون أن يبقى على الحياد دائماً، وعندما يُسأل ويُحشر في مسألة معيّنة يجيب بطريقة دبلوماسية. لكن في المقابل، نحن في رأينا أن هذا السلاح غير شرعيّ وغير ضروريّ”.

إقرأ أيضاً: عقاب صقر: الجنرال عون أحوج ما يكون إلى ضمانات للانتقال من الرابية إلى بعبدا

فخ السلسلة

وسئل: “هل وقع الرئيس الحريري في “فخ” سلسلة الرتب والرواتب؟ وكيف يمكن الخروج من هذا المأزق بعد قرار المجلس الدستوري؟ أجاب صقر: ” أن هذا الفخ نصب من الحكومة الميقاتية حين حوّلت السلسلة على الحكومة التالية، والتي كانوا يتوقعون أن يرأسها الحريري، إلا أن الرئيس تمام سلام ترأس الحكومة آنذاك، وأعلن صراحة أن الوضع الاقتصادي في البلد لا يتحمّلها. ثم وصلت السلسلة عند حكومة الحريري الذي وافق على دخول هذه المغامرة على قاعدتين اعطاء الموظفين حقوقهم، وتأمين تمويل للسلسلة”، مذكّراً بأنه سأل وزير المالية علي حسن خليل، هل يمكن اقرار السلسلة مع الغاء الضرائب أو تخفيفها، فكان ردّه حرفياً: “اذا حذفنا ضريبة واحدة، لا يمكننا تمويل السلسلة”. لذلك، انطلقنا من هذه الروحية وحصلت مزايدات، خصوصاً من المعارضة”.

أضاف: “المعارضة قدّمت بدائل من أملاك بحرية، ووقف الهدر، ولكن هذه الأمور والاصلاحات تحتاج إلى 10 سنوات لتطبيقها، فإذا أقرّت السلسلة نكون قد أفلسنا، وإذا لم تقرّ، سيقول المواطن أننا نرفض السلسلة. فكان الحل زيادة الضرائب على المصارف، مع وضع اقلّ ضرائب ممكنة على المواطنين. لكن اليوم، وبعد الغاء قانون الضرائب من قبل المجلس الدستوري، نرى مجتمع رجال الأعمال والمصارف مرتاحين لوضعهم لأن الضرائب “طارت”، وبدأوا باقتراح رفع “tva”، التي تصيب كاهل المواطن العادي”، مشدداً على أن الرئيس الحريري مصرّ على فرض الضرائب على المصارف، مع اعادة النظر في مجلس النواب بامكانية اجراء تغيير طفيف في قانون الضرائب، ولا يوجد اي تمويل خارج هذا الإطار، والحل قريب”.

السابق
إيران والعراق… عقدة المكان وعقيدته
التالي
شربل خليل: هذا شرط السعودية لقيادة المرأة!