الكرد السوريون: أجرينا استفتاءنا وهذا ما نطمح اليه

كمال اوسكان
في لقاء مع صحفيّ كردي من القامشلي، المنطقة الكردية السورية، للاطلاع على الاجواء المرافقة لاستفتاء كردستان العراق داخل هذه المناطق اضاء على الوضع هناك. فكيف يصف الصحفي كمال أوسكان الاجواء لـ"جنوبية"؟

على وقع استفتاء كردستان العراق يفرح أكراد سورية ويستبشرون بانتظار وفاء واشنطن بالتزاماتها تجاههم.

فقد تجّمع مئات الاكراد في الخامس والعشرين من أيلول في القامشلي للاحتفال بإجراء الاستفتاء في العراق حول استقلال إقليم كردستان، وراحوا يرقصون ويغنون، حاملين الاعلام الكردية.

اقرأ أيضاً: أكراد سورية يحتفلون على وقع استفتاء كردستان

فـ”الشعب السوري الكردي سعيد جدا، كما هو حال الشعب العراقي الكردي، حيث رفعت الاعلام الكردية في كل مكان، وعلا صوت الاغاني الكردية، ودارت حلقات الرقص والدبكة”. بحسب عدد من وكالات الانباء.
فأكراد سورية يحلمون بالفيدرالية، الا ان ثمة فرقا سورية ترى في ذلك رؤى تقسيمية خطرة الوقع على المجتمع السوري، قد تنتهي إلى الفيدرالية، من خلال استيراد نموذج كردستان العراق.

وتُعد المسألة الكردية في سورية من أعقد التحديات التي تواجه السلطة والمجتمع السوريين. علما ان الأكراد السوريون يشكّلون حوالي 8% من مجموع سكان سورية فقط، يتوزعون من شمال شرق سورية أي من الحسكة إلى عفرين. مع العلم، ان عدد اكراد سورية يتراوح ما بين مليون ومليونيّ نسمة.

فالوضع في الشمال الكردي السوري بات معقدا جدا، وتتداخل فيه كل من تركيا وايران والعراق والنظام السوري، اضافة الى واشنطن وموسكو.
فهل سيصل اليوم الذي يُمنح اكراد سورية بقعة خاصة بهم مستقلة عن الدولة السورية الأم؟ ام ان ثمة فدرالية قادمة ستكون جزاءا لهم على قتالهم خلال الثورة؟

حول استفتاء كردستان العراق وعلاقة هذا الاستفتاء بكرد سورية، وما هو موقف الاكراد السوريين من الاستفتاء في كردستان العراق؟ وهل هم مؤيدون له ام لا؟ وهل سيجرون استفتاءا خاصا بهم؟ علما ان الاتحاد بين اكراد سورية واكراد العراق صعب، نظرا للاختلافات السياسية.. فالى أي مدى هذا الامر صحيح وحقيقي؟

في هذا الاجواء، يؤكد كمال أوسكان، الصحفي الكردي السوري، لـ”جنوبية” انه: “هناك ترحيب شعبيّ كبير في المناطق الكردية في سورية، والاحتفالات عمّت العديد من المدن والقرى بمناسبة الاستفتاء سياسيا. والجميع يؤيد الاحزاب الكردية في سورية وبقوة”.

أما “عن موقف الادارة الذاتية التي يديرها حزب الاتحاد الديمقراطي ومجموعة من الاحزاب الكردية والسريانية والعربية، فانها مؤيدة للاستفتاء، وينظر اليها على انها احدى الحقوق التي نصّت عليها الشرعة الدولية، وهو حق تقرير المصير”.

فـ”الظروف في سورية تختلف عن الظروف في العراق، وواقع الحركة الكردية السورية مختلف عنها في العراق”.

نظرا لانه “هناك مشروع سياسي مطروح، ويتم العمل على انجازه من قبل الادارة الذاتية، وهو مشروع “فيدرالية الشمال”، حيث تم اجراء الانتخابات المحلية الاوليّة في 22 ايلول الفائت”.

وهناك “انتخابات أخرى سوف تجري نهاية السنة الحالية للمجالس التشريعية في شمال سورية، ولا يوجد أية فكرة لاجراء استفتاء حول حق تقرير المصير على الاقل في المدى المنظور، ولم تطرح الفكرة من قبل أي طرف سياسي كردي حول اجراء هكذا استفتاء”.

اقرأ أيضاً: الأكراد والإنفصال.. ثأر من معاهدة لوزان!

ويضيف “حاليا لم يطرح احد فكرة الاتحاد، لا من طرف كرد العراق، ولا من طرف كرد سورية، واعتقد ان الرئيس مسعود البارزاني كان واضحاً في خطاباته، وكان يحاول ان يبعث برسائل تطمين لدول الجوار بأن الاستفتاء هو فقط لتقرير مصير الكرد في العراق، وبالتفاوض مع الحكومة العراقية، ولن يتدخلوا في شؤون دول الجوار”.

ويختتم الصحفي الكردي الناشط الحديث ردا على سؤال بالقول، إن “في الجانب السوري هناك حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يدير المناطق الكردية، ولا يؤمن بفكرة الدولة القومية، بل لديهم رؤية مختلفة تتمثل في فكرة الامة الديمقراطية، وهم ماضون في مشروعهم، ولا اعتقد ان فكرة الاتحاد مطروحة بين الطرفين، فعدة عوامل تحول دون ذلك”.

فهل ان الفيدرالية الكردية حق أم تقسيم جديد للدول العربية في اعادة رسم جديد لاتفاقية “سايكس – بيكو”؟

السابق
الحكمة البرّية في القضايا الدستورية
التالي
فواز وبزي وجها لوجه في ميشيغين