ماذا ينتظر الأسد في حال إستمرّ في حكم سوريا لسنوات قادمة؟

يتزايد الحديث في الآونة الأخيرة عل إنتهاء الحرب السورية وبدء ترتيبات الدول الكبرى والإقليمية للمرحلة النهائية التي مهّد لها الإتفاق الأميركي – الروسي الذي أبرم قبل شهر حول وقف اطلاق النار في جنوب سورية، واقامة مناطق عازلة على الحدود السورية الأردنية والسورية الاسرائيلية. حتى أن أصبح بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة السورية أمر محتم وهو ما تجمع عليه الصحف الأجنبية.

في هذا السياق كان للصحيفة الأميركية “نيويورك تايمز” تقريرا تحت عنوان “الحرب السورية مستمرّة، لكنّ مستقبل الأسد يبدو آمنًا أكثر من أي وقتٍ مضى”. قالت فيه “على الرغم  من الإيحاء عن قرب نهاية الحرب إلا أن الواقع يقول العكس فهي مستمرة ولا يبدو هناك ملامح لطي صفحة الحرب. لكن الشبه مؤكد الأسد باق بعدما لم يستطع أحد الإطاحة به على مدى 6 سنوات، إذ تشتت المعارضة السورية سيما بعد تخلي الإدارة لاميركية عن تقديم الدعم لها. حتى أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يهدف إلى تأسيس دولة خلافة في سوريا إنحسرت قدراته وقوّته.

وما يؤكّد هذا الأمر أن إقليميا ودوليا وحتى في الداخل السوري يتمّ العمل على أساس بقاء الأسد، كما أن حلفاء النظام يحتفلون بالإنتصار حتى أن الحكومة السورية بدأت تخطط وتعد المشاريع إعادة إعمار سوريا. وأشارت إلى بلدة مضايا التي عادت فيها الحياة وفتحت المقاهي والمحال بعد أن استعادها الجيش النظامي وقد نقلت الصحيقة عن إحدى السكان ان كل ما يريده نهاية الإقتتال.

وأمام هذه الوقائع التي إستندت إليه “نيويورك تايمز” قالت إن “هذا لا يعني أن الطريق أمام الأسد سهل سيّما لجهة سيطرت قوى أجنبية ناهيك عن إفتقار النظام بموارد الإعمار ورؤوس الأموال التي تحتاج إليها عملية اعادة الإعمار،خصوصا مع تقدير البنك الدولي قيمة الخسائر الاقتصاديّة في سوريا بقيمة 226 مليار دولار. من ناحية أخرى وجدت أن إستمراره في السلطة له إنعكاسات خطيرة على الداخل السوري وكذلك الشرق الاوسط بأكمله. كما أشارت إلى أن سلطة الأسد لن تكون كاملة على كافة الأراضي السورية وذلك مع اقتطاع الدول مناطق نفوذ لها فيها. إن كان من قبل تركيا التي تسيطر على شمالي سوريا، والولايات المتحدة التي تعمل مع الأكراد ضد “داعش” في شرق سوريا، كذلك في مناطق نفوذ النظام، تمارس روسيا، إيران، وحزب الله سلطتها عليها.

وفي الختام أشارت الصحيفة أن استمرار الأسد في السلطة سيؤثر على ملف عودة النازحين الذي يعدّ قضية أساسية لجيران سوريا.

بقاء الأسد أصبح أمرا واقعا بالنسبة للصحف الأجنبية، إذ نشرت الصحيفة البريطانية “إندبندنت” تقريرا، للكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك”، جاء فيه  إن الجيش النظام وحلفاءه هزموا داعش وتقدموا عليه في العديد من المناطق سيما أخيرا في محافظة دير الزور، وأشار أنه وصلته رسالة على هاتفه من سوريا الأسبوع الفائت، جاء فيها: “إن الجنرال خضور حافظ على وعده”.

والجنرال خضور هو بحسب |فيسك” هو العميد محمد خضور، يقود معارك فى ضاحية صغيرة من حلب ضد داعش، وقد إلتقى به قبل 5 سنوات وأكّد له أنه سيستعيد هذه الشوارع خلال 11 يوما”.

ومن هنا انطلق الكاتب أن الأسد هو الرابح في هذه الحرب وذلك بحسب مجريات المعارك على أرض الواقع فإنتصارات محور النظام السوري المتكررة تشير إلى أن الجيش السوري هو المنتصر حتما.

كما أشار الكاتب البريطاني، إلى إسرائيل التي تراهن على نهاية الأسد، من خلال دعم عناصر التنظيم ضد النظام من جهة، ودعم الأكراد من جهة أخرى.
وتوجّه فيسك في الختام إلى اللوبي الإسرائيلي الذي كان يزعم أن الأسد أخطر من داعش بالقول أنهم سيجدوا أنفسم مضطرين إلى التفكير مرة أخرى.بهذا الأمر. لا بل أكثر من ذلك سيتعين عليهم التحدث مع بشار الأسد إذا كانوا يريدون الحفاظ على حدودهم الشمالية.

وفي هذا السياق، تتداول الصحف الإسرائيلية مؤخرا تغيير إسرائيل لرؤيتها الإستراتيجية، فبعدما كانت تتوقع منذ اندلاع الحرب السورية في العام 2014 انهيار النظام في نهاية العام نفسه وأن تتفكك الدولة السورية الى دويلات، أصبحت توقعاتها تشير إلى أن  الأسد سيفرض سلطته على كافة الأراضي السورية نهاية عام 2018.

اقرأ أيضاً: نهاية بشار الاسد على الطريقة الروسية

وهو ما سبق أن نقلته صحفية “إسرائيل اليوم” عن مصادر بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

والأكثر من ذلك فقد إعترفت إسرائيل وأعربت عن ندمها على تفويت فرص كثيرة كان من شأنها القضاء على الرئيس بشار الأسد. وهو ما أكّده محلل الشؤون الإسرائيلية في موقع “المونيتور” بين كاسبيت كاشفاً أنّه بات لدى المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين رؤية جديدة بشأن السيناريو المنتظر في سوريا والذي كان قد سبق ونشره موقع “جنوبية”.

وقد نقل كاسبيت عن مصدر أمني إسرائيلي إعترافه بأنه “حان الوقت لتعترف إسرائيل بأنها أخفقت في تقييم الاوضاع السورية، ففيما كان إعتقاد تل أبيب قبل 5 سنوات أن سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه أصبح من الواضح اليوم أن سوريا ستعود حتى أن التطورات تشير إلى قرب إعلان انتصار الأسد، ليتبع هذه الخطوة إعادة بناء سوريا وإعمارها قريبا”.

السابق
توقيف ابن رئيس بلدية عرسال السابق قصي علي الحجيري بجرم السرقة
التالي
جرائم قتل واغتصاب في لبنان تثير جدلا وعنصرية