طهران والعالم العربي: انتصارات على دول مشتّتة

إيران العراق
رغم العوائق والتعقيدات التي تواجهها، لا تزال طهران تتوّسع في مد رقعة نفوذها عربيّا بشكل يبدو أنه غير قابل للتوقف اطلاقا.

السبب الرئيس في تقدّم هيمنة نظام ولاية الفقيه الايراني المتواصل على الساحة العربية يتمثّل في عدم كفاءة المسؤولين العرب، اضافة الى التشكيك في حقيقة وجود دولة عربية قائمة بذاتها، تتمتع بوجود مؤسساتي وبيروقراطي وسياسي واقتصادي وعسكري. فكل ما هو موجود عربيّا يتوزّع بين القبلية والعشائرية، والطائفية، والمحسوبية، وذلك بحسب “عربي 21”.
لذا، من الصعب الإنتصار في أيّ ملف ضد إيران، فالأزمة الخليجية بين قطر والسعودية خير دليل، حيث استطاعت طهران أن تحقق مكاسب من هذه الأزمة، كانت تحتاج لعقد من الزمن لتحقيقه. حيث ان إيران باتت لاعبا قويا وأساسيا في العالم العربي.
فبعض الدول العربية لازالت تعوّل على الإدارة “الترامبية” لكبح جماح إيران في المنطقة العربية. فكل ما يُقال عن وجود استراتيجية أميركية لمواجهة إيران ليس سوى كلام. فكيف يمكن مواجهة إيران في ظل تشرذم الحلفاء وتقاتلهم فيما بينهم وتشتتهم.
وجاءت تصريحات أحد نواب العاصمة طهران في البرلمان الإيراني عام 2014 حول سيطرة بلاده على أربع عواصم عربية، هي: صنعاء، ودمشق، وبغداد، وبيروت، آخذة في التفاعل في العالم العربي.
فالنفوذ الإيراني في المنطقة العربية، وصل إلى درجات غير مسبوقة، خاصة بعد إطاحة واشنطن بصدام حسين عام 2003، واجتياح الحوثيين لصنعاء. رغم الانهاك الاقتصادي الايراني جراء دعم ايران لنظام بشار الاسد في سوريا، والحوثيين في اليمن، اضافة الى العقوبات الاقتصادية الغربية على طهران، مع انخفاض أسعار النفط، بحسب “الحياة”. كل ذلك لم يمنع طهران من استخدام نفوذها في باب المندب المدخل الاستراتيجي للمنطقة ككل.
فسيطرة إيران على العواصم العربية الأربع سمحت بتسجيل بعض النقاط لمصلحة إيران ضمن مشروع التنافس القومي – الطائفي، وبالتالي السني – الشيعي. فالسيطرة على العواصم الأربع، لن تحقق المصلحة الوطنية الإيرانية، لكنها ستشكل عبئاً اقتصادياً وسياسياً وأمنياً لن تستطيع إيران الاستمرار بدعمه أو المحافظة عليه لمدة طويلة.
إيران مدعوة أكثر من أي وقت مضى، إلى التنافس على أسس جديدة قائمة على التعاون والاحترام المتبادل بعيدا من الشحن الطائفي والقومي.

اقرأ أيضاً: نظرة «الشيخ نعيم» وأحلام الجميلات

من جهة أخرى، قال حسين دهقان، مستشار المرشد الروحي لايران علي الخامنئي، إن السعودية تخطط لتأسيس ما وصفه بـ”ناتو عربي” عبارة عن “جبهة مناهضة للثورة الإسلامية”، لتأجيج النعرات والنزاعات القومية والطائفية وإشعال نيران الفتنة”. وذلك بحسب وكالة “أنباء فارس”.
فخلال عشرين عام من الثورة الاسلامية وتمددها إلى أجزاء رئيسة في العالم العربي سريعا يمكن مراقبة أمرا مهما يتمثل بغياب الإرادة العربية القومية والدينية.
إيران الشيعية تقف مقابل عالم عربي سنّي، ليس في وسعها الطموح إلى زعامة الأمة، وانتزاع القيادة بشقيها الإسلامي والعربي الا من خلال قضية اساسية هي القدس وفلسطين فكان لا بد لايران من تبنّي القضية الفلسطينية. وهنا بدأت ايران بحيازة الاصوات المؤيدة لها بدعمها لحركات المقاومة الفلسطينية كحماس والجهاد، واللبنانية أي حزب الله. برأي “موقع أورينت”.

السابق
الأستاذ الذي تعرض بإساءة لمحجبة انسحب ولم يفصل!
التالي
من وراء تسكير صفحة «وينيه الدولة»؟!