انتخابات الجمال تستنسخ انتخابات الرئاسة و«الملكة» من خارج المسابقة

حفلة انتخاب ملكة جمال لبنان لاقت موجة من الانتقادات.

“كوني جميلة واصمتي”، لازمة يرردها اللبنانيون عقب كلّ سهرة من سهرات انتخاب ملكة جمال لبنان، وفي هذا العام لم تختلف المشهدية فكما يبدو أنّ منظمي الحفل في وادٍ والانتقادات التي تسجل والمقالات التي تكتب في وادٍ آخر، بحيث أنّ الأخطاء نفسها تعود لتتكرر فيما الإخراج يتجه أكثر نحو الرداءة والابتذال.
أسئلة من كوكب “المريخ”، وأجوبة من كوكب “عطارد”، لغة عربية ركيكة، وزلاّت لا تغتفر، ولجنة تحكيم “درجة ثالثة”، موسيقي ورياضي، وضيفة أجنبية بسؤال مدبلج وإجابة ربما لم تُفهم.

على مستوى المسرح غابت الفرقة الموسيقية فكان التسجيل الصوتي باهتاً، أدت النجمة اللبنانية “كارول سماحة” عدداً من أغانيها على طريقة “بلاي باك”، إلا أنّ الحضور الفني لم يكن طاغياً كما يفترض فـ”سماحة” ليس في رصيدها مؤخراً أيّ جديد على الساحة الغنائية، كما أنّ الأغاني المنتقاة لم تكن موفقة.

على مستوى الإطلالات، كانت الصورة التي ظهرت فيها المتقدمات للمسابقة أقل من المتوقع، لاسيما من ناحية فساتين السهرة التي لم تعطِ أيّ منهن الطابع الملكي ولم تبهر المشاهد، فيما الوجوه كانت متشابهة إن في الأنوف أو العيون أو الهوليود سمايل، ليترافق كلّ ذلك مع بساطة مفرطة في طريقة تصفيف الشعر التي اعتمدتها كلّ متسابقة.

إقرأ أيضاً: ملكة جمال لبنان.. و «الألقاب»

سهرة ملكة جمال لبنان للعام 2017 التي عرضت يوم أمس عكست صورة مشوّهة عن الجمال المركب الاصطناعي غير المثقف، فسقطت المتسابقات ضحية الأضواء وضحية الإنبهار بالقشور، ليتقاطع كلّ ذلك مع لجنة تحكيم لا تمتلك أهلية السؤال ولا تقنياته.
انتقادات عديدة رافقت السهرة وموجة من السخرية، لاسيما مع بعض الإجابات اللامنطقية. المتقدمات للمسابقة تمّ وضعهن في قالب جامد لمدة ساعتين وهن كنّ على أتمّ الاستسلام له، لم تعمل أيّ متسابقة على الخروج منه على كسر الصورة النمطية للجمال، وعلى تقديم الثقافة على الشكل.

انتهت السهرة، صفق الجميع، وتوجت بيرلا ملكة، فيما ظلّت مواقع التواصل مشتعلة تسخر من جواب يسرى وعدم إتقانها للغة العربية، على هامش الانتقادات لا بد من الإعتراف أنّ يسرى هي الأنثى الحقيقية في هذه المسابقة، فكسرت النمطية وظهرت بشكل تلقائي لم تخفِ فيه ضعف لغتها العربية، ولا يعيبها عدم فهمها للسؤال.

إقرأ أيضاً: ملكة جمال لبنان على مشرحة مواقع التواصل الاجتماعي: واسطة أم عونية؟

في هذا الحفل كان هناك ملكة، ملكة حقيقية بكل التفاصيل، الحضور، النطق، الشكل، العفوية، التعامل مع الأمور الطارئة ببديهية وابتسامة، وهي الإعلامية ديما صادق.

وما دون ذلك فإنّ حفل انتخاب ملكة جمال لبنان، يعيدنا إلى الاستحقاق الانتخابي والتصويت للرئيس ميشال عون، الجامع بينهما هو الطابع الكوميدي كما اللبناني الذي يسخر من وراء الشاشة وهو يشاهد انتخابات هزلية إن على المستوى السياسي أو المستوى الجمالي.

 

السابق
بيرلا الحلو ملكة جمال لبنان لعام 2017
التالي
عشية الاستفتاء.. حقائق قد لا تعرفها عن الأكراد