الفساد والمصالح يقضيان على التنوع البيئيّ في عدلون

نفوق السلاحف البحرية عند شاطىء عدلون يستنفر الجمعيات البيئية، فالشاطىء يخفي أسفله مدينة فينيقية، لكن المسؤولين الجدد يريدون تحويله الى مرفأ لسفن شحن البترول من مياهه.

أن تنفق سبع سلاحف بحرية في أقل من ثلاثة أشهر على شاطىء عدلون، لهو أمر يثير جملة من الاستفهامات والاسئلة.

والبحث عن اسباب هذه الظاهرة يوصل الى معلومة واحدة وهي استخدام الديناميت في عمليات الصيد البحري، فخسارة هذه السلاحف من شأنه أن يُلحق أضرارا لا تعوّض بيئيّا.

إقرأ ايضا: رئيس جمعية «الجنوبيون الخضر» هشام يونس: نراهن على إشاعة الوعي

ويعود الفضل في الكشف عن هذه الفضيحة الى جمعية “الجنوبيون الخضر”،  و”هي مجموعة تجمع اللبنانيين الجنوبيين الذين جبلتهم جبال عاملة بكل إرثها الثقافي، البيئي، التراثي والنضالي العظيم. وقد حان آوان إعادة الإعتبار لكل هذا التراث المتعدد والذي لحقه الكثير من الضرر نتيجة التدمير الإسرائيلي المنهجي، والذي إستكمل من خلال تفشيّ الفساد والمحسوبية وغياب التخطيط المدينيّ المتكامل والمتوافق في آن”- في توثيقها لهذه الحالات على شاطئ عدلون، في منطقة خليج أبو الزيد. وهو أعلى معدل سُجل على الساحل اللبناني حتى اليوم.

وكانت “الجنوبيون الخضر” قد ناشدت وزارة البيئة من أجل التدخل لحماية شاطئ عدلون وإعلانه محمية طبيعية الا انه لا حياة لمن تنادي.

وفي اتصال مع فاديا جمعة، المتابعة للملف، والمسؤولة التنفيذية لجمعية “غرين إريا الدولية”، قالت لـ”جنوبية”: “المرفأ الذي يُبنى على شاطئ عدلون عرقل عملية اعلان الشاطئ محميّة، كما بينّت الدراسات أن مدينة فينيقية موجودة تحت المياه. فقامت جمعية “الجنوبيون الخضر” بتقديم الملف الى وزارة البيئة من أجل اعلانها محمية طبيعية، لكنه لا يزال مرميّ بالادراج”.

والمرفأ المرصود ليس للصيادين، حسبما افاد مطلعون موقع “جنوبية”، هو مرفأ لتحميل البترول، وسيتسع لمراسي سفن كثيرة، كما انه يجهّز لعدد من النافذين لمرحلة ما بعد استخراج النفط.

وتتابع جمعة بالقول، ان “القضية التي نتناولها هي نفوق السلاحف، مما يؤكد ان “المرعى”، أي المكان الذي تعيش فيه السلاحف، يتعرّض لضرب الديناميت من اجل صيد السمك بطريقة غير شرعية”.

وترى جمعة ان”هذا يفرض علينا الاضاءة على الموضوع، ايّ من واجب خفر السواحل مراقبة صيادي الديناميت، وعلى وزارة الزراعة تسيير دوريات، لان من يرمي الديناميت معروف، وقد تم التبليغ عن هؤلاء الصيادين الذين يخالفون القوانين، والمطلوب- الى حين اعلانها محميّة- ضبط هذا الاسلوب بالصيد، اضافة الى ان البلاستيك والتلوث الموجود هما سببان اضافيان لنفوق السلاحف، وهما كافيان”.

وهل ان الشاطئ اللبناني يتحّمل وجود محمية، في ظل وجود محمية في صور؟ قالت جمعة ان “بلدية العباسية طلبت اعتبار شاطئ البأبوء في صور اعلانه محميّة، وهذا لا يمنع ابدا تكاثر المحميات، فوزارة البيئة تشجع على اقامة المحميات”.

وتضيف الاعلامية فاديا جمعة، بالقول “اتفاقية المناخ تفرض الوصول الى عدد معين من المحميات، ولكن ذلك له شروطه، وهذا ينظم الشاطئ”.

وحول قلة عدد الجمعيات البيئية في الجنوب يضرّ بالمتابعة، قالت جمعة: “بالعكس هناك عدد مناسب من الجمعيات كإشعاع البيئة في الصرفند، والجنوبيون الخضر، وجمعية نداء الارض، وجمعية أخضر بلا حدود، وجمعية جهاد البناء، وغيرها الكثير..”.

إقرأ ايضا: فضيحة سرقة 63 مسلّة جنائزية من آثار صور

وتختم جمعة ان “هذه الجمعيات تتابع، ولكن هناك من يؤذي الشاطئ اللبناني عبر الصيد بالديناميت، وخطواتهم كجمعيات جدية، ومن المؤكد انهم بحاجة لدعم السلطات والوزارات والمجتمع المدني حيث ان البيئة فرضت نفسها، على  ملفات المجتمع المدني مؤخرا، وبات الجميع معنيّ بالبيئة، وعلى رأسها التلوث”.

وعلى أمل أن يراعيّ المسؤولون الرسميون مقتضيات البيئة والسلامة العامة، هل يمكن ايقاف نفوق السلاحف؟

السابق
الدولة في دويلة «الضاحية»
التالي
الجامعة الأمريكية تفصل الأستاذ الذي أهان الطالبة المحجبة