الدولة في دويلة «الضاحية»

حواجز الضاحية الأمنية
في الضاحية الجيش يسلم المشتبه بهم إلى عناصر حزب الله!

بعد أزمة التّغلغل وعدم قدرة الحكومة في النّفاذ على كافة أنحاء المناطق اللبنانية خُلقت ظاهرة جديدة “الدولة ضمن الدولة” والتّي بدورها خلّفت نتائج وحوادث تؤكد لنا فقدان شرعية الحكومة في الكثير من الاحياء والمناطق. فباتت تُعرف بالدويلات التي أصبح لها حكمها الذاتي وشبه الخدماتيّ الخ..

هذه الظاهرة التّي اثرت بشكلٍ كبير على دور الجهاز الأمني الحاكم ودور الجيش في الحياة السياسية والأمنية والمعيشية خلقت نوعًا من القصور وعدم ثقة المواطن ضمن هذه المناطق بالحكومة اللبنانية. مما يترتب على المدى البعيد نتائج خطيرة ومنها انقلاب هذه الدويلات لتصبح الدولة ضمن هذه الدويلة فتسقط شرعيتها الكاملة.

وهناك الكثير من الأمثلة في لبنان تؤكد لنا أنّ لا سيادة للدولة على كافة أراضيها وانّ حكم الدويلات اصبح يشكلّ قوة وخطرًا على دولتنا.

وهذا ما رأيته امامي البارحة

الزمان : الأحد 24-9-2017

المكان : حاجز الجيش – كنيسة مار مخايل مدخل الضاحية الجنوبية

بينما كنت متجهًا بفان رقم 4 إلى منزلي الكائن في الضّاحيةِ الجنوبية وقبل وصولنا إلى حاجز الجيش اللبناني لاحظتُ انتشارًا كبيرًا له على طول الطريق.

يقوم عناصر الجيش بالتدقيق بجميع الهويّات وإنزال كل من هو غير لبناني من السيارات والفانات وهذا أمر اعتدناه في كل سنة خلال ايام عاشوراء فالشكوك دائمًا موجهّة نحو الأجانب او بالاحرى “السوريين”.

إقرأ أيضاً: حزب الله يمنع «الشيعة غير اللبنانيين» من حضور المراسم العاشورائية!

لكن ما لفتني هو أمر لم يسبق لي أن رأيته أو سمعت عنه ولا اجد له اي تفسير ، فالمقدم المتوّلي الشأن الأمني على الحاجز وبعد توقيفه لبعض الشبان، اتجه وبمرافقة بعض العناصر إلى الجهة الأخرى حيث تقفُ سيارة من نوع bmw وسيارة envoy داكنة اللون وقام بتسليم الموقوفين لعناصر في حزب الله ومن ثم عاد إلى الحاجز.

إنتظرنا حوالي ال 15 دقيقة في زحمة السير ومن ثم انطلقنا.

سمعتُ “شوفير الفان ” يردد عبارة (ما معي سوريين) كلما مررنا بحاجز لحزب الله التي تخطت السبعة حواجز على طول الطريق .

إقرأ أيضاً: منع من الدخول إلى الضاحية في عاشوراء لأنّه فلسطيني!

في رأسي الكثير من الأسئلة التي لا اجد لها جوابًا شافيًا ،راجيًا الإجابة من قيادة الجيش التي نحرص كل الحرص  على هيبتها فهي المؤسسة الوحيدة  التي ما زال يتوحد حولها الشعب اللبناني وقد اثبتت في الأونة الأخيرة قوتها في أن تعطينا إجابات واضحة عن تساؤلاتنا .

لماذا يتواجد عناصر لحزب الله في نقاط تواجد الجيش مع العلم أنّهم يقيمون حواجزهم في كل مكان وبإستطاعتهم القبض على “السوريين” في حال استطاعوا المرور من خلال حواجز الجيش وأيّ رسالة يبعثون بها إلى اللبنانيين وما المقصود من مشاركة ضباط وعناصر في تسليم الموقوفين الى حزب الله أمام عيون المارة.

لا استطيع ان أجزم أن هذا الأمر هو بمثابة تحقير للقوى الأمنية الشرعية ولكن على اقل تقدير فهو انتقاص من هيبة الجيش وهيبة الدولة وهو ما قصدت به ان الدولة باتت ضمن الدويلة وتأتمر بأمرها.

السابق
الخيار الوحيد أمام الشيعة العرب
التالي
الفساد والمصالح يقضيان على التنوع البيئيّ في عدلون