لطالما كنت مفتوناً بالشيخ نعيم قاسم، ولطالما عبرت لأصدقائي عن إعجابي الشديد بشخصيته وبقدرته الفائقة على صياغة حجج قادرة على الإقناع. منذ مدة شاهدت له ندوة حول “الرجال قوامون على النساء” ولن أخفي أن منطقه الشكلي قادر على مجابهة أعتى الحجج والتأثير في لب الجمهور.
الأن قضيت خمسين دقيقة وأنا أستمع إلى خطبته في عاشوراء عن التربية المنزلية للطفل ويمكنني القول بأن الرجل متمرس ومحترف في إختيار حججه وبراهينه بطريقة يصعب نسفها من قبل المؤمنين أو غيرهم من المتمردين غير الحاملين لوجهة نظر أخرى، أي لبديل مقنع.
الأمر الأخر وبعيداً عن مضمون كلامه هو “الشكل” الذي يلقى به هذا الكلام، والشكل عند الشيخ نعيم قاسم أقوى أسلحته؛ حركات يديه، نبرته، لغته المتقنة، وقفته، ثقته بنفسه، إيمانه بما يطرحه، هالته، ومنهجية خطابه بشكل متسلسل ألخ… كل هذا يجعل من الصعب معارضة ما يطرحه، لا بل أقتناعهم وتأييدهم لكلامه، خاصة وأن الرجل يقدم لنا أدلة وبراهين وإثباتات بالأرقام بين الأمس واليوم. كل ذلك يؤدي إلى الإعتداد بالنفس والنهج على أمل إبتلاع ما تبقى من الشيعة في المستقبل.
لطالما عبرت بأن الشيخ نعيم قاسم قائد حقيقي ذو شخصية فذة وهو بنظري من مفكري وإيديولوجي حزب الله ومكانته الفكرية تفوق السيد حسن نصرالله بأشواط.
نعيم قاسم أذكى وأخطر رجل في حزب الله.
