حزب الله يمنع «الشيعة غير اللبنانيين» من حضور المراسم العاشورائية!

عاشوراء
بدأ حزب الله انتشاراً كبيراً في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي الجنوب والبقاع"، بسبب ما يحكى عن "التهديدات الأمنية كبيرة هذه السنة، غير ان هذه الاجراءات صحبها مفاجآت غير سارة طالت كل من هو غير لبناني يحاول ان يدخل الى "المنطقة المحرمة".

أحد الاساتذة الجامعيين العراقيين من الشيعة الملتزمين والمحبين لأهل البيت كما يصف نفسه، والحاصل على اقامة لأنه متأهل من لبنانية، أحب كعادته في كل عام، المشاركة في المراسم العاشورائية والحضور الى احد المجالس الحسينية في الضاحية الجنوبية، وعندما انعطف بسيارته للدخول من طريق المطار القديم في مفرق مدرسة القتال باتجاه حارة حريك، أوقفه حاجز قوى الأمن الداخلي القائم في المحلة منذ بدء تطبيق الخطة الأمنية للضاحية قبل سنوات، فسأله عن هويته وعندما أجابه بأنه عراقي، اعتذر منه الدركي بلطف طالبا منه العودة من حيث أتى، لأنه يمنع دخول غير اللبنانيين الى الضاحية الجنوبية من الساعة الخامسة مساء ولغاية منتصف الليل بسبب احياء مراسم عاشوراء.

اقرأ أيضاً: لذلك عاشوراء فاجعة ومأساة

لم يصدّق “الدكتور العراقي” الأربعيني ما يسمع، وأوضح للدركي أنه بصدد الذهاب الى احد المجالس الحسينية هو وزوجته التي كانت تصحبه لحسن الحظ، وهي تنحدر من عائلة جنوبية معروفة، والتي أوضحت بدورها للعسكري ان زوجها دائما ما يدخل الضاحية بسبب وجود الاقارب والأهل فيها، وانه ليس غريبا ويقيم في لبنان منذ سنوات.
لم يكلّف العسكري نفسه ان يلقي نظرة على بطاقة الاقامة التي اخرجها الدكتور من جيبه، واجابه ان القرار – الذي لم يُعرف من أصدره- هو حاسم ونهائي!
لم يستسلم الدكتور ولا زوجته لهذا المنطق الأمني الهمايوني، الذي يحجب حقهما من الدخول لمنطقة يعتبرانها عزيزة على قلبيهما، ومن حقهما في ممارسة الشعائر العاشورائية، لذلك فقد قررا التوجه لمحاولة الولوج عبر مفرق مستشفى الساحل من جهة منطقة الغبيري، حيث ينتصب حاجز للأمن العام، الذي ما ان علم احد افراده بهوية الدكتور وجنسيته حتى كانت المفاجأة التي لم تكن في الحسبان، اذ نادى بأعلى صوته: “يا شباب الأخ عراقي… تفضلوا”!!
وما هي الا لحظات حتى احاط بالسيارة 4 أو 5 شبان يرتدون الزي الاسود الموحّد، أمر أحدهم الدكتور العراقي بالعودة من حيث أتى رغم شروحاته وايضاحاته وتوسلات زوجته التي سمعت ذات العبارة: “ممنوع على غير اللبنانيين الدخول الى الضاحية الجنوبية من الساعة الخمسة وحتى منتصف الليل”!

اقرأ أيضاً: توصيات نصرالله العاشورائية: لتوحيد الشخصية الشيعية وتعبئتها عقائدياً

بعد عودتهما الى المنزل، عزّ على أفراد العائلة العراقية – اللبنانية المكونة من أربعة أفراد ان تصدر هذه القرارات العنصرية “الغبية” كما عبروا، عن أمن حزب الله، وهم الذين يعتبرون أنفسهم من جمهور المقاومة، وتساءلوا.. أولا: لماذا يمنع على غير اللبنانيين الدخول الى الضاحية؟ مع ان الذين قاموا بالأعمال الارهابية وفجروا انفسهم فيها سابقا كانوا من  لبنانيين؟!
ثم الا يستطيع الارهابي ان كان لبنانيا أم أجنبيا ان يدخل قبل قبل الساعة الخامسة عصرا الى الضاحية ويفجر نفسه ويقتل اذا تمكن له الأمر؟! فما هي الحكمة من توقيت الساعه الخامسة؟!
صدمة نفسية تبعتها عدة أسئلة ليس لها أجوبة سوى عند العقل الأمني الذي أصدر هذه القرارات العنصرية الجائرة غير المجدية على حدّ تعبيرهم.

السابق
علوش لـ «جنوبية»: كلام عون يفقده صفة الحاكم
التالي
الرئيس حسين الحسيني يرد على التسريبات: من المبكر الحديث عن لوائح انتخابية