الشيخ نعيم قاسم: المرأة المطلقة ناقصة جهاد!

بعد أن نسب للإسلام قوله أنّ المرأة ناقصة عقل ودين. يزيد علي ذلك اليوم نائب أمين عام حزب الله أنّ المرأة المطلقة ناقصة جهاد.

لا يمكن أن نستغرب ما قاله الشيخ نعيم قاسم في خطبته “التربوية” عن المرأة المطلقة، بل أنّه من السذاجة أن نسقط الدقائق الـ52 لهذه المحاضرة ونختزل حق النقد بدقيقة لا غير.

فالكلمة التي ألقاها نائب أمين عام حزب الله وإن كنا نستهجنها إلا أنّها تجسد حقيقة التركيبة المجتمعية لجمهوره وأنصاره، وعلى سياق تربوي قائم فقط على الجهاد والانتصار.

فالتربية لدى حزب الله تقضي بعزل الأطفال عن الذين سماهم نعيم قاسم “الجهلة” و “شياطين الأرض”، وبالتالي حجبهم عن كل ما هو دنيوي والعمل على تغذية عقولهم – بحسب قوله -منذ النشأة بمفاهيم الإسلام وطاعة الله تعالى.
هذه التربية التي تقوم على تلقين الطفل كيف يفهم، وكيف يحدد خياراته، وكيف يكون إنساناً مؤمناً، لا يرى الحرام ولا يسمعه، لأنّ هذا الطفل هو مشروع “مجاهد”، مشروع أوجد الشيخ للنساء دوراً جليلاً فيه، ليقول لهن بالحرف الواحد “أنتن جزء من الجهاد من القوة والانتصار ودفع الشباب إلى القتال”.
وليؤكد أيضاً أنّه لو لم تكن بيئة حزب الله كما هي لما أمكنهم المتابعة وتحقيق الانتصارات الحسينية.

كلّ ما يريده نعيم قاسم هو وضع الطفل في قمقم حزبي ديني، وشحنه بـ “طاقة النصر”.

إقرأ أيضاً: بالفيديو: نعيم قاسم يهين المرأة المطلقة!

هذا الطفل ليس ملكاً لنفسه ولا لأهله، وهذا ما نستنجه مما قاله الشيخ، هو ملك لمجتمع ولمشروع، ولخط جهادي يتمحور حول الانتصارات، فالشيخ نعيم قاسم لا يرى في الأطفال إلاّ مقاتلين مجاهدين، لا تغريهم الدنيا ولا يبعدهم عن هذا الهدف رغبة.

أبناء الحسين “كما سماهم الشيخ”، وضعهم في أرض المعركة، لم يأتِ على ذكر أيّة تربية إلاّ تلك التي تفضي إلى الجهاد، حتى حينما ذكر المرأة المطلقة هو لم يتعمد إهانتها لأنّها مطلقة وإنّما لأنّها مرتبطة بتجربة دنيوية لا تخدم المشروع الجهادي. ولعلّ للسبب نفسه لم يأتِ نعيم قاسم على ذكر الأرملة، وإن كان همه “الواقع النفسي”، فإنّ الأرملة مثقلة به أيضاً، ولكن لفرضية أن أكثر الأرامل لاسيما في السنوات الأخيرة كن زوجات “مجاهدين”، فهن بالتالي صاحبات “وسام”. وزوجة “الشهيد” لا تتساوى في حزب الله مع “المطلقة”، فالأولى تربي وتعد مجاهدين بحسبهم، أما الثانية فقد تعدّ مواطنين وهذا ما لا يتقاطع والتربية الحزبية.

إقرأ أيضاً: أيّها الشيخ نعيم قاسم: أُترك حقوق المرأة لمن يحترمها

خطاب نعيم قاسم هو في بيئة حزب الله محاضرة يجب أن يتم تدريسها، وذلك بحسب ردود الفعل التي سجلها المتابعون، بل واستناداً أيضاً لتلك العيون الشاخصة بها، ولتلك الوجوه الدهشة التي كانت حاضرة ولذلك الانصياع الذهني.

نعيم قاسم ناجح في بيئته لكونه يصوّرها، وما من مناصر للحزب إلا ويرى بهذا الكلام أخلاقيات حسينية، وتربية حقيقية “آل البيت”.

المشكلة ليست المرأة المطلقة، بل لعلها تكون محظوظة لخروجها من بيئة دينية حزبية مغلقة لا تخرّج إلا مجاهدين.

السابق
الولاء لخامنئي يصحب الولاء للحسين وكربلاء في سوريا واليمن!
التالي
حزب الله وحركة أمل يعلقان على إشكال البيسارية!