على وقع مقالات وردود… عاشوراء لا توّحد المسلمين في بيروت

عاشوراء
ارتدت بيروت حلة عاشورائية مع انتشار اليافطات والرايات السوداء في شوارعها في بداية شهر محرّم، ليغلب بذلك عليها الطابع الشيعي، ما أثار أهاليها من السنّة الذين لا يؤخذ لهم رأي ولا مشورة.

يقول بيان “شبكة بيروت الاخبارية”: “بيروت نعتذر منك.. عائشة بكار، المصيطبة، البسطة، زقاق البلاط، الكولا، المزرعة، بربور، برج ابو حيدر، رأس النبع، خندق الغميق، بشارة الخوري، الطيونة، مارالياس. عذرا بيروت.. من يدخل إليك يحس وكأنه داخل الى مدينة كربلاء او النجف.. عذرا بيروت.. فالذين يعتبرون أنفسهم اولياء أمور أهل السنّة غافلون ولا يعنيهم ما يصير في شوارعك.. عذرا بيروت.. ألبسوك ثوب التشييع، ونصبوا الرايات السوداء، ورايات الثأر للحسين وكأن قتلة الحسين هم سنيّة بيروت.. عذرا بيروت.. فقادتنا السياسيين ونوابنا ما بيعرفوا غير النخ وتمسيح الجوخ تحت مقولة الأعتدال والعيش المشترك.. عذرا بيروت.. دولتنا غير قادرة على وضع الأعلام فقط في الحسينيات.. عذرا بيروت.. سماحة المفتي دريان ما شعورك وأنت تتجول في شوارع وأزقة بيروت وتشوف بمساحة صغيرة اكتر من 100 علم اسود واعلام ثأرية للحسين.. عذرا بيروت.. رئيس بلدية بيروت ما موقفك بتحويل بيروت الى حسينيات علنية.. عذرا بيروت.. نواب بيروت الأفاضل /يي نسيت انتو ممنوع تحكو احسن ما تاكلو تويتر لا يمثلني.. عذرا بيروت.. شيخ سعد/ هيدي بيروت اللي والدك الله يرحمو كان بدو ياها واللي ناضل عشانها.. عذرا بيروت.. اللواء ريفي كمانة ما موقفك من هذه الحالات؟؟ منعرف انو اهتمامك الأساسي بطرابلس بس اقللو موقف.. عذرا بيروت.. الكيدية والحقد والكره والضغينة، وكأنو المسلم السني هو من قطع رأس الأمام الحسين.. عذرا بيروت.. فأهلك يحبون الأمام الحسين أكثر ممن يشووه صورتك”.

اقرأ أيضاً: توصيات نصرالله العاشورائية: لتوحيد الشخصية الشيعية وتعبئتها عقائدياً

وجاء الرد عبر مواقع التواصل فكتب الشيخ عباس زغيب ردا على ما ورد عبر هذه الشبكة، فقال: “نطالب المفتي دريان بالرد على الكلام الفتنوي الذي تم نشره على “شبكة بيروت الاخبارية”، والذي يُسيء لكل اللبنانيين، بل لكل الامة الاسلامية والعربية، ولكل الانسانية، لان الامام الحسين عليه السلام لا يخصّ الشيعة فقط، ولان راية الحسين تشرّف كل من يضعها، وتبارك كل بلد ترفرف فوق ترابه”. “ان هذا الكلام الفتنوي الذي يعبّر عن نفوس مريضة لمن كتبه ولمن نشره، وهذا الكلام دليل واضح على ان كاتبه جاهل بالتاريخ الاسلامي، وبقول النبي صلى الله عليه وآله عندما قال “حسين مني وانا من حسين”، وجاهل بقول النبي ص عن ان “الحسن والحسين امامان قاما او قعدا”، وجاهل بوحي السماء “قل لا أسالكم عليه من أجر الا المودة بالقربى”، وجاهل بقول الله ايضا عند المجادلة التي حصلت وأدت الى الملاعنة “قل تعالوا ندعو ابنائنا وابنائكم وانفسنا وانفسكم”. وختم “ان نشركم الفتنوي هذا غير مقبول ومرفوض، ولن يجد أصدائه لإحداث فتنة لان قائله لا يُسيء للشيعة، بل يُسيء لكل لبناني شريف، واننا نطالب المفتي دريان بالرد على هذا الكلام، وبيان الموقف الاسلامي الصحيح والذي يمثّل أهل السنّة والجماعة من قضية الامام الحسين عليه السلام”.

وفي اتصال مع الشيخ أياد عبدالله عضو اللقاء الروحي في لبنان، وامام مسجد العجمي في شحيم، قال لـ”جنوبية”: “لا شك ان ذكرى عاشوراء ذكرى أليمة تذكرنا بثبات الامام الحسين على الحق وبضرورة الوفاء لاننا منذ ذلك الزمن لا زلنا كشعوب ندفع ثمن الخيانات. فذكرى عاشوراء ذكرى اسلامية تعتبر درسا لكل المسلمين. لكن محاولة استغلال هذه المناسبة للتحريف والايقاع بينهم، واستثارة النعرات، هو ما نرفضه وندينه، في الوقت الذي ندين فيه ردة الفعل القاسية التي صدرت عن البعض، فاننا نطالب المسؤولين عن هذه الشعارات التي يعتبرها بعضنا استفزازية ان يلجأوا الى شعارات اخرى، خاصةالدعوة الى توحيد البوصلة الى فلسطين، فعدونا واخد هو اسرائيل”.

وقد قال الشيخ محمد علي الحاج العاملي مؤسس حوزة السجاد، وربانيون بلا حدود، “واضح أن مستوى التعاطي الإسلامي – الإسلامي ينحدر لأدنى مستوياته.. ويظهر ذلك بشكل جليّ في مناسبة كمناسبة عاشوراء”. و”حق طبيعي لأي طائفة أن تمارس شعائرها الدينية، ويجب احترام خصوصيات كافة الطوائف والأديان، ومع ذلك هناك ضوابط لهذا الحق، حق ممارسات الشعائر، أقل هذه الضوابط ألا يكون بخلفيّة ذلك استفزازية، لاسيما وأننا على أبواب استحقاقات سياسية، ما يجعل الشأن السياسي يتداخل بشكل جليّ مع الطقوس الدينية، وممارساتها، ناهيك عن موجة ارتفاع منسوب التطرف الديني الذي يصيب بُنية المجتمعين السني والشيعي. وبالإجمال هذه التصرفات غير مسؤولة، وتدخل في إطار المزايدات المتبادلة.. وهذا ما يقودنا للتأكيد على مركزية دور المؤسسات الدينية الإسلامية الرسمية، التي يؤمل منها القيام بدورها في رأب كل صدع يحدث في جدار شارعنا الإسلامي”.

وشدد سماحته، قائلا “كفى هذه المؤسسات استقالةً من وظيفتها المناطة بها، فقد يأتي اليوم الذي يصبح اللبنانيون بغنى عنها! ليت المؤسسات الدينية الرسمية تقلع عن تعاطيها الرسمي الأجوف، لتدخل لعمق المجتمع، ولتحاول ترسيخ دورها كمرجعيات دينية أكبر من أن تكون ملحقة بأطراف وأطر سياسية حزبية!”

اقرأ أيضاً: لماذا لا يُحيي السنّة عاشوراء؟

وختم الشيخ الحاج “نتمنى أن تتحول مناسبة عاشوراء لفسحة مشتركة للإلفة والمحبة بين المسلمين، ذلك حينما يعي الشيعة أن ذكرى التضحية والفداء تلزمنا بمسؤوليات أخلاقية جسيمة، هي أكبر من بعض طقوس سطحية. ويكون ذلك أيضاً حينما يعي السنّة أن شهادة ابن بنت رسول الله محمد تندرج في خط حفظ الرسالة المحمدية، وأن الحسين أعطى الرسالة بُعداً إضافياً يمكن أن يشكّل موضع تقدير المسلمين كافة، وتالياً ليست هذه المناسبة لطرف دون آخر، أو لفئة دون سواها”.

فهل يسمع المسلمون هذين الصوتين الوحدويين، الموضوعيين، ام أن صوت الفتنة سيظل هو المهيمن ما دامت الفرقة الدينية والسياسية في النفوس.

السابق
الاكراد الحالمون بدولة… هل ستتحقق بعد الاستفتاء؟
التالي
ابطال قانون الضرائب يعيد اللبنانيين الى دوامة «السلسلة»