سيارة «التينر» في بيروت: إختبار أمني لموكب المشنوق؟!

نهاد المشنوق
هل من الطبيعي أن سيارة مليئة بمواد تنظيف خاصة بالوسائل الإلكترونية تحوي على مادة "التينر" لا تباع إلا في أماكن مخصصة أن يكون صاحبها غير معروف وأن تكون مسجلة باسم شخص آخر خارج البلاد، وأن تًركن في قارعة الرصيف وفي منتصف الليل؟ وفي هذه الحالة يكون الإشتباه بهذه السيارة تهمة؟

في وقت لا يزال القلق يخيم على الساحة اللبنانية بعد موجة تحذيرات السفارات الأجنبية لرعاياها في لبنان قبل أسبوع خوفًا من وقوع عمل إرهابي، وفيما إنطلقت أمس أول ليالي إحياء مراسم عاشوراء وما يرافقها من قلق أمني وإجراءات إحترازية مشدّدة، إشتبه موكب وزير الداخلية نهاد المشنوق أمس (الخميس) بسيارة خلال مغادرته جامع محمد الأمين في بيروت عند تقاطع الرينغ بعد أن رصدت الأجهزة الالكترونية الخاصة بكشف المتفجرات في موكبه مواد قابلة للانفجار. إلّا أنه وبعد الكشف عليها من قبل خبراء المتفجرات، تبيّن أن السيارة التي اشتبه بها تحتوي على مواد تنظيف لأجهزة الكمبيوتر، قابلة للاشتعال ويدخل في تركيبتها مادّة التنر، غير الموجودة في مواد التنظيف العادية، والتي تستعمل في صناعة بعض العبوات التفجيرية، وهو ما دفع موكب المشنوق إلى تغيير وجهة سيره.

وما أثار المزيد من الشكوك حول السيارة ووضعها بدائرة الشبهة أنه لدى محاولة القوى الأمنية الاتصال على رقم الهاتف المسجلة بإسمه تبيّن أن الرقم المقرون بالسيارة في السجلات الأمنية غير عائد لصاحبها.

اقرأ أيضاً: البيان الأمني الخطير للسفارة الأميركية… لماذا كازينو لبنان؟!

وأمام رصد الأجهزة الإلكترونية المرافقة لموكب الوزير مواداً مشبوهة في سيارة متوقفة إلى جانب الطريق في منتصف الليل، كما اشتباه الكلاب البوليسية المدرّبة بها والتوقف عندها، كان من البديهي أن يتنبّه موكب المشنوق لهذه الإنذارات الإلكترونية خوفا من وقوع كارثة حقيقية، سيما أن الوزير من الشخصيات السياسية البارزة التي تعتبر هدفا للإرهابيين خصوصا أن عهده في وزارة الداخلية شهد رصد وتفكيك العديد من الخلايا النائمة كما إحباط عمليات إرهابية كادت أن تؤدي إلى كوارث إنسانية.

في هذا السياق، كشف مصدر متابع لـ “جنوبية” أنه “من غير المستبعد أن يكون هناك جهات معينة تعمل على جسّ نبض قدرات موكب المشنوق الأمنية وقدرته على رصد المواد المتفجرة”.


ما حصل أمس مع موكب المشنوق يطرح العديد من الأسئلة وعلامات الإستفهام، فإذا توقفنا لجهة عدم صحة رقم الهاتف وعدم وجوده في الخدمة فضلا عن ركن سيارة في منتصف الليل فيها مواد خاصة قابلة للإشتعال هو أمر بحد ذاته يستدعي البحث والتدقيق. وما يثير المزيد من الشكوك هو الإتصال الهاتفي الذي أجراه صاحب شركة “MG group international” جمال غلاييني لقناة “الجديد” وهو شقيق سائق السيارة محمد غلاييني الذي توارى عن الأنظار أثناء وقوع حادثة الإشتباه. وفي الإتصال الهاتفي وبعيدا عما يستدعيه الموقف من إرتباك إلا أن غلاييني ناقض نفسه في حديثه، لا سيما عند توضيحه مسألة رقم الهاتف وقوله إنّ السيارة مسجلة بإسم شركة شقيقه الثالث الموجود في مصر وأن شقيقه محمد لم يجِب على الهاتف لأنه اضطرب بعد سماعه الأخبار، وبالتالي غاب عن السمع.
وفي حال إفترضنا أنه من الطبيعي تسجيل سيارة بإسم مالك آخر موجود خارج البلاد ، إلا أن تأكيد جمال غلاييني أن شقيقه توراى عن الأنظار بعد سماعه الأخبار من ثمّ إعطائه مزيد من التفاصيل أن محمد كان موجوداً في حفل إحياء السنة الهجرية بعدما تأخر لإعادة السيارة إلى الشركة وأنه عندما رأى الأجهزة الأمنية تقوم بتحطيم الزجاج لاذ بالفرار، كلّ هذه التفاصيل مع تأكيده أنه لم يتواصل مع أخيه وبأنه لا يجيب على الهاتف، كلّ!ها تثير الريبة.

فهل من الطبيعي أن سيارة مليئة بمواد تنظيف خاصة بالوسائل الإلكترونية تحوي على مادة “التينر” لا تباع إلا في أماكن مخصصة أن يكون صاحبها غير معروف وأن تكون مسجلة باسم شخص آخر خارج البلاد، وأن تًركن في قارعة الرصيف وفي منتصف الليل؟ وهل في هذه الحالة يكون الإشتباه بهذه السيارة تهمة؟ وهل من الطبيعي بعد إطلاق الأجهزة الالكترونية للموكب الوزير صفارة إنذار كتحذير من خطر ما عدم المبالاة والتنبّه؟

 

السابق
ابطال قانون الضرائب يعيد اللبنانيين الى دوامة «السلسلة»
التالي
بالصور: جسور لبنان الأثرية من الشمال حتى الجنوب!