خطاب ترامب الملتبس حول التوطين.. والردّ اللبناني الرسمي عليه

لا يزال خطاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يثير بلبلة في الساحة اللبنانية، سيما بعدما جاءه الردّ من قبل الرئيس اللبنانية ميشال عون قائلا " لن نسمحَ بالتوطين، والقرارُ في هذا الشأنِ يعودُ لنا وليسَ لغيرنا.."

لا يزال خطاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب امام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي فُسِّر على أنه يطرح توطين اللاجئين في البلدان التي يقيمون فيها، يرمي بثقله على الساحة اللبنانية حيث تتوال ردود الفعل من قبال السياسيين اللبنانيين. وذلك عندما كان ترامب يتكلّم عن استراتيجية الولايات المتحدة تجاه اللاجئين الهاربين من الحرب في سوريا والعراق ودول الجوار.

ففيما قال ترامب أنه مع إعادة اللاجئين إلى أقرب مناطق لبلادهم، مضيفا أن “بكلفة توطين لاجئ في الولايات المتحدة، يمكننا مساعدة عشرة لاجئين في مناطقهم”. وهو ما فسّر من قبل وسائل الإعلام والمسؤولين إنه يلمّح بكشل صريح لتوطين النازحين  قاصداً بذلك لبنان والاردن وتركيا من دون ان يسمّيهم”.

وقد ردّ الرئيس الجمهورية ميشال عون من على ذات المنبر على الرئيس الأميركي قائلا ” لن نسمحَ بالتوطين، والقرارُ في هذا الشأنِ يعودُ لنا وليسَ لغيرنا..” وقالت قناة الـ “ال بي سي” في مقدمة نشرتها المسائية  “رسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حدا فاصلا بينما يريده بعض المجتمع الدولي حيال اللاجئين والنازحين الى لبنان وبينما يريده لبنان من هذين الملفين وإتسمت كلمته امام الجمعية العمومية في الامم المتحدة ، باهمية مضاعفة خصوصا انها جاءت غداة كلمة ترامب الذي لم تنفع الكلمة الدقيقة لكلمته حيال التوطين  في التخفيف من منسوب المخاوف لدى اللبنانيين الذين اكتووا بالاعذار والتبريرات الدولية حيال اللاجئية الفلسطينيين والنازحين السوريين وبعد الكلمة عقد اجتماع على جانب من الاهمية ضم عن الجانب اللبناني الرئيس عون ، الوزير باسيل واللواء عباس ابراهيم وعن جانب الامم المتحدة الامين العام ومساعده لشؤون الشرق الاوسط السفير جيفري فيلتمان وهو الذي شغل على مدى اعوام السفارة الاميركية في بيروت”.

إقرأ ايضًا: فوبيا التوطين تجتاح اللبنانيين بعد تحريف كلام ترامب!

وأشارت ال “أم تي في” “في ترجمة علمية لخطاب الرئيس الاميركي امس يتبين انه لم يكن يقصد توطين السوريين في لبنان بل هو قال بما معناه ابقاء النازحين في دول الجوار السوري تمهيدا لارجاعهم للمشاركة في اعادة بنائها والمفارقة ان هذا التفسير يغيظ البعض في لبنان من الذين يريدون استخدام فزاعة التوطين وفظاعته آداة لتعويم النظام من خلال منع عودة النازحين الا بالتنسيق معه”.

من هنا عدم انزلاق الرئيس عون الى مقارعة ترامب مكتفيا بايراد نظرة لبنان لمفهوم النزوح والعودة .

وأضافت “كذلك نأى الرئيس كما فعله قبله الرئيس الحريري في البيت الابيض عن اتهام ترامب حزب الله بالارهاب مركزا على انتصار الجيش اللبناني على الارهاب، الرئيس عون كان واضحا برفض التوطين  المدون في الدستور وهو يشمل السوريين والفلسطينيين  واطلق الفكرة العزيزة على قلبه بتحويل لبنان مقرا دوليا لحوار الحضارات”.

اقرأ ايضًا: اللجوء السوري والتوطين: حقيقة أم شوفينية لبنانية؟

إلى ذلك ورد في مقدمة الـ “او تي في” “عاد لبنان الى شَغلِ موقعِه في اعلى مركزٍ اممي، حيث سَمِعَ قادةُ العالم موقفَ الجمهورية اللبنانية من الملفات الكَيانية والمصيرية، فتوزّع مضمونُ كلمةِ لبنان امام الجمعية العامة للامم المتحدة على اربعة عناوين، اوّلُها الرد في موضوع التوطين، لجهة تأكيد عدم السماح به. اما العنوانُ الثاني فتمثّل بالحل في مسألة النازحين، والقائم على العودة الآمنة، فيما النقطة الثالثة عنوانُها مشروع مؤسسة اممية تابعة للامم المتحدة ومركزُها بيروت تُعنى بالحوار بين الثقافات الاديان.. بينما تَمحور العنوانُ الرابع حول التصور الجديد لاستقرار المنطقة، لاسيما المشرق العربي”.

أما تلفزيون “المستقبل” فلفت إلى أنه “بعد توصية المجلس النيابي برفض التوطين، وتذكير رئيس مجلس النواب نبيه بري بما ورد في الفقرة “ط” من مقدمة الدستور التي تؤكد أن لبنان وطن نهائي، وأن أرضه واحدة لكل اللبنانيين ، وتأكيد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الرافض للتوطين، إكتملت اليوم ثلاثية الرفض الرسمي لتصريح ترامب، بكلام حاسم أطلقه رئيس الجمهورية من أعلى منبر دولي في الامم المتحدة“. وأضافت “رئيس الجمهورية لفت في كلمته إلى أن لبنان تمكن من مواجهة الارهاب مذكراً بالمعركة التي خاضها الجيش اللبناني عند الحدود مع سوريا كما أشار إلى الصعوبات التي يواجهها لبنان في إستقبال الاعداد الكبيرة من النازحين السوريين معتبراً أن جريمة طرد الفلسطينيين من أرضهم وتهجيرهم لا يمكن أن تصحح بجريمة أخرى ترتكب بحق اللبنانيين عبر فرض التوطين عليهم كما بحق الفلسطينيين عبر إنكار حق العودة عليهم.”

السابق
إعلاميون وصحفيون الى النيابة! 
التالي
ورحلت «جاكو»: الصبية «التسعينية» التي أضحكتنا!