الدكتور سليمان: ايران هدفها العرب واسرائيل تغير على سوريا وهي مطمئنة

غارة اسرائيلية جديدة بالقرب من مطار دمشق، هذا الاستهداف يأتي بعد إسقاط طائرة دون طيار، والتحذير الإسرائيلي لكل من النظام السوري وحزب الله بعدم الاقتراب من الجولان.

بين لازمة “الرد في المكان والزمان المناسبين”، وبين تهديدات حزب الله الخطابية المترافقة مع سياسة النأي بالنفس عن اي فعل، ها هي غارة جديدة تخرق الأجواء السورية في ظلّ صمت سياسي وإعلامي من قبل محور الممانعة.

هذه الغارات والاختراقات الاسرائيلية التي باتت مؤخراً تتجاوز سوريا، إلى لبنان إنّ في ما شهدته مزراع شبعا منذ يومين أو من خلال حادثة اختراق جدار الصوت في صيدا وما ترتب عليه منها حالة هلع.

يضاف إلى ذلك المناورات الإسرائيلية على الحدود المتاهمة للبنان وسوريا وتهديدات صحف العدو، وفي حين أنّ اسرائيل تستهدف حزب الله في كل زمان وكل مكان وتتجاوز ما يسمى بالسيادة السورية إلا أنّ كل هذا الواقع لم يستفز النظام السوري في حدوده كما لم يستفز حزب الله لبنانياً، ليتحول شعار “شعب – جيش – مقاومة” الذي يتغنى به أبناء الممانعة إلى شعار مطاطي لا يتم بلورته إلا في حروب لمصلحة الإيديولوجيا الإيرانية والمكاسب التي يبحث عنها مشروع الولي الفقيه.

في هذا السياق أكّد الدكتور حارث سليمان في حديث لـ”جنوبية”، أنّ عدد الغارات الصهيونية على سورية قد تعدى الرقم الـ100، لافتاً إلى أنّ هذا الامر يتكرر بين اسرائيل والنظام السوري منذ 40 عاماً، فالنظام بعد كل غارة، دائماً يقول أنّه سيحتفظ بحق الرد.
وفيما يتعلق بمواقف حزب الله وخطاباته التصعيدية، واغفاله أيّ رد على هذه الغارات، لفت سليمان إلى أنّ “تهديدات نصرالله ليست بجديدة، وكذلك الغارات الإسرائيلية ليس جديدة، ولا مشكلة لدى الطرفين في البقاء على هذا الوضع”.

اقرأ أيضاً: لماذا الحرب الإسرائيلية المحتملة ضد حزب الله لن تكون في الأراضي اللبنانية؟

وفي سؤال له حول احتمال وقوع حرب بين الطرفين، رأى سليمان أنّ ما من طرف في العالم يقدم على أيّ قرار يعارض مصلحته، موضحاً “أنّ اسرائيل مرتاحة للوضع العربي بصورته الراهنة، وهي لا تريد أفضل من الذي نشهده”، مشبهاً الواقع بـ “لعبة الورق”، ففي هذه الصورة اسرائيل هي اللاعب الذي يملك ورقاً قوياً، ليتساءل “من الطبيعي ان يستغل اللاعب القوي أوراقه القويه، ولا يلجأ الى امر يخلط الأوراق مجدداً؟”.

هذا وأكّد سليمان أنّ “واقع الدول العربية مناسب لإسرائيل لذا لن تخلط الأوراق ولن تعلن الحرب ولن تغير قوانين اللعبة القائمة التي تنتج تدمير العرب لبعضهم البعض”.

مضيفاً “اسرائيل تراقب الآن وتلعب دور الحكم، وتستهدف كلّ ما يهدد مصالحها، سواء أكان صاروخاً جديداً أم سلاحاً أم انحرافاً عن قوانين اللعب، بمعنى أنّها تقوم بعملية تصحيح مَوْضَعي لكل ما لا يناسبها، وذلك لتعيد الوضع إلى ما كان عليه، لأنّها بالمطلق تريد للعبة أن تستمر”.

وشدد سليمان أنّ “النظام السوري موجود لحماية أمن اسرائيل منذ 40 عاماً، وقد كانت هذه الوظيفة المبرر الاساسي لبقائه، فهذا النظام لا يشكل أيّ قوة لا سياسياً ولا اقتصادياً، ولا مبرر لأن يحافظ على بقاء حكمه مع بقية العالم والإقليم إلاّ لأجل وظيفته هذه”. مشيراً إلى أنّ هذه الوظيفة كانت من “دواعي بقاء النظام السوري منذ كان حافظ الأسد في السبعينات وزيراً للدفاع وحتى اللحظة، وهذه الوظيفة هي زعزعة استقرار الدول المجاورة لسوريا وحفظ أمن اسرائيل، لذلك اسرائيل حينما تستهدف سوريا هي لا تضرب النظام السوري، وإنّما تستهدف تسرب بعض الأسلحة لحزب الله، وهذه الاعمال تعدّ مجرد عمليات موضوعية جراحية في داخل جسم يجب أن يبقى، وهذا الجسم هو النظام”.

الغارة الإسرائيلية

وأوضح سليمان هنا، أنّ اسرائيل بحفاظها على النظام في سوريا، هي تحافظ على قوانين اللعبة التي دمرت سوريا ودمرت العراق.

أما فيما يتعلق بكل من حزب الله والنظام الإيراني، فقد لفت إلى أنّ النظام الإيراني ليس في برنامجه الحالي قتال اسرائيل، معتبراً أنّه “حينما قاتل حزب الله اسرائيل في السابق كان النظام الإيراني يهدف لأن يصبح جزءاً من الشرق الأوسط ويتموضع في قلب المشرق العربي، ولذلك كلّف الحزب بمهمة القتال، فالأجندة الإيرانية لا تهدف إلى تحرير فلسطين وإنّما إلى مد النفوذ الإيراني والهيمنة على المشرق العربي وإحدى وسائل الهيمنة كانت اختطاف إيران في مرحلة من المراحل لكل من القضية الفلسطينية وراية المواجهة مع اسرائيل”.

اقرأ أيضاً: لماذ لن تقع الحرب بين اسرائيل وحزب الله لا في سوريا ولا في لبنان؟

ليردف “إلا أنّ كامل الهدف الإيراني ليس الوصول إلى مواجهة مع اسرائيل وتحرير فلسطين، الهدف الإيراني هو مد النفوذ، لذلك “فيلق القدس” قاتل في كل العواصم العربية من صنعاء إلى بغداد إلى دمشق دون ان يقاتل في العاصمة التي يحمل اسمها اي “القدس” ولن يقاتل وبالتالي اليوم عندما طلب من حزب الله الانخراط في استراتيجية الهيمنة الإيرانية أصبح يقوم بما طلب منه، فحزب الله هو إحدى القطاعات العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني على الرغم من لبنانية الأعضاء فيه، الذين يقدمون تضحيات جسيمه يدمى لها قلبنا وقلوب كل الوطنيين ، لكن استراتيجيته السياسية هي استراتيجية ولاية الفقيه، وهو يقول علناً سوف نكون حيث تكليفنا الشرعي، وهذا ما سمعنا أمس في كلمة السيد حسن نصرالله في المجلس العاشورائي. وهذا التكليف من يكلفه به،ليس الله طبعا ولا احكام الاسلام أوالقرآن وانما ببساطة الجنرال الايراني قاسم سليماني، الذي يدير و يشرف على خطة تدمير المدن والدول العربية” بدعم ومشاركة عسكرية تارة اميركية واخرى روسية.

وخلص سليمان إلى أنّ انضواء حزب الله في هذه الاستراتيجية يبيّن ما هو دوره، وأنّ اسرائيل لن تغيّر قواعد اللعبة بل هي مرتاحة جداً لكون الدول العربية تدمر بعضها.

 

السابق
رئاسة الحكومة اللبنانية: 20 رئيساً تبوءُوا هذا المنصب!
التالي
الشيخ محمد علي الحاج لـ«جنوبية»: تضحيات الحسين تلزمنا بمسؤوليات أخلاقية رفيعة