لهذا يصوم اليهود في «عاشوراء»

عاش بنو اسرائيل في مصر في عهد الفرعون عيشةً ذليلةً مهينة، فقد كان يستضعفهم ويقتل أبناءهم ويبقى نساءهم أحياء، وقد كانوا يحافظون على أبنائهم ويبقونهم بعيدين عن الأعين، حتى لا يعلم الفرعون بشأنهم ويقتلهم.

وقد ولد سيّدنا موسى (ع) في اليوم الذي عزم فيه الفرعون على قتل الأطفال، إذ كان يخصّص يوماً للقتل ويوماً للعفو، وقد أوحى الله تعالى لأمّ موسى وحتّى تحافظ على ابنها الوليد أن تضعه في اليمّ أي في نهر النيل، وقد ثبّتها الله وربط على قلبها لكي تعمل ذلك، ووعدها بأنّ يردّ إليها ولدها بل ويجعله من المرسلين، فكانت المفاجأة الكبرى حين رأت امرأة فرعون أسيا بنت مزاحم ولداً في سريرٍ يبحر في اليمّ محاطا بمعيّة الله وحفظه، وقد أعجبت امرأة فرعون به وهام به قلبها، فتبنّته وأقنعت زوجها بذلك وحملته إلى قصر الفرعون ليتربّى وينشأ هناك، حتى بلغ أشدّه وبعثه الله بالرّسالة.

إقرأ أيضاً: توصيات نصرالله العاشورائية: لتوحيد الشخصية الشيعية وتعبئتها عقائدياً

وقد قام موسى (ع) بدعوة النّاس إلى دين الله فآمن به قومه، واستكبر الفرعون وحاشيته عن قبول دعوة الحقّ بل ومكروا لها، وقد جمع فرعون سحرته ليتحدّى موسى (ع)، وقد كانت الغلبة لكليم الله موسى(ع) إذ استخدم معجزة عصاه التي منحه الله إياها حيث تحوّلت إلى ثعبانٍ كبيرٍ يلقف ثعابين السّحرة ويأكلهم في مشهدٍ تجلّت فيه قدرة الله وعظمته فخرّ السّحرة ساجدين وآمنوا بدعوة الله مخبتين.

وقد أوحى الله سبحانه إلى سّيدنا موسى (ع) وبعد أن اشتدّ الأذى بالمؤمنين أن يسير بقومه ومن آمن معه للنّجاة من القوم الظّالمين، وقد علم فرعون بمسيرهم فجمع جيشه وجنده للّحاق بهم، فواجه نبي الله موسى(ع) وقومه البحر حاجزاً في طريقهم، فأوحى إليه الله سبحانه أن يضرب بعصاه اليمّ، فانفلق بقدرة الله إلى شقّين، فسار موسى (ع) وقومه  ثمّ حاول فرعون وجنده اللّحاق بهم، فعاد اليمّ كما كان ليغرقهم.

إقرأ أيضاً: لذلك عاشوراء فاجعة ومأساة

لذلك تحتفل اليهود بهذا اليوم وهو يوم عاشوراء ويصومونه لأنّه يوم النّجاة لموسى (ع) وقومه من الكافرين، وكذلك يصوم بعض المسلمين هذا اليوم امتثالاً لأمر النبي الكريم.

السابق
عن كتاب وزير العدل إلى النائب العام: الفقرة التي فضحتهم
التالي
لماذا لا ألتقي مع حزب الله؟