عن كتاب وزير العدل إلى النائب العام: الفقرة التي فضحتهم

الصحافي والروائي فارس خشّان يعلق على كتاب وزير العدل المرسل إلى النائب العام.

لولا فقرة واحدة في كتاب وزير العدل سليم جريصاتي الى النائب العام ضد “مطلقي الشائعات والإتهامات” لكنّا ناقشناه علميا وقانونيا، بنظرة موضوعية، فاعترضنا على السيء وحاولنا اقتراح تحسينات على الأقل سوءا، ولكنّ الفقرة المقصودة فضحت كل شيء، فأظهرت أن وزير العدل يسوّق لإقامة نظام ديكتاتوري في لبنان، أقلّه طوال عهد ميشال عون.
والفقرة التي نسفت كل قابلية لنقاش موضوعي تتضمن الآتي:
“ولما كان بث هذه الشائعات قد اتخذ منحى مزخماً بعد الإنتصار العسكري الذي دحر الإرهاب على تخومنا الشرقية وحرر الأرض، وبعد تمكن الأمن الوقائي والإستباقي اللبناني من كشف خلايا إرهابية في الداخل”.
هكذا كتب سليم جريصاتي وبكل وقاحة…

إقرأ أيضاً: بالصورة: وزير العدل يطلب ملاحقة مطلقي الشائعات عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا!

قبل “الإنتصار”، سبق لجريصاتي أن ترأس اجتماعا لأركان “التيار الوطني الحر” في وزارة الطاقة وقرّر إطلاق ملاحقات، بحق كل من يهاجم استقدام البواخر الخاصة بتوليد الطاقة الكهربائية.
وقبيل “الإنتصار” ثبت، برأي لجنة ادارة المناقصات كما بمناقشات مجلس الوزراء، أن في الصفقة فعلا ما هو مشبوه.
وقبل “انتصار” عون بالرئاسة، تحوّلت الرابية الى مصنع اتهامات، فلم يبق خصم إلا واتُهم، ولم يبق تهديد بالتفحيم إلا وأطلق، ولم يبق إبراء إلا وأضحى…مستحيلا.
وبعد “انتصار” عون واظب “التيار الوطني الحر” بقيادة جبران باسيل على توجيه اتهامات فساد الى عبد المنعم يوسف، وعلى أساسها جرى “الإنتصار” عليه وتطييره من منصبه.
وحتى الآن، صدر قرار قضائي أثبت أن الإتهامات الباسيلية، باطلة بطلانا كاملا، ولا أساس لها من الصحة.
سنكتفي بهذا المثال، من دون توسيع، لأن الوقائع أكثر من الهم على القلب.

إقرأ أيضاً: فارس خشان: جملة السيد حسن نصر الله هذه من مسببات التطرف

فلماذا لا يتولّى سعادة النائب العام، وفق كتاب معالي وزير العدل، ملاحقة كل من أطلّ على منبر الرابيه أو تظلّله، لتوجيه اتهامات وإطلاق شائعات؟
“من ثمارهم تعرفونهم”.
إبدأوا بأنفسكم. “أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ، وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّدًا أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ! ”
الشكوى من الصفقات، كانت قبل الإنتصار وتستمر بعده.
ما يحمي “الإنتصار” هو سلطة شفّافة وليس سلطة “متستّرة” بأدوات القمع، سلطة يُثبت من فيها أن سلوكه لا يتأثر بموقعه، فيصبح، عندما يظفر بكرسي، مناقضا لما كان عليه، يوم كان يطمح إلى هذا الكرسي.

السابق
«الجريدة» الكويتية: مرافق نصرالله «أبو علي» تمّت تصفيته بسبب قضية اغتيال الحريري!
التالي
لهذا يصوم اليهود في «عاشوراء»