توصيات نصرالله العاشورائية: لتوحيد الشخصية الشيعية وتعبئتها عقائدياً

خلال لقاء له مع المبلغين وقراء العزاء والقيمين على الشأن العاشورائي، شدد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على جملة من التوصيات المتعلقة بعدد من القيم والمفاهيم التي ترتبط بهذه المناسبة.

طالب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الشيعة اللبنانيين ان يتوجهوا إلى المجالس والحسينيات وعدم الاكتفاء بمتابعة شاشات التلفزة، مؤكداً على أهمية الالتزام باللباس الأسود وعلى إظهار معالم الحزن إضافة إلى البكاء.
توصيات أمين عام حزب الله شملت كذلك المنازل إذ طالب كل بيت بأن يرفع راية سوداء.

هذه النصائح العاشورائية وتشديد نصرالله عليها، وبثها عبر وسائل الإعلام الموالية للحزب، طرحت عدة تساؤلات نظراً لكونها سابقة.

في هذا السياق رأى الصحافي والمحلل السياسي حازم الأمين في حديث لـ”جنوبية” أنّ هذه التوصيات “هي محاولة لوصل الشيعة بامتدادهم المذهبي الإيراني – العراقي عبر تزخيم الطقوس، ومن الواضح أنّ هناك بحثاً عن الشخصية الشيعية، والاعتبارات الوطنية تضعفها”.

 

مضيفاً ” الشيعي اللبناني سيصبح بذلك كما الشيعي الإيراني كما الشيعي العراقي، وبالتالي لبنانيته لا معنى لها، فشيعيته هي التي تتقدم، وهذا بالتأكيد مسعى إيراني، وهكذا بالعادة الأحزاب تبلور شخصية أفرادها ومجتمعاتها”.

ولفت الأمين فيما يتعلق ببروز الخطاب المذهبي في هذه المرحلة، إلى أنّ “هذه مرحلة نضوج المشروع الشيعي وبالتالي سوف تصدر دعوات من هذا النوع، فالمشروع الشيعي وصل لمرحلة يستطيع فيها الإعلان عن نفسه وصفته”.

معتبراً أنّه سيكون هناك استجابة لهذه الدعوات، لكون الشق المذهبي يشد اكثر من أي شق آخر.

إقرأ أيضاً: ليكن شعارنا في عاشوراء: لا لامراء الطوائف والفساد

من جانبها أكّدت الدكتورة والباحثة منى فياض في حديث لـ”جنوبية” أنّ “السيد حسن نصرالله بهذه الوصايا يريد أن يستنفر همم الشيعة، فهذه الطقوس مدروسة وهي إن كانت تبدو شكلية لمن يراها من الخارج، إلا أنّه حينما يسمع كلامه المؤمنون والتابعون له تصبح كما لو أنّها عملية تشريط، أي أنّه يشغل رأسهم وفكرهم ويجعلهم ينخرطون ذهنياً وجسدياً”.

موضحة أنّ “ممارسة هذه الطقوس سوياً تجعل هناك روحية مشتركة بينهم وهذه الطقوس تذكرنا بسيكولوجية الحشد والتي تقول أنّ الشخص عندما يمارس أحد الطقوس وحيداً يختلف عن ممارسته مع الأخرين. لذا هو يخلق عندهم هذه الروح الجماهيرية والوحدة ويوحدهم حتى على مستوى اللاوعي، فيطلب منهم أن يجتمعوا وأن يحزنوا بمعنى أنّه يطلب منهم انخراطا روحيا تاما، نفسيا وجسديا واجتماعيا، والقيام بحركة موحدة”.

وقاربت فياض بين ما يطلبه نصرالله وبين “الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة عند تعليمهم اللغة”، لافتة إلى أنّهم بهدف تعليم هؤلاء الأطفال يطلبون منهم لفظ الحرف S مثلاً وتقليد شكله وصورته بجسمهم، أي يستخدمون الصوت والحركة لكي يستوعبوها وتتملكهم. وبذلك يكون وكأنه يعيد تدريب الشيعة للدخول إلى المجالس الحسينية”.

إقرأ أيضاً: لذلك عاشوراء فاجعة ومأساة

 

ورأت فياض أن “المطلوب هو استعادة روح التشيع القوية وربطهم بالحزب، وقد يكون ذلك لكون نصرالله يشعر أنّ هناك تفككا، ولردع الخوف القادم من العراق والذي ترافق مع اللغط حول زيارة مقتدى الصدر واستقباله من عدمه”.

لتخلص في النهاية الدكتورة منى فياض إلى” أنهّ بهذه التوصيات يحاول نصرالله استعادة روح الوحدة التي كان يفترض وجودها”.

السابق
بالصور: لاعب فريق العهد يعاني من وضع صحّي مأساوي!
التالي
بالفيديو: بعد الصورة العنصرية.. ماذا قالت العاملة؟!