بري يلغي ذرائع تأجيل الانتخابات والمستقبل يرفض التلميحات بتأجيلها

سعد الحريري
عاد ملف الانتخابات النيابية إلى دوامة التجاذبات السياسية وشدّ الحبال بين القوى السياسية، وعاد الهاجس من تأجيل الإنتخابات مطروح وبقوّة في ظلّ الإنقسام الحاصل بين معسكرين في شأن توقيت إجرائها وآليات تنفيذ الانتخابات التشريعية، وما يتصل بها من تفاصيل لوجستية كثيرة.

بين القانون المعجل والمكرر الذي تقدم به الرئيس نبيه بري لتقريب موعد إجراء الإنتخابات والذي سلك طريقَه القانوني وتمّ تسجيله في قلمِ المجلس أمس ، وبين إصرار الوزير جبران باسيل والرئيس سعد الحريري على البطاقية البيومترية والتأكيد السير بها بشكل مواز مع إقتراح برّي. هل سيطيح هذا السجال الحاصل بالإنتخابات؟ وهل ستؤدي الصدمةُ التي أحدَثها رئيس المجلس فعلاً إلى تقريب موعد الانتخابات النيابية بتخلّي كل من المستقبل والتيار الوطني عن البطاقة البيومترية بعدما رمى بري الكرة في ملعبهما؟

اقرأ أيضاً: تعجيل أم تأجيل الانتخابات فجّرها بين برّي والتيار الحرّ؟

في هذا السياق، كان لـ “جنوبية حديث مع مدير مركز بيروت للابحاث والمعلومات عبدو سعد الذي رأى أن “لا وجود لتقديم ولا حتى لتأخير الإنتخابات النيابية وانه ستجرى في توقيتها في 6/5 2018 رغم كل ما يحكى وكل المناورات لأن سياسيا هناك فريق لن يقدم بتأخيرها تحت حجة أن هناك بطاقة بيومترية ستصد وتشديدهم عليها”. وأشار إلى أنه غير مقتنع شخصيا من إمكانية إنجاز الدولة للبطاقة نظرا لأداء السلطة الغير الجيد فيما يتعلّق بإنتاج وإصدار الهوية إذ هناك 30% من اللبنانيين ليس لديهم بطاقات هوية منذ 20 عاما”. لافتا إلى أنه “حتّى لو تعذّر إنجاز هذه البطاقات الإنتخابات لن تؤجل”.

وفيما يتعلّق بالخطوة التي إتخذها برّي رأى سعد أنها “تنبع من تخوّف لديه من عدم إمكانية إنجاز البطاقة وأخذها كذريعة لتأجيل الإنتخابات اثنائها”.

كما شدّد على أنه “لن يمَدّد للمجلس النيابي ولن تنجح محاولات تيار المستقبل تأجيل الإنتخابات مشيرا إلى أنه من مصلحته تأجيلها لأن لن يحظى بمثل هذه الكتلة الإنتخابية التي يتمتع بها الآن”.

وفيما يجري الحديث عن ضرب برّي للتوافق بين “التيار الوطني الحرّ” والحريري على إدخال تعديلاتٍ أساسية في متن قانون الانتخاب كمحاولة لتأجيل الإنتخابات،
قال القيادي في تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش لـ “جنوبية” أن إقتراح برّي منسجم مع أقواله السابقة، أنه في حال تم التوصل إلى قانون انتخاب يمكن تقديم موعد الإنتخاب، ونشيرا إلى أن وزراءه موجودين في الحكومة اللبنانية ولم يعترض أحدا منه على البطاقة البيومترية وهو أيضا لم يحسم موقفه بشأنها”.

وأشارعلوش إلى أن “موقف برّي مبني إلى الآن على فرضيات إذ قال في حال لا إمكانية لتنفيذ البطاقة يجب تقديمها”.

وأضاف أن “برّي طالب بتسريع إنجاز البطاقة البيومترية لكن عمليا من الناحية اللوجستية هناك شبه مستحيل إنجاز البطاقة بستتة أشهر وحتى بمدة سنة، سيما فيما يتعلّق بآلية تسجيل المغرتبين نظرا لوجود صعوبات تقنية”. وأشار “إذا كان إجراء الإنتخابات مرتبط بالبطاقة البيومترية فتاريخ 6 أيار هو موعد غير جدي لإجراء الاستحقاق”.

وفيما يتعلّق بموقف تيار المستقبل بشأن الخيار بين البطاقة البيومترية وتقريب الإنتخابات، أكّد أنه لا يريد إستباق الأمور إلا أن في حال كان الرئيس بري جديا في هذا الموضوع عليه طرحه بالطرق الدستورية، وهذه الأمور لا تتوقف فقط على موقف المستقبل في حال يريد أو يرفض، فلدى التيار أقل من ربع المجلس النيابي والوزراء فإذا حصل بري على أكثر من 50% يمكنه المضي بمشروعه”.

اقرأ أيضاً: حزب الله يؤيد تسهيل الانتخابات والتيار الحر لا يريد تأجيلها

وعن التلميحات بأن تيار المستقبل يخلق الذرائع لتأجيل الإنتخابات قال إن “هذه التليمحات ممكن أن تصيب الطرف الآخر، إذ يمكن القول أن حزب الله غير جاهز لأنه منهمك بحروبه الخارجية، ويمكن القول أن التيار الوطني غير مستعد بسبب عدم تسوية باسيل لوضعه وإلى ما هنالك”. وتابع هناك محاولة لف ودوران لوضع جميع العراقيل امام تيار المستقبل”.

وخلص علوش إلى أن “الطريقة الوحيدة لإستكشاف الخيط الأبيض من الأسود بعرض الأمور بالطرق الدستورية وعندها يستطيع التيار إقناع الآخرين أو الإقتناع مباشرة”.

السابق
فوبيا التوطين تجتاح اللبنانيين بعد تحريف كلام ترامب!
التالي
لبنان يتسلم جثتي الخوري وأبو أيوب من داخل فلسطين