هل يحتل حزب الله الجليل أم تغزو اسرائيل جنوب لبنان؟

عام 2000 انسحب الجيش الاسرائيلى من المنطقة الأمنية فى جنوب لبنان، التى يبلغ طولها حوالى الف كيلومتر مربع، بعد احتلال دام 18 عاما.

احتلال الجنوب كان بذريعة حماية مناطق الجليل التي بقي يستهدفها حزب الله بصواريخ الكاتيوشا طوال السنوات السابقة للتحرير ردا على الاعتداءات الاسرائيلية، وعاد فقصفها مجددا في حرب تموز 2006. ولا يزال حزب الله يحتفل بذكرى الانسحاب الإسرائيلي عام 2000 باعتباره انتصارا تاريخيا.

عقدة «الجليل» تشغل الحكومة الاسرائيلية لإيجاد افضل خطة عسكرية تمنع حزب الله من تحقيق هدفه الطامح إليه، إلا وهو إحتلال منطقة الجليل المحاذية للجنوب اللبناني.

اقرأ أيضاً: الحرب الإستخباراتية بين حزب الله وإسرائيل أفتك من حرب تموز

وفي اكثر من مرة استعرضت الاقنية التلفزيونية الموالية لحزب الله سيناريوهات تتناول الالية التي سينفذها مقاتلو امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لدخول هذه المنطقة المتاخمة لقضاء مرجعيون اللبناني، ومن بين السيناريوهات المتوقعة ان تشن مئات الدراجات النارية وفرق خاصة هجوما بريا على الجليل، لمحاصرة القرى الاسرائيلية.

في المقابل، تشرف المناورات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي على مشارف الحدود الجنوبية للبنان على الإنتهاء، وقد تخلل التدريبات، تصريحات نارية أطلقها جنرالات في إسرائيل حول رؤيتها للحرب المقبلة مع حزب الله.

نزعة إحتلال لبنان تظهر جلية في التصريحات المواكبة للمناورات، فقد تحدثت صحيفة “هآرتس” عن مساعٍ صريحة لدى الجيش الإسرائيلي لإدخال فرق برية كبيرة إلى الأراضي اللبنانية والتمركز بها. لذلك فإن التوغل في العمق اللبناني هو الهدف الذي يطمح إلى تحقيقه العميد اوديد بازيوك حين قال “سيحاول الحزب تحقيق شيئا يبدو انتصاراً سريعاً. لذلك، من الضروري تحقيق انجازات سريعة ومهمة. ولن تكون المسألة نزهة في الحديقة”.

“جيروزاليم بوست” بدورها عنونت مقالها “إسرائيل ستحتل أجزاء من الجنوب اللبناني في الحرب المقبلة مع حزب الله”. تقول الصحيفة أن القوات البرية ستنفذ توغلاً برياً إلى العمق اللبناني، ليس الهدف منه الإستقرار، بل إجبار حزب الله على إنهاء الصراع في أسرع وقت ممكن عن طريق تدمير قدراته وبنيته التحتية وإلزامه بإتفاقية تختلف شروطها عن الـ1701.

الجليل الاعلى

 

ويتخوف الإسرائيليون من تنفيذ هجوم بري على المستوطنات، لتحقيق بحسب ما تصفه الصحف الإسرائيلية، “إنتصاراً وهمياً، يستثمره الحزب في الداخل اللبناني”، فكثيراً ما هدد السيد نصرالله، بأن قواته العسكرية ستدخل الجليل. السيناريو هذا، تأخذه القيادة في تل أبيب على محمل الجد، بعدما تمكن الحزب من تعزيز اسلوبه القتالي مستفيداً من تجاربه في سوريا.

فقد قال العقيد أدي آدم في تصريحه للمراسليين الحربيين أن “التدريبات العسكرية، هي تذكير لأي شخص يخطط لإلحاق الضرر بأمن المواطنين”، وزعم ادم أن المواجهة التالية في حال اندلعت، ستنتهي بقرار واضح لصالحنا. وشدد آدم على أن حزب الله “لن يدخل إلى الجليل ولن يغرس علمه في الأرض الإسرائيلية”.

اقرأ أيضاً: التهديدات الاسرائيلية ضدّ حزب الله حقيقية أم حرب نفسية؟

ونقلت وسائل الاعلام، ايمان الاسرائيليين بأن حزب الله بات جيشاً منظماً، حتى لو لم يكن لديه الدبابات. فقد صرح قائد احد الفرق المشاركة في التدريب لـ«جيروزاليم بوست» ان حزب الله صار يفكر كالجيوش الكلاسيكية.

ان انشغال اسرائيل بالتجهيز للحرب مع حزب الله جعل عددا من صحفها تقوم بإستعادة مجريات انسحاب جيشها عام 2000 من جنوب لبنان، واتهام رئيس وزراء اسرائيل السابق ايهودا باراك مسؤولية ما يحصل في الوقت الراهن، بعد قراره بالانسحاب من لبنان قبل 17 عام.

السابق
«وينيّه الدولة»… أول ناشط أمنيّ في لبنان والعالم العربي
التالي
الطيران الاسرائيلي يغير على شرق شبعا