فقراء «باب التبانة»: المجلس البلدي يحاربنا بـ«لقمة العيش»!

فقراء "باب التبانة": المجلس البلدي يحاربنا بـ "لقمة العيش"!

بعد إزالة التعديات في محيط نهر أبوعلي وعند مستديرته، ها هي بلدية طرابلس تتجه إلى منطقة “باب التبانة”، والتي أمهلت المحلات والبسطات المخالفة فيها حتى آخر شهر أيلول الحالي لإخلاء بضائعهم قبل أن تُباشر الجرافات عملية الهدم.

هذا القرار البلدي واجه رفضاً شرساً من أبناء المنطقة الذين وجدوا في هذه الرقعة مساحة للرزق ولتأمين القوت، فوجدوا فيما ينوي عليه المجلس البلدي محاربة لهم ومحاولة لقتلهم بـ”لقمة العيش”، لاسيما وأنّ “باب التبانة” المهملة سياسياً، والمرفوعة الغطاء أمنياً، والتي لا يستثمر شبابها من قبل الواجهة السياسية في المدينة إلاّ في السلاح والدم، تعاني من الفقر المدقع، ومن البطالة.

هذا الغضب ارتبط بعامل ثاني، وهو التعديات البرجوازية في منطقة الضم والفرز، والتي يمتلك أحد مقاهيها رئيس المجلس البلدي أحمد قمر الدين، فمقهى “شاي وعسل” العائد له الخيمة فيه أعلى من الإرتفاع القانوني إضافة إلى التعدي على الرصيف العام بالسيارات، فيما هناك مقهى ثانٍ محاذياً له قام بتوسيع المطعم إلى خارج الرصيف الخاص وإغلاقه بالزجاج والتعدي بالسيارات على رصيف الابنية وهو يعود أيضاً لأحد الأعضاء في البلدية، ناهيك عن سائر المقاهي والفالي باركينغ المسيسة والمغطاة جيمعها.

اقرأ أيضاً: طرابلس المنكوبة أثارتها يافطة إعلانات!

في هذا السياق تواصل موقع “جنوبية” مع عمر دندشي وهو أحد أبناء باب التبانة المهدد بهدم محله، دندشي أكّد لنا أنّه في مسألة إزالة المخالفات قد قسمت البلدية المنطقة ومنحت كل شارع مهلة معينة لتفريغ المحلات وذلك للتخفيف من وقع الغضب.
موضحاً أنّهم قد تحاوروا مع عدة أطراف سياسية، والجميع يقول لهم أنّهم ضد هذه التصرفات وأنهم مع البديل. ليتساءل”من الذي يريد الهدم إذاً دون بديل؟”.
يشدد عمر دندشي أنّه “في حال تمّ الهدم دون بديل سأجلس في المحل أنا وعائلتي وليتم هدمه على رأسي”.
لافتاً إلى أنّه قد قام ببناء هذا المحل بعد ما ظلّ لمدة 8 سنوات دون عمل.

التعديات طرابلس

في المقابل أوضح علاء بستاني المتضرر كذلك من القرار الصادر عن البلدية، أنّهم لم يشيدوا هذه المحلات إلا من العدم فالدولة مقصرة بحقهم.
مضيفاً “كنا أمام أو السرقة أو التشبيح فيما نحن اخترنا بناء المحلات والعيش بعرق جبيننا”.
يؤكد بستاني أنّ ردة الفعل ستكون قوية، لاسيما وأنّ الهدف من هذا القرار هو ملاحقتهم على لقمة عيشهم.
وفي سؤاله عن أهل السياسة يعلق “جميعهم يكذبون علينا”.
ويرى بستاني أنّهم يدفعون ثمن التجاذب السياسي بين وزير الداخلية نهاد المشنوق واللواء اشرف ريفي.

اقرأ أيضاً: طرابلس:57 % محرومون و26 % ذوو فقر مدقع

من جهة ثانية أكّد نائب رئيس المجلس البلدي الدكتور خالد الولي لـ”جنوبية” أنّهم لا يستهدفون الفقراء في هذه المرحلة وإنّما هم فقط يزيلون المخالفات والتعديات التي حوّلت الطرقات والأرصفة إلى مستودعات للبعض.
مضيفاً “نحن سنزيل حتى البسطات وكل شيء مخالف وسوف يتم تأمين البديل لهم، وهي أرض ستستأجرها البلدية قريباً والموقع قد تمّ الاتفاق عليه مبدئياً”.
ليردف “سيكون هناك عملية حصر لكل البسطات ولكل المخالفات، وكلّ من يستحق سوف يتم نقله إلى الأرض”.
وفيما يتعلق بالتعديات في منطقة الضم والفرز، شدد أنّه أول من تابع هذه المخالفات وخرج بصيغة قانون ليتم تطبيقه، موضحاً أنّ الإزالة سوف تتم على مرحلتين الأولى من دوار “النيني” وحتى دوار”صحصح”، والثانية من دوار “صحصح” وحتى دوار “السلام”.

السابق
يخلق من الشبه أربعين حتى بين المشاهير
التالي
الضاحية الجنوبية بلا مياه… و«مافيات السيترنات» هي الحاكمة