الضاحية الجنوبية بلا مياه… و«مافيات السيترنات» هي الحاكمة

صهاريج
انتهى فصل الصيف، ولم تنته أزمة المياه التي تعاني منها ضاحية بيروت الجنوبية. المنطقة التي ينتمي جُل سكانها إلى الطبقات الفقيرة والمتوسطة، يشهدون على إنقطاع مستمر في الموارد المائية، ويضطرون إلى شراء براميل المياه من تجارها المتزايدة أعدادهم.

تتراوح قيمة البرميل، بين الألفي إلى الثلاثة آلاف ليرة لبنانية، وتبلغ سِعته مئتي لتر. يقول محمد القاطن في حارة حريك، أنه يشتري يومياً خمسة براميل بعشرة آلاف ليرة. محمد من بين عشرات آلاف المواطنين في الضاحية، المجبرين على دفع أموالهم إلى أصحاب “سترنات المياه” لتأمين حاجة أساسية أولية، يفترض بالدولة اللبنانية تأمينها لهم.

اقرأ أيضاً: كيف نخرج من أزمة سوء إدارة المياه في لبنان؟

يتحدث محمد لـ”جنوبية” عن عجزه عن تأمين مستلزمات بيته الأساسية، فهو معيل لأسرة صغيرة، ولا يتجاوز راتبه الشهري، الستمئة دولار. يقول محمد لموقع “جنوبية” أنه يدفع نصف راتبه على اشتراك الكهرباء والمياه. ويضيف “في نهاية كل عام ادفع رسوم فاتورة الكهرباء لجابي وزارة الطاقة والمياه، وتتراوح قيمتها بين 350 ألف إلى 400 ألف ليرة لبنانية. ولكن مع كل صيف اشعر بالغضب لأن المياه تنقطع نهائيا، وافكر أحياناً بالإمتناع عن دفع الفاتورة.”

ويشكتي الأهالي من إنقطاع مستمر للمياه مع فوضى فتح عيارات الاشتراك فلا يستفيد منها الا  الذين خالفوا القوانين، اما سائر المواطنين فيرزحون تحت نير تجار المياه من اصحاب الصهاريج، ومضطرون من جهة ثانية ان يدفعوا فاتورة الدولة الباهظة سنويا، كي لا تنقطع عنهم المياه في فصل الشتاء.

شحّ المياه في جنوب لبنان

وقد تواصل الموقع مع “علي” الذي يمتلك ثلاث خزانات لبيع المياه في البرج، حيث أكد على أن أغلب أصحاب خزانات المياه في الضاحية، تلتزم بتسعيرة، الألفي ليرة لكل برميل، ولكن لا يمكن الجزم بعدم حصول عملية تلاعب بالأسعار من قبل بعض التجار، فعدد من المناطق كحي السلم وبرج البراجنة بلغت فيها تسعيرة البرميل خلال شهري تموز وآب إلى ثلاثة آلاف ليرة، ولكن تم ضبط الوضع.

يشير علي إلى حصول حالات غش للزبون من قبل بعض أصحاب الخزانات، فبإمكان التاجر أن “يبيع عشر براميل للزبون، فيملأ خزانات الزبون بثماني براميل، ولن يتمكن الأخير من إكتشاف الأمر.” وعن سلامة المياه ونظافتها، يقول علي أنها تخضع لعملية “فلترة” دقيقة، ولكن كلامه تشكك به فدوى التي قالت لـ”جنوبية” أنها إشترت مرتين براميل مياه يميل لونها إلى الأصفر.

اقرأ أيضاً: مافيات المياه في الغبيري أقوى من الدولة والبلديات‏

ومنذ سنة، تشهد الضاحية عمليات حفر في الشوارع الرئيسية والفرعية، وتحدث مصدر في حزب الله، عن خطة تم وضعها منذ عام 2016، لتأهيل البنى التحتية لإمدادات المياه في أغلب مناطق، ويندرج المشروع ضمن تحسين البنى التحتية في الضاحية، وسيشمل المشروع تحسين أوضاع كابلات الكهرباء الرئيسية، وتنظيف المصارف الصحية، وتزفيت الشوارع المتضررة قبل حلول موسم الشتاء، غير ان بوادر هذه الخطة لم تظهر بعد.

السابق
فقراء «باب التبانة»: المجلس البلدي يحاربنا بـ«لقمة العيش»!
التالي
تعجيل أم تأجيل الانتخابات فجّرها بين برّي والتيار الحرّ؟