عن المحاصصة الطائفية في «مجلس الخدمة المدنية»…

تظاهرة
مضى أكثر من عشرة أشهر ولا زال مصير 106 شاب وشابة لبنانيين معلقاً بانتظار البت بتوظيفهم في الفئة الرابعة في وزارة الزراعة (مأمور أحراج وصيد) بعد نجاحهم في الإمتحانات التي أجراها مجلس الخدمة المدنية أواخر عام 2016.

وعلى الرغم من الوعود المستمرة من قبل وزير الزراعة بتعيينهم في أقرب فرصة إلا أن الملف لم يطرح حتى الآن على طاولة مجلس الوزراء للبت بأمره، ويعزو البعض ذلك إلى خلل في التوزيع الطائفي أو كما إصطلح على تسميته بالمحاصصة الطائفية.

بلغ عدد الناجحين من الطائفة المسيحيية 17 ناجحاً والعدد الباقي من المسلمين السنة والشيعة وغيرهم 89 ناجحاً، وقامت لجنة للمتابعة من قبل الناجحين منذ عشرة أشهر بزيارة العديد من النواب والوزراء منهم: الوزير محسن دلول والوزير وئام وهاب ومستشار الرئيس نبيه بري الأستاذ أحمد البعلبكي والوزير علي حسن خليل وغيرهم من الشخصيات بغية الإسراع في التعيينات وتذليل العقبات أمام هذا الملف والذي يعتبرونه مساً بمستقبلهم خاصة بعد صدور مرسوم الإعتمادات من وزارة المالية 3313/1 ومرسوم التعيين 3313/2.

اقرأ أيضاً: الوزير باسيل يمنع توظيف خريجي مجلس الخدمة المدنيّة والسبب طائفي

وتم بالفعل إدراج البند على طاولة مجلس الوزراء لكنه عاد وسحب قبل بدأ الجلسة بقليل بضغط من أحد الوزراء معللاً رفضه للتعيين بسبب عدم مراعاة التوازن الطائفي في التوظيف، إلا أن المادة 95 من الدستور اللبناني تنص على ضرورة إستبدال قاعدة التمثيل الطائفي واعتماد الإختصاص والكفاءة في الوظائف العامة والقضاء والمؤسسات العسكرية والأمنية والمؤسسات العامة والمختلطة، واستثنت وظائف الفئة الاولى حيث يجب تامين المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. لكن ما يحصل اليوم هو إستهداف للفقراء والعمال والطبقات الكادحة والمتوسطة من اللبنانيين وإمعان في نشر اليأس عند الشباب اللبناني إذ طالت المحاصصة وظائف الفئة الثالثة والرابعة والخامسة.

ويقول إبراهيم أحد الشبان الناجحين لموقع جنوبية ” قدمت إستقالتي من عملي السابق بعد الوعود التي قطعت لنا بتعييننا في شهر آيار لكن شيئاً لم يحصل حتى الأن، وبعد مضي عشرة أشهر غرقت في الديون، فأنا غير قادر على الرجوع إلى عملي، ولا قادر على السفر والهجرة، وما زلت أنتظر الوظيفة، وأتحمل المصاريف والأعباء المعيشية يوماً بعد يوماً” ويضيف إبراهيم ” إنفصلت عن خطيبتي مؤخراً، فإلى متى سينتظرونني أهلها ورفضوا إستمرار الوضع على ما هو عليه، وبنات الناس مش لعبة، وأنا عاطل عن العمل منذ مدة حتى أصابني اليأس”.

بيان

بينما يعلق شربل بالقول “بنيت أمال على هذه الوظيفة، ولدي قرض للبنك وأنا وحيد عند أهلي، والمفروض كل صاحب كفاءة لما ينجح يوصل لوظيفته، وهيدي الوظيفة ما فيها حقوق مسيحيين أو غير مسيحيين لأن المناصفة بالفئة الأولى بس، والبعض عم يستخدموا ملفات التوظيف لكسب أصوات إنتخابية، وينهي كلامه ” إذا ما نجح عدد شبان مسيحيين منوقف البلد؟ منبعت دعوات خاصة للشباب المسيحي ليجي يقدم عالوظيفة يعني، وبضيع حقنا وتعبنا، يتفضلوا يلغوا مجلس الخدمة المدنية إذا القصة هيك وبلا ما يعذبونا من البداية”.

وأما سليمان فيعلق بقوله “كنت واثقاً مئة في المئة بأنه سيتم تعييني، فأنهيت عقد عملي مع مؤسسة خاصة وفوجئت بهذه المماطلة وتحميلنا وزر المحاصصة علماً أننا نجحنا بالكفاءة ومن كافة الطوائف” وأضاف ” خسرت ضماني الصحي في الضمان الإجتماعي، وكانت والدتي مضمونة على إسمي وبحاجة دائمة إلى أدوية، والأن أعيش بقلق من المستقبل”. وبيا، إحدى الناجحات في الوظيفة قالت “لا ذنب لنا بعدم وجود توازن طائفي، فليقوموا بتعيننا وبعدها فليجدواً حلاً لذلك لا يكون على حساب تعبنا ووقتنا، وهناك مخارج عديدة لتحقيق التوازن”.

اقرأ أيضاً: الوظائف طائفية مع جبران باسيل و #المعيار_طايفتك

106 من الشبان اللبنانيين درسوا وتعبوا واجتازوا كافة المراحل بكفاءة، وما يحصل بدأ يستشري في العديد من الوظائف الأخرى حيث يتحمل الشباب في كل مرة تكاليف مالية لتقديم الطلبات، وتكلفة الوقت والجهد والإنتظار من أجل تحقيق الحد الأدنى من الإستقرار في بلد ترتفع أسعاره ومعيشته باستمرار. فمن يتحمل من السياسيين في لبنان، أخلاقياً، مسؤولية ظلم هؤلاء الشبان. وتتفق لجنة المتابعة على أن ” من المفترض أن العهد الجديد، عهد فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو عهد محاربة الفساد وتطبيق الدستور لذا نتمنى عليه إنصافنا كونه “بيي الكل”.

السابق
الحلبي لـ«جنوبية»: الأسير «كبش فداء».. وليستدعوا سليمان والحريري وغصن
التالي
أوقفوا مهزلة باسيل