«حماس» و«فتح».. والتقارب السياسي العربي-العربي

بعد أكثر من 10 سنوات على الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني، وفشل جميع الاتفاقات المعقودة، أعلنت «حماس» وفتح استجابتهما لجهود القاهرة في ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي.

رحّبت السلطة الفلسطينية، وعلى رأسها محمود عباس في رام الله، بالجهود المصرية في سبيل إنهاء الانقسام الفلسطيني واعادة اللحمة بين غزة والضفة الغربية.

إقرأ ايضا: «حماس».. ودورها في القطيعة العربية القطرية

فقال يوسف المحمود، باسم الحكومة الفلسطينية، إن قرار حماس بحلّ اللجنة الإدارية التي شكلتها لتقوم بمهام حكومية بعد منع حكومة الوفاق الوطني من ممارسة عملها، خطوة في الاتجاه الصحيح، وأكد استعداد الحكومة الفلسطينية التوجه إلى غزة لتحمل مسؤولياتها.
فهل ان حلّ اللجنة الإدارية وتسليم الوزارات والمعابر وعودة الموظفين القدامى الى اعمالهم قد انطلق، التزاما باتفاق القاهرة الأخير؟.
ويأتي هذا الاتفاق بعد سلسلة مباحثات رعتها القاهرة بين فتح وحماس، وكانت تبوء كلها بالفشل. فهل سيكون هذا الاتفاق هو الاخير؟.
وفي سبيل تأكيد التزامها بابنود الاتفاق اعلنت حركة “حماس” عن حلّ اللجنة الإدارية في غزة، التي كانت تقوم بمهام الحكومة المركزية، في مخالفة لـ”اتفاق الشاطئ” في 2014، والذي بموجبه توصّلت “فتح” و”حماس” إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني. كما أعلنت موافقتها على الانتخابات العامة، في سبيل تحقيق اللمصالحة الفلسطينية- الفلسطينية. وأكدت استعدادها تنفيذ اتفاق القاهرة2011 مع تشكيل حكومة وطنية. فعاقب الرئيس الفلسطيني محمود عباس غزة بسلسلة إجراءات اقتصادية قاسية. برأي “موقع المدن الالكتروني”.
ويذكر أن محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، كان قد أعرب عن ارتياحه لخطوة “حماس”، مؤكدا انه سيعقد اجتماعا للقيادة الفلسطينية لدى عودته إلى فلسطين من نيويورك، لمتابعة الموضوع بحسب وكالة “وفا” الفلسطينية.
ففي التاسع من أيلول الحالي، وصل إلى مصر وفدين الأول من “حماس”، يرأسه إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي، يرافقه يحيى السنوار، مسؤول قطاع غزة في الحركة. تبعه وصول وفد “فتح” برئاسة عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية للحركة ورئيس كتلتها البرلمانية.
مع التذكير، الى ان الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني ظهر عام 2007  حيث سيطرت “حماس” على غزة، واستقلت “فتح” بالضفة الغربية، ولم تفلح الوساطات في إنهاء الانقسام رغم الجولات الكثيفة التي بلغت اكثر من 11 جولة، بحسب “عربي 21”.
من جهة أخرى، لا يُبدي محللون تفاؤلا كبيرا إزاء قرار حركة “حماس”، في حلّ اللجنة الإدارية في قطاع غزة، وموافقتها على إجراء الانتخابات العامة.

إقرأ ايضا: لهذا اختارت حماس الصمت عن اتهام حزب الله بالارهاب

فبحسب وكالة “الأناضول”، ان “حماس” تريد من وراء قرارها كسب ود الموقف المصري ورميّ الكرة في ملعب الرئيس الفلسطيني محمود عباس. حيث يقول الكاتب والمحلل السياسي عدنان أبو عامر أن “التحديات لا تزال ماثلة أمام المصالحة”.
وبحسب الدكتور طلال عتريسي، في حديث له لموقع “جنوبية”، حول عودة توسيط حماس لمصر في الملف الفلسطيني، قال ان “وصول حماس الى مصر يعبّر عن موقف مصر التاريخي، لان مصر لا يمكنها ان تقطع مع غزة، كونها تعتبر غزة جزءا منها، و”حماس” تريد ان تبرهن للقاهرة انه لا علاقة لها بالتفجيرات التي تحصل في سيناء. من هنا لا يمكن لمصر قطع العلاقة مع “حماس”.
فهل ان عودة المياه الى مجاريها بين “فتح” و”حماس” بوساطة مصرية، يفضي الى عودة العلاقات العربية العربية الى سابق عهدها؟

السابق
العام الدراسي في خطر!
التالي
مجلس الوزراء يقرّ البطاقة البيومترية.. والكلفة 133 مليون دولار!