تركيا وإيران…تجمعهما سوريا والمصالح

العلاقات التركية-الايرانية آخذة بالتطور، مقابل الخلافات العربية-العربية...

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيزور طهران مع بداية شهر تشرين الأول القادم، لعقد مباحثات ثنائية مع المسؤولين الإيرانيين، ومن اجل المشاركة في الاجتماع الاستراتيجي المنعقد في طهران.

إقرأ ايضا: جدار بين تركيا وإيران بعد جدار ترامب بوجه مكسيكو

وبحسب وكالة “تسنيم الدولية للأنباء”، أن أردوغان سيزور ايران لإجراء مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين للمشاركة في الاجتماع الاستراتيجي الّذي سينعقد في طهران. ويسبق هذه الزيارة زيارة سيقوم بها رئيس أركان الجيش التركي اللواء خلوصي أكار الى طهران، بهدف التنسيق.

فبعد اتبّاع سياسة تجميد الخلافات والبحث عن النقاط المشتركة بين البلدين، عقب مهاجمة أردوغان لإيران، في شهر كانون الأول 2016، حيث اتهم طهران بدعم الإرهاب، عادت الدولتان إلى طيّ صفحة الخلافات وفتح صفحة جديدة لتنسيق المواقف. وانعكس التطور في العلاقات من خلال زيارة رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، إلى أنقرة لأول مرة منذ 37 عامًا.

وتاريخيا، العلاقات بين الأتراك والإيرانيين، تعود لمرحلة انتشار الدين الإسلامي في بلاد الأتراك والفرس، في نهاية القرن العاشر بشكل متزامن.

ورغم توّجه ايران العقائدي لا تزال تركيا تتعاون بتوجه براغماتي، بناء على تحالف الضرورة الذي نتج عنه الاعتراف بالجمهورية الإيرانية الإسلامية عام 1979، وإرسال رئيس وزراء تركيا آنذاك بولنت أجاويد، رسالةً إلى طهران، يؤكد فيها إعادة تفعيل “منظمة التعاون الاقتصادي” بين تركيا وايران، كما نقل موقع “نون بوست”.

ومع حاجة تركيا للعلاقات الجيدة مع المحيط، لمواجهة التدهور الاقتصادي الحاد فضلا عن اهمية التعاون مع إيران للوجود الكردي المقلق لتركيا وايران معا، تُستعاد العلاقات الايجابية بين البلدين المهمين استراتيجيا.

ومن الجدير بالذكر، أن أنقرة وطهران توافقا ليس فقط في المسائل العسكرية، بل ايضا في مجال استخراج النفط والغاز. إضافة الى ذلك، يمكن لإيران أن تساعد تركيا لتصبح حلقة وصل مركزية للغاز المتدفق من بلدان آسيا الوسطى إلى الاتحاد الأوروبي بهدف الظهور أمام الأوروبيين بأن تركيا هي الضامن الرئيس لأمن الطاقة في القارة العجوز، ودفعهم إلى استئناف المفاوضات حول انضمامها إلى الاتحاد الاوروبي، بحسب RT.

هذا التقارب التركي الايراني، الذي لم يواجهه ايّ تحرك عربي، سوى اعلان دولة الإمارات لـ”عدم ارتياحها بشأن تقليص نفوذ دول الخليج العربية في الحرب السورية الدائرة”. “بحسب بي بي سي عربي”.

وتعارض كل من الإمارات والسعودية سياسة الرئيس السوري بشارالأسد وإيران الداعمة له، كما تبدي قلقا من تركيا، التي تربطها صلات بقوى إسلامية تعارضها الإمارات في شتى أرجاء المنطقة العربية. اضافة الى معارضة الدول العربية، وعلى رأسها السعودية دور ايران المتنامي في سوريا، والذي منع سقوط الرئيس السوري.

إقرا ايضا: تركيا أقرب الى إيران من السعودية!!

فهل تتفق ايران وتركيا على تنظيم مصالحهما في المنطقة العربية، مقابل تشرذم العرب وتراجعهم وتقليص جهودهم في مواجهة قطر واليمن؟

السابق
سوريا والعراق والإعصار
التالي
«جريمة» فضل شاكر الثابتة هي موقفه من النظام السوري وما عداها تهم بلا دليل