أنامل من ورد … خطوة أولى على طريق التمكين الاقتصادي

افتتحت جمعية "سوا للتنمية" معرض الاشغال اليدوية الاول، تحت عنوان "انامل من ورد"، الذي نظمته بالشراكة مع منظمة "اوشاغرام" السويسرية وبالتعاون مع منسقية تيار "المستقبل" في البقاع الغربي وراشيا، في باحة مهنية جب جنين الرسمية، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بالنائب زياد القادري، وحضور وزير الاتصالات جمال الجراح ممثلا بمديرة مكتبه غادة الهواراي، النائب أمين وهبي، رئيسة جمعية "سوا للتنمية" نوال مدللي والمسؤولة الادارية ايناس تميم والمسؤولة الاعلامية بادية فحص، ممثلي أحزاب وفاعليات ورؤساء اتحادات وبلديات ومخاتير من المنطقة وأعضاء الجمعيات المشاركة في المعرض وحشد من الأهالي.

وكانت جمعية “سوا” قد بدأت منذ حوالي 6 بتدريب 40 سيدة بقاعية على كيفية صنع اشغال يدوية من مواد منزلية مهملة مثل أكياس النايلون وعلب الكرتون الفارغة وعبوات المياه وغيرها، إضافة إلى تعزيز قدرات من يرغبن منهن في مجال التطريز وحياكة الصوف والخياطة تحضير المونة البلدية وامدادهن بالمواد اللازمة لزيادة انتاجهن. وذلك ضمن مشروع تمكين المرأة اقتصاديا الذي تعمل عليه “سوا” و”أوشاغرام” منذ مطلع هذا العام.
وخلال هذه المدة استطاعت نساء لبنانيات وسوريات تحويل بعض المواد التي كن يرمينها في النفايات مثل أكياس النايلون والقطع البلاستيكية وعبوات المياه والثياب والأقمشة التي لم تعد صالحة للاستعمال إلى مواد مفيدة للاستعمال الشخصي والمنزلي أو للبيع، حيث حولنها إلى حقائب يدوية وأغطية للطاولات ومقاعد محشوة وستائر وغيرها.
شارك في المعرض50 جمعية نسائية وشبابية وثقافية من لبنان وبلدان عربية، وتوزعت انتاجات المشاركات والمشاركين على 50 خيمة نصبت في ساحة المهنية، وكانت النساء المشاركات قد زينها بالاشرطة الملونة والورود الصناعية والشتول المزروعة في الاطارات المطاطية التي استخدمنها كأحواض.

اقرأ أيضاً: برنامج الأغذية العالمي لإطعام اللاجئين السوريين

وقائع الاحتفال
بداية النشيد الوطني فترحيب من أسماء صخر، ثم قدمت فرقة “أطفال مجدل عنجر” التابعة لجمعية “سوا” دبكة تراثية بقاعية،بعدها، ألقى المنسق العام لتيار “المستقبل” في البقاع الغربي وراشيا محمد حمود كلمة الأمين العام للتيار أحمد الحريري، فقال: “انها ليست صدفة ان يلتقي تيار المستقبل وجمعية سوا بنشاط داعم للمرأة و جهودها وإبداعاتها. فتيار المستقبل دائما آمن بالمرأة وقدراتها منذ بدأ الرئيس الشهيد رفيق الحريري يمارس العمل السياسي، حيث شجع المرأة للخوض في الحياة السياسية والبرلمانية”، لافتا “وأخيراً كان للبقاع الغربي حصة في التعيينات الدبلوماسية.فالمرأة هي المجتمع وهي اللغة وهي الوطن وهي التي تقدم للمجتمع مجتمعا وتقدم للوطن وطنا”.

مدللي
من جهتها، شرحت مدللي تاريخ نشاطات الجمعية منذ تاسيسها حتى افتتاح معرضها الأول، فقالت: “جمعيتنا، لها تاريخ طويل وحافل في العمل المجتمعي والإنساني والبيئي، فقد بدأنا عملنا سنة 2006 خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان، عبر برنامج إغاثة وحماية الأطفال النازحين من الجنوب اللبناني.ثم انتقلنا إلى العمل البيئي، في حملات مستمرة منذ 2006 لمكافحة التصحر. وأصبحت الجمعية عضوا في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنذ ذلك الحين، نشارك في مؤتمرات بيئية عالمية للأطفال . وساهمت الجمعية في دعم اللاجئين السوريين منذ العام 2012 حتى الآن، في برامج إغاثة وحماية الأطفال وتوعية النساء وبناء قدرات الشباب. ونفذنا مشاريع وورش عمل حول حقوق الإنسان بشكل عام، ومناهضة العنف الأسري والمجتمعي، ومكافحة المخدرات بشكل خاص، بالشراكة مع منظمات دولية وسفارات عربية وأجنبية”.
واردفت: “إلا أن تمكين المرأة، هو من أولويات الجمعية. حيث نفذنا حتى الآن في هذا المضمار المشاريع التالية:
– مشروع توعية النساء على مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي مع منظمة “فريدريش ناومن”.
– مشروع إدارة النفايات مع مجلس الإنماء والإعمار بالشراكة مع اتحاد بلديات البقاع الأوسط، حيث تم تدريب سيدات، من 7 قرى ومخيمات في قب الياس وبر الياس، على الفرز عند المصدر وتدوير النفايات.
– برنامج تعليم اللغة الإنكليزية للنساء، بالشراكة مع السفارة الأميركية وجمعية “هيا بنا” في مجدل عنجر وجب جنين.
وللشباب حصتهم أيضا، في جمعيتنا، فقد نفذنا مشاريع خاصة بالشباب بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث دربنا مدربين على مناهضة العنف ومكافحة المخدرات وحل النزاعات.
ولدينا الآن 26 مدربة ومدربا يشاركون في مؤتمرات عالمية في المواضيع التي تدربوا عليها”.
واستطردت: “أما المعرض الذي ترونه اليوم، فهو نتيجة جهد خاص لعدد من النساء على مدى 6 أشهر، أثبتن فيه مهاراتهن في فنون الأشغال اليدوية، وتدوير النفايات وتحويلها إلى زينة، وأبرزن فيه مواهبهن ومثابرتهن وصبرهن على بناء قدراتهن في الإنتاج والعمل والاستقلالية”، مؤكدة أن “هدفنا استدامة هذا المشروع- تمكين المرأة، والاستمرار في دعم النساء وتعزيز ثقتهن بما يمتلكن من قدرات ومواهب وأحلام ومشاريع، واستنهاض هممهن من أجل مستقبل أفضل لهن ولهذا الوطن”.
وختمت “هنا لا بد من التنويه بالمرأة السورية، التي كان لها مشاركة فاعلة في هذا المشروع ومشاريع سابقة. فتحية للمرأة العربية التي انتقلت بفضل الربيع العربي إلى الصدارة والقيادة. فلا بد من أنامل للحرية”.

القادري
ثم ألقى ممثل صاحب الرعاية كلمة سياسية، أكد في مستهلها دور المرأة في النهوض الاقتصادي وضرورة تمكينها للحد من الفقر وخلق فرص عمل جديدة لنصف المجتمع، مثنيا على نشاطات جمعية “سوا” في البقاع خصوصا الشق الإنساني منه، الذي يتعلق بإغاثة النازحين السوريين، وقال: “الدولة اللبنانية ستبقى مشروع اللبنانيين الوحيد، وسيبقى الجيش والمؤسسة العسكرية صاحبة الحق الحصري دستوريا ووطنيا في حمل السلاح والدفاع عن الارض والسلم الاهلي ومعها الأجهزة الامنية الاخرى”، معتبرا ان “ضجيج التعبئة الحزبية، والسلاح غير الشرعي والارتباطات العابرة فوق مصالح لبنان وحدوده لن يغير شيئا من التزام تلك الغالبية العظمى من اللبنانيين المحافظة على النظام الديموقراطي”، مؤكدا”اننا في تيار المستقبل لا نبحث عن شعبوية بل نبحث عن سلامة الوطن وسلامة الناس”.
وفي الختام قص القادري يرافقه وهبي ومدللي والحضور شريط افتتاح المعرض الذي سيستمر ثلاثة ايام من الساعة ٨ صباحا حتى العاشرة مساء.

السابق
عشية عيد جمول: المقاومة بحاجة لتحرير نفسها من طائفيتها
التالي
حسين يوسف: كلّ من قصّر في ملف العسكريين المخطوفين مسؤول عن استشهادهم