في ذكرى نداء بيان «جموّل»: ماذا عن توجيه نداء جديد؟

جمول
بيان جبهة المقاومة الوطنية "جمول" بيان جامع، خرج في لحظة وطنية وشخصيات تاريخية قد لا تتكرر، الا ان مجموعة شبابية لم تفقد الامل وتحاول النهوض من جديد بعد 35 عاما على هذا الحدث المهم.. فماذا يمكن ان يحصل؟

عشية الذكرى الـ35 لتأسيس جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول) ضد الاحتلال الاسرائيلي، نتذكر بيان المقاومة االأوّل الذي صدر عشية الاجتياح الاسرائيلي للبنان واحتلال بيروت في 16 أيلول1982، ومما جاء فيه:
“يا أبناء بيروت البطلة، يا أبناء شعبنا اللبناني العظيم في الجنوب والجبل والبقاع والشمال، أيها المقاتلون الوطنيون الشجعان…. فلتنتظم صفوف الوطنيين اللبنانيين كافة وبغضّ النظر عن انتماءاتهم السابقة وعن الإختلافات الأيدولوجيّة والطائفية والطبقية، في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الإحتلال الإسرائيلي، كسراً للقيد الذي تحاول أن تفرضه اليوم أميركا وإسرائيل على عنق شعبنا الحر ورفعاً لراية التحرر الحقيقي لشعبنا العظيم. بيروت في 16 أيلول 1982”.

اقرأ أيضاً: هكذا قضى حزب الله والنظام السوري على «جمّول»

بهذه المناسبة، ماذا يقول المقاوم أحمد اسماعيل، الاسير السابق في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وكيف يتذكّر هذا البيان الذي اعلنه من مكان سرّي كل من محسن ابراهيم (أمين عام منظمة العمل الشيوعي)، وجورج حاوي (أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني) الذي دفع لاحقا ثمن مواقفه الوطنية، وإغتيل عام 2005؟
يقول اسماعيل، الذي كان منخرطا في صفوف الحزب الشيوعي اللبناني: “أول عمل مقاوم ليّ كان آواخر العام1984، كان الإحتلال لا يزال موجودا، وكان عمري حينها 17 سنة. وهي ردة فعل أولية على اعتقال أخي حسين، الذي رمى مع مجموعة شباب قنابلا على الصهاينة. فجوّنا العائلي كان في الاطارالمقاوم، وكنت اتابع اخبار أخي في معتقل أنصار، ومن ثم في عتليت، وهو الذي خرج عام 1985”.
ويحكيّ عن تجربته الخاصة، فيقول: “عشت الاجتياح كله، كنا منتسبين الى الحزب الشيوعي، حيث رأيت الاهوال، وفرحت حين سقطت طائرة حربية اسرائيلية بين زوطر وكفرتبنيت، وكانت الحشود الاسرائيلية تأتي من جهة علمان. وقد عشتُ حصار بيروت كله. لأن اهلي خافوا من مشاركتي في العمليات، فقرروا نقليّ الى بيروت، بعد اعتقال أخي حسين عام 1984. وتسجلت في مدارس بيروت وانتسبت رسميّا الى الحزب الشيوعي. عدت الى الجنوب 1985 يوم انسحاب الصهاينة من النبطية. واعتقلت عام 1988 على إثر عملية نفذتها مع رفاق لي في قرية ديرسريان، وأُخذت مباشرة الى اسرائيل”.
ويشرح عن المقاومة وبيانها، وكيف تلّقاه للمرة الاولى، فقال “المقاومة الوطنية (جمّول) انتهى عملها تقريبا عام 1990-1991 حيث اتى القرار بانهائها من قبل النظامين السوريّ والايراني وأعوانهما. ووضعوا شروطهما للعمل في المقاومة. وقد اتخذ الامر بالتصعيد ضدنا، مشترطين العمل المقاوم بالتنسيق معهم”.
ويؤكد ان “الجبهة رفضت القرار، فحصلت الاعتقالات، لكن منظمة العمل الشيوعي أخذت قرارها بحلّ نفسسها، و”قصقصوا” للحزب جوانحه من خلال الاغتيالات على مستوى القيادات حتى وصلنا الى توّقف العمل المقاوم، وسلموا أمرهم للقوى المذهبية، ووافقوا على شروطهم”.
ويلفت أحمد اسماعيل، بالقول “لا أحمّل المسؤولية لأحد، ومن رفض الانصياع لهم قتلوه، وكان الياس عطاالله، المسؤول الميداني في الحزب الشيوعي، فوقعت الاغتيالات، انا اعتقلت لدى حركة أمل قبل اعتقالي من قبل إسرائيل”.
ويرى، انه “تم اغتيال جورج حاوي 2005 بعد اغتيال رفيق الحريري، كونه اتخذ خياره ضد السوريين، الذين شعروا ان تحركه ضدهم يتمتع مصداقية قوية، فكان قرار الاغتيال”.


“وكان الهدف من بيان “جمول” في 16 أيلول عام 1982 من قبل القائدين الوطنيين جورج حاوي ومحسن ابراهيم، هو اصدار بيان جامع وطني مستقل لتحرير الارض، والتغيير الديموقراطي. ولأول مرة في تاريخ العرب ولبنان تخرج المقاومة بقرار مستقل، وتطلقه على بعد 150 متر من اسرائيل، حيث كان شهداء الجبهة من كل الجهات والمناطق والطوائف دون تمييز”.
واليوم “أشعر بمؤامرة على المقاومة الوطنية، واسكاتها للوصول الى هذه المرحلة الفئوية من المقاومة، حيث صارت طائفية ومرهونة للخارج ووضعت يدها على البلد”.

اقرأ أيضاً: جمول… 35 عاماً ما بين الفخر والقهر

فـ”عندما كانت المقاومة الوطنية مدعومة من بعض الدول العربية لم تكن تتلقى شروطا من هذه الدول كما هو حاصل الان”.
ويتابع “اذكر انه قبيل عملية سهى بشارة التي حاولت فيها اغتيال انطوان لحد قائد جيش لبنان الجنوبي الذي شكلته اسرائيل، ذهب جورج حاوي الى سوريا، واخبر السوريين فوّبخه النظام على ذلك، وأراد السوري حينها ان يعرف كل التفاصيل قبل تنفيذها، ومن الذي سينفذها لتفشيلها، لكونهم كانوا يريدون الابقاء على انطوان لحد مسيطرا في الشريط المحتل لأسباب سياسية”.
ويرى اسماعيل انه لا بد من تجديد البيان المقاوم “فكما خرج البيان الاول منذ 35 عاما من المفترض ان يخرج نداء جديد، فثمة نقاش بهذا الصدد بين يساريين في الحزب الشيوعي، كأحمد جابر، وبين شخصيات اعلامية وطنية مثل علي الأمين وعماد قميحة وغيرهم”.
ويختم، الاسير المحرر احمد اسماعيل، بالقول لـ”جنوبية” “نحن مجموعات تلتقي على الوحدة الوطنية، وضد تأليه الاشخاص، خاصة اننا على ابواب انتخابات، فيجب ان نعمل على تشكيل لوائح انتخابية، وان نحاور كل من له مصلحة بالتغيير بعد 30 سنة، فالطبقة الحاكمة الموجودة أفقرت الناس وبات لدينا بدل الدولة دويلات”.

السابق
عاصفة رفض عربية ودولية لاستفتاء كردستان العراق
التالي
تحذيرات أمنية ومخاوف ومهلة 48 ساعة.. واللبنانيون يسألون عن الدولة؟!