الحريري وحزب الله: نحو عقلنة الحوار وتوسعته

تناغم في المواقف وغزل بين المستقبل و حزب الله. هل تشهد الأيام المقبلة إعلان ورقة نوايا بين الثنائي؟

يحرص “حزب الله” في الآونة الأخيرة على توجيه رسائل إيجابية علنية  لـ “تيار المستقبل” وغزل على لسان مسؤوليه وقد لوحظ التناغم الحاصل في المواقف بين الرئيس سعد الحريري وبين حزب الله في اكثر من مسألة وليس فقط في مرحلة التسوية الرئاسية التي قضت بوصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية. وهذا ما بدى جليا مع مسارعة الحريري بإحتواء عاصفة صفقة حزب الله – داعش مع تأكيد أنه الصفقة جرت بعلمه وعلم عون وهو ما تناقض مع تصريحات بعض نواب وسؤولي المستقبل.

هذا الموقف تبعد غزل علني من قبل حزب الله لشخص الحريري  على لسان  نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم تصرف الرئيس الحريري بالعقلانية لحماية الاستقرار، مؤكداً في مقابلة تلفزيونية “ان لا مانع من الحوار معه”.

وشدّد على “إبقاء الحكومة وعدم المس بها حتى الانتخابات النيابية المقبلة، والاتفاق على بعض الملفات بين حزب الله ورئيس الحكومة سعد الحريري هو نقطة إيجابية، على أمل أن نتفق على ملف النازحين السوريين الذي يستوجب اتفاقاً داخلياً على التنسيق مع سوريا” وهو ما ترك انطباج ايجابي خصوصا مع تزامن كلامه مع وجود رئيس الحكومة في موسكو، ما يؤشر الى وجود رغبة مشتركة في الحفاظ على الاستقرار السياسي والامني في البلاد.

من جهة ثانية، كان لافتاً تنويه السيد حسن نصرالله بما ورد في كلام الحريري في السراي الحكومي حيث قال ان حزب الله “انجز شيئا ما” في جرود عرسال. وقد اعتبره السيد نصرالله كلاماً متقدماً.

ويوحي الكلام الإيجابي لمسؤولي “حزب الله” من جهة والتناغم الحاصل في المواقف إمكانية إستئناف الحوار بين الثنائي أو ما يمكن أن يتعدله بذلك للوصول إلى إعلان ورقة نوايا في مرحلة لاحقة بين الجانبين تمهّد للتنسيق في مسالة الملف السوري خصوصا فيما يتعلّق بملف النازحين الى مشاركة لبنان في اعمار سوريا وهو البند الأساسي الذي حمله الحريري في جعبته إلى روسيا أثناء لقاء بوتين امس.

في حديث لموقع “جنوبية” مع العضو السياسي في تيار “المستقبل” محمد المراد أشار إلى أنه “بغض النظر عن موقف “حزب الله”  ما يمكن قوله انا الرئيس الحريري في ادائه على مستوى الحكومة ورئاسة الحكومة  وانطلاقا من باب المسؤولية الوطنية التي تفرض أنه كرئيس حكومة ورجل دولة أن يتصرف وفق هذه المعايير وعلى هذه الأسس”.

إقرأ أيضاً: اليوم هَزَمَ سعد الحريري حزب الله بالضربة القاضية

وفيما يتعلّق بتحرير الجرود  قال “كان للرئيس الحريري موقفا واضحا في هذا الموضع فكان هناك اصرار على أن هذه الأرض يجب يحررها الجيش اللبناني وفي المرحلة السابقة (بالنسبة لتحرير جرود عرسال) كان هناك أخذ ورد في هذه المسألة كانت عرسال الهم الأكبر لدى الحريري لأنها كانت هدف منذ ما قبل 2014 للارهاب، وقام الجيش اثنائها بإحداث خطا دفاعيا قويا لحمايتها وحماية اللاجئين وكان هذا القدر الممكن فعله في تلك الفترة  لتجنب الدخول في فتنة سنية شيعية “.

وفي مسألة تغطية الحريري لصفقة حزب الله – داعش  لفت المراد إلى أن “كان الحرص على أهالي الشهدر وجثامين العسكريين  فبطبيعة الحال لا يمكن للدولة ان تتراجع او ان تخذل الأهالي ، فهي ليست مسألة تغطية لأن حزب الله كان قد أعدّ العدّة  منذ فترة طويلة وهو على تناغم كامل مع داعش والنصرة وهذه مسألة أصبحت مكشوفة بدليل الرسالة الإنسانية التي أرسلها للعالم بعدم التعرض لقافلات التي تقل عناصر النظام وعوائلهم”.

وشدّد على أن “يوصف الحريري بالعقلانية أو عدم العقلانية هذه مسألة تعود لمن يقولها فالرئيس الحريري منذ ان تستلم المسؤوليات على مستوى الدولة والوطن  الحكومة فهو  لا يتصرف إلا بمسؤولية وعقلانية كبيرة”.

إقرأ أيضاً: الحريري و«حزب الله»… تقارب لا بد منه!

أما فيما يتعلّق عن إمكانية إستئناف الحوار بين الثنائي  أكد أن المعطيات ليست متوفرة الان والوقائع لا تبدي بحدوث مثل هذه الحوار خصوصا أن حوار الثنائي على الرغم من أهميته في وقت ما إلا أنه في الواقع لم يعطِ النتائج المرجوة  التي يجب ان تتأمن”. وأضاف “الظروف والوقائع  والمعطيات غير متوفرة الآن لإستئناف الحوار وهو ما ينطبق بالتالي على إمكانية إجراء لقاء الحريري نصرالله”.

في الختام خلص المراد إلى أنه ” طالما هناك تباعدا كبيرا في مسائل إستراتيجية كبيرة لا يمكن أن يحدث أي تقارب بهذا الإطار،  إلا إذا تخلّى حزب الله عن  أجندته الإيرانية وخاصة مسألة الدفاع عن النظام السوري“.

السابق
في «الفاكهة»: هكذا تمّ إنقاذ الشيخ بكور من الخطف!
التالي
ألمانيا تحذر مواطنيها من لبنان