«الجديد».. من جديد في الضاحية!

الجديد
عادت قناة "الجديد" الى جمهورها الشيعي في الضاحية الجنوبية لبيروت.

فجأة، ومن دون سابق إنذار، عادت “الجديد” الى جمهورها في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد انقطاع دام اكثر من سبعة أشهر (13 شباط) وأكثر، بسبب بثها لتقرير اخباري يطال النائب هاني قبيسي، اضافة الى الوزير غازي زعيتر، وعدد من سياسييّ حركة أمل. اضافة الى برنامج “دمى كراسي” الذي تناول فيه شربل خليل قضية السيد موسى الصدر من خلال توجيهه اتهام ساخر الى الرئيس نبيه بري.

إقرا ايضا: قطع بث قناة الجديد في الضاحية الجنوبية وتعرض للمحطة

هذه الحلقات والتقارير الاخبارية، كانت قد استفزت جمهور حركة أمل، فهجم على مبنى قناة “الجديد”، وحطم واجهة المبنى، وأحرق سيارة النقل المباشر. اضافة الى إجبار اصحاب محطات “الساتلايت” على قطع بث القناة في كل من مناطق البقاع والجنوب، والضاحية الجنوبية، حيث وجود جمهور حركة أمل. هذا الجمهور الذي لم يقبل بكامله هذا القرار فلجأ الى حيلة الصحون اللاقطة.

لكن، الذي يلفت النظر هو عدم تدّخل السلطات القضائيّة لحلّ هذه المشكلة، التي تطال الاعلام في لبنان دوما، وكان قد جرى الأمر نفسه مع “المؤسسة اللبنانية للارسال”، وقناة الـ”أم تي في” و”المستقبل” بسبب خلاف في الاراء السياسية مع بعض الأحزاب الأخرى.

وهذه المشكلة اللبنانية البحتة، التي لا يجاريها في ذلك أيّ بلد آخر في العالم، حيث ان المحطات التلفزيونية ملك او تابعة لطائفة او حزب ولون.

فالاعلام اللبناني، المُقسّم على الطوائف، والطوائف الى أحزاب، هذه المعادلة اللبنانية أدت الى انقسام الشاشات، كل له حصته من الهواء وبحسب التيارات والاحزاب.

مما أبعد الموضوعيّة بشكل تام عن معظمها. وكل الجمهور يهاجم القناة التي تنتقده. فكانت في يوم من الايام حملة على الاعلامية ديما صادق مرة، وعلى نديم قطيش مرة أخرى، وعلى رياض قبيسي مرة ثالثة، وضد عبدالله رسلان مرة رابعة، وسوسن صفا مرة رابعة، وهكذا دواليك..

إقرا ايضا: هل تعود «الجديد» الى الضاحية والبقاع والجنوب؟

لم تنجُ محطة لبنانية من نقد، ومقاطعة الجمهور الآخر لها، فالسيف مُسلط على رقبتها من قبله، وكانت “الجديد” قد اضطرت الى تأجيل بثّ مسلسلها الرمضاني، الابرز لديها، الذي كانت تسعى من ورائه الى استقطاب الجمهور اللبناني بشكل كبير، جراء الانتاج  الضخم كما قالت، الا ان مقاطعة اصحاب الستايلايت لها دفعها الى تأجيل عرض المسلسل بسبب توقف الإعلانات الامر الذي أضرّ بها كثيرا. فالى متى سيبقى الاعلام اللبناني تحت رحمة السياسيين وجمهورهم الذي يتحرك وفقا لاشارات منهم.

فالى متى سيستمر هذا المسلسل اللبناني الطويل؟ ومتى سيكون للسلطة هيبتها لتستعيد دورها في لجم المعتدين على الاعلام في لبنان – البلد الذي يمكن وصفه ببلد الحرية الاعلامية الى حدّ الفوضوية من ناحية، وباستبداد السياسيين وسعيهم لخنق تلك الحريات عندما تتواجه ضدّ مصالحهم من ناحية ثانية.

السابق
ترسيم الحدود ضرورة للبنان وسوريا معا
التالي
بالفيديو : نظرات فتلاسن فتضارب هكذا وقع الاشكال بين عدد من الشباب في «ستارباكس»