لقاء الحريري وبوتين ينجح بتثبيت دور لبنان في اعمار سوريا

خرج الرئيس الحريري من زيارة موسكو بتأكيد روسي على "الالتزام باستقرار لبنان، وتثبيت دوره في إعادة إعمار سورية".

بحسب وسائل اعلام محلية، نجحت الزيارة في تحقيق أهدافها، وفي مقدّمها ترسيخ مظلّة الأمان الدولية لحماية استقرار لبنان وتحييده في مرحلة شديدة الحساسية. فالحريري لمس التزاماً روسيّاً بدعم “باريس 4″، و”دعم النازحين”، و”روما 2”. مع الاشارة الى ان هذه الزيارة ليست الأولى التي يقوم بها الحريري الى موسكو.

إقرا ايضا: لقاء بوتين – الحريري: التزام روسي بتحييد لبنان

ومن أهم مطالب الحريري “تضمين أيّ اتفاق سياسي في سورية بند العودة الآمنة للنازحين السوريين، اضافة الى ترسيم الحدود اللبنانية- السورية.

في هذا الاطار، يؤكد الخبيرفي الشؤون الروسية، الدكتور خالد العزيّ، ان “زيارة الحريري الى موسكو أتت في ظل تغيّر واضح في التوجهات السياسية الدولية نحو أزمات الشرق الاوسط، وتحديدا في معالجة الأزمة السورية حيث بات واضحا ان الروس باتوا لاعبين أساسيين في إدارة وحلّ الأزمة السورية بالتوافق مع الادارة الاميركية من خلال الدور العسكري والسياسي الذي يقومون به، ومن هنا بات التوّجه الفعليّ نحو مصدر القرار للتباحث بالمشاكل التي يعانيّ منها لبنان جراء الأزمة السورية”.

ويتابع العزيّ “الحريري معروف عنه انه ضد النظام السوريّ، ومع الثورة، في حين ان الروس الى جانب النظام، لكن الحريري معنيّ بالحوار والنقاش لما يمثّل في لبنان والمنطقة”.

ويلفت الى ان “زيارته لم تكن خاصة، فهو يجول في عواصم القرار السياسي المعنيّة بالأزمة السورية، والتي تشكّل غطاءً لاستقرار لبنان، ففي واشنطن طالب بعدم وضع لبنان واقتصاده تحت سدة العقوبات التي تفرضها الادارة الاميركية على حزب الله، وفي الإليزيه أكد على إنجاح مؤتمر”باريس6″ لدعم لبنان إقتصاديا”.

وأردف العزيّ “كانت زيارته لروسيا لان الجميع يعلم ان موسكو ستعمل على توظيف نصرها العسكري برسم معالم جديدة للاتفاق السوري، حيث حاولت ان تكون هي الأساس في رسم هذه الخارطة السياسية الجديدة. ومن هنا كان الحريري يريد القول أن روسيا تأخذ هواجس اللبنانيين ومشاكلهم الداخلية على محمل الجد، والعمل على ابقاء لبنان خارج أية تسوية او اعادة ترسيم، والبقاء على نظرية النأيّ، مستخدما قدرات الجيش في حرب الجرود والتفاف الشعب والسياسيين حول الجيش، مما يساعد في الاستقرارالأمني بحال مساعدتها بتزويد الجيش بسلاح ودعم عسكريين”.

اضافة الى ان “الحريري يسعى لدى موسكو للمساعدة لإيجاد حلّ فعليّ لأزمة اللاجئين السوريين التي باتت أزمة فعليّة للبنان، والعمل على تأمين خروج العديد منهم من خلال الضغط على النظام والمعارضة، واستقبالهم في مناطق خفض التوتر”.
وردا على سؤال حول موضوع الإعمار، قال العزيّ “هذا الموضوع مهم جدا، فلبنان هو النقطة الأساس في اعادة إعمار سورية، بحسب المؤتمر الانمائي، الذي عقد في طرابلس2016، وقد حدد طرابلس وعكار كمناطق أساسيّة في عملية إطلاق ورشة الإعمار، وخاصة ميناء طرابلس”.

إقرأ أيضا: الحريري يلتقي بوتين اليوم: «خفض التوتر» يشمل تحييد لبنان

كما “تم تأسيس آلاف الشركات في لبنان، بما فيها شركات لحزب الله تستعد للعمل في مجال اعادة الإعمار. ولكن لماذا لبنان سيكون قاعدة الانطلاق؟ لان من سيموّل اعادة الإعمار سيكون الخليج العربي ودول أوروبا. ولن تكون روسيا المُفلسة، او إيران المُنهارة إقتصاديا، علما ان واشنطن لا تبنيّ” .

ويشدد الباحث في الشؤون الدولية، على “مساعدة موسكو للبنان في تفعيل قرارات الأمم المتحدة، فيما يخصّ نشر قوات دولية على الحدود مع سورية لعدم تسلل إرهابيين ومطلوبين الى لبنان. مما يساعد في تثبيت قدرة القوى الأمنية، خاصة ان لموسكو دورها المهم في المساعدة على استصدار القرار1701، وفي التنفيذ”.

“اما موسكو التي تحاول تفعيل دورها في المنطقة واستحضار دول عديدة الى حاضنتها السياسية لتأمين نجاح مؤتمر”آستانا6″ الذي سينعقد غدا في العاصمة الكازاخية، وتوسيع المشاركين من خلال جولة سيرغي لافروف على المنطقة، معنّية بسماع مطالب الحريري وهواجسه والمساعدة على تأمين بعض المطالَب، وهذه ورقة روسيّة استخدمتها في إبداء حسن النيّة امام الدول العربية، والكتلة السنيّة، والخليجية من أنها على مسافة واحدة من الجميع”.

ويؤكد على ان”موضوع التطبيع مع النظام السوري- كما تحاول بعض القنوات اﻻعلامية اثارته- غير صحيح، وبالتالي هو إشاعة لبنانية سورية لتمجيد نصر روسيا. وكان الحريري -بغضّ النظر عن مواقفه- موجود في مكان لا يزال يحظى بالثقة والدعم الدوليين من فرنسا الى بريطانيا فأميركا فالخليج، ولا يمكن لروسيا فرض رؤيتها، وإنما تحاول عرض وجهة نظرها وجسّ نبض الحريري“.

إقرأ ايضا: هل روسيا بوارد الضغط على سوريا لترسيم الحدود مع لبنان؟

وختم “اان روسيا بحاجة لفرض التطبيع مع الاسد على الحريري، لان روسيا تريد دعما سياسيا  من السعودية، وأمريكا. والنقطة الثانية هي ان الحريري حاجة لروسيا لتعميق التواصل والربط مع هؤلاء، رغم انها تعرف ان حزب الله هو سيد الموقف في لبنان”.

السابق
الحريرية…تجدد الدور والخطر
التالي
بالفيديو: زوجة «الأسير» تطالب بهية الحريري أن تشهد على مشاركة سرايا المقاومة في أحداث عبرا!