الحريري يلتقي بوتين اليوم: «خفض التوتر» يشمل تحييد لبنان

تتوج زيارة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري زيارته الى روسيا اليوم بلقاء الرئيس فلاديمير بوتين. وكان رئيس الوزراء لبروسي ميديفيف قد أعلن بعد لقائه الحريري ان المهم هو تحييد لبنان عن كل المشاكل من حوله.

توقفت الصحف عند زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري لروسيا التي يتوّجها اليوم بلقاء الرئيس فلاديمير بوتين في سوتشي، الذي ينتظر ان يعطي دفعاً قوياً لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفاهماً بما يتصل بالشؤون السياسية والأمن والاقتصاد والوضع الإقليمي.

رأت “الجمهورية” إلى أن لهذه زيارة بوتين- الحريري  لها أبعاد خاصة في هذه المرحلة التي يمرّ بها البلد والمنطقة، حيث لروسيا الدور الاساس، وقد اتّخذت اهمّية جديدة بأن طرَح الحريري على الطرف الروسي ان يشارك في تسليح الجيش اللبناني، في وقتٍ كان اطراف لبنانيون يتخوفون من ان تعرض الدولة الروسية من جانبها هذا التسليح.

إقرأ ايضًا: هل روسيا بوارد الضغط على سوريا لترسيم الحدود مع لبنان؟

وكان الحريري استهلّ لقاءاته أمس باجتماع مع وزير الخارجية سيرغي لافروف، الذي رحّب به وثمّن جهوده و”مساهمته الشخصية” في تنمية العلاقات الثنائية في المجالات كافة، في حين أكد الحريري تصميمه على “تطوير العلاقات الاقتصادية والعسكرية والبحث في شراء بعض الأسلحة من روسيا لتعزيز الجيش اللبناني”، وشدّد على “أننا نريد أن نعزّز قوّة الجيش والقوى الأمنية العسكرية لتقوية الدولة”، مشيراً إلى أن “هناك معاناة كبيرة من اللاجئين السوريين، ونعلم أنه يجري العمل على حلّ سياسي بالنسبة إلى سوريا، ونأمل في أن يشمل ذلك عودة اللاجئين السوريين في لبنان وفي كل المنطقة، وأن يكون ذلك ضمن الحلّ السياسي أيضاً”.

ثم أجرى الحريري محادثات مع نظيره الروسي ديميتري ميدفيديف حيث أكد أن “الأهم بالنسبة إلينا هو تحييد لبنان عن كل المشاكل من حوله”، وقال بعد اللقاء إن الجانب الروسي “يسعى حالياً لتعميم مناطق خفض التوتّر لتشمل جميع المناطق السورية تمهيداً للانطلاق منها لإيجاد حلّ شامل للمشكلة هناك”.

إلى ذلك، أوضح مصدر في الوفد اللبناني لـ”المستقبل” أن المسؤولَين الروسيين أبديا ارتياحهما للاستقرار السياسي السائد في لبنان، مؤكدين أن هذا الاستقرار “مهمّ بالنسبة إلى السياسة الروسية”، ولمس الرئيس الحريري “ثقة المسؤولين الروس بصيغة الحكومة الائتلافية التي أرأسها والتي تُشارك فيها جميع الأطراف السياسية، وهذا الأمر يشجّعهم على زيادة التعاون بين البلدين في مختلف المجالات”.

وقال مصدر لبناني لـ”اللواء” ان موسكو أكدت حرصها على استمرار الاستقرار، وتقديم ما يلزم من مساعدات تدعم هذا الاستقرار، مضيفاً ان الزيارة التي قام بها الرئيس الحريري، والتي ستعقبها زيارة للرئيس ميشال عون، أعادت تعويم العلاقات بين البلدين، وتنشيط الاتفاقيات الموقّعة سابقاً والتي وقعت في مقر رئاسة الحكومة الروسية، بعد اجتماع الرئيس الحريري وميدفيديف.

إلى ذلك، كشف مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لـ”اللواء” رداً على سؤال حول تقييمه للمحادثات، انها “تناولت الأمور التفصيلية المتعلقة بالأوضاع والمستجدات والعلاقات الثنائية بين لبنان والاتحاد الروسي”. ووصف زيارة الحريري واجتماعاته “بالممتازة”، متوقعاً ان تكون لهذه الزيارة نتائج إيجابية”.

وتوقع السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين، الذي شارك في محادثات الحريري مع الوزير لافروف، في حديث لـ”اللواء”، ان تعقد اللجنة العسكرية المشتركة بين البلدين اجتماعاً يخصص لبحث حاجات لبنان العسكرية. وقال ان مذكرات التفاهم الخمس التي وقعت بين البلدين في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والصناعة والتعاون في مجالات الثقافة والرياضة وحماية البيئة، ستعطي دفعاً كبيراً نحو تعزيز العلاقات الثنائية.

إقرأ ايضًا: ترسيم الحدود اللبنانية – السورية على جدول لقاء بوتين – الحريري

اما “الديار” فأشارت  إلى أن زيارة الرئيس سعد الحريري الى موسكو تفاعلت لدى الاوساط السياسية  لما تحمله من اهمية لموقع لبنان في خضم الاحداث التي تعصف في الجوار السوري حيث علمت “الديار” ان ذهاب الحريري الى روسيا يعود لمعرفة  ملامح التسوية السياسية التي ترتسم في سوريا بعد ان اصبح جليا انتصار محور على محور اخر الى حد كبير.

واعتبرت “الديار” أن الحريري يريد بحث الوضع السوري مع المسؤولين الروس للاطلاع على المنحى الذي اتخذته الازمة السورية مؤخرا والى اي مدى سيتبلور المناخ السياسي للوضع السوري الذي سينعكس في مفاوضات استانا المرتقب عقدها قريبا؟ بيد ان الازمة السورية تؤثر سلبا او ايجابا على لبنان وبالتالي من البديهي ان يستعلم الرئيس الحريري عن مجريات الامور وبحث تداعياتها مع المسؤولين الروس طالما ان لروسيا اليد الطولى في سوريا.

وعلمت “الديار” ايضا ان زيارة الحريري تعكس رغبة سعودية في معرفة ما تخطط له روسيا حيال الازمة السورية خاصة ان العلاقة بين الرياض وموسكو تطورت بشكل كبير في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. اما عن عودة النازحين السوريين الى بلادهم قالت اوساط سياسية لـ”الديار” ان الرئيس سعد الحريري لم يكن بحاجة الى الذهاب الى موسكو للبحث في هذا الملف في وقت يمكنه التفاوض عن بعد 90 كلم من لبنان مشيرة الى ان ملف النازحين بات عبئا على الدولة اللبنانية وعلى اقتصادها.

السابق
بالصور: أفيخاي أدرعي يهدد بالـ«كرتونة»
التالي
في ذكرى انطلاقة جمول: من الهوية الوطنية، الى كوريدور طهران -بيروت