واشنطن وحزب الله: لنقضِ على داعش معاً

يتوافق كل من حزب الله وواشنطن حول القضاء على تنظيم "داعش" الارهابي في سوريا والعراق، لكن هل يتوافقان ام يختلفان في لبنان؟

اتفقت كل من واشنطن وموسكو على تأمين غطاء جويّ لشن هجوم مشترك يقوم على “تكتيك الكماشة” بحيث ُيحاصر تنظيم “داعش“، البالغ عددهم حوالي عشرة آلاف عنصر في آخر معاقله في “البوكمال” و”الميادين”. وذلك بحسب موقع “ديبكا” الاسرائيلي.

اقرأ أيضاً: اعتراض اميركا لقافلة داعش كي لا يحدث في «البوكمال»ما حدث في «إدلب»

فالاتفاق الأميركي – الروسي سيوفر خارطة طريق لهجومين في الوقت نفسه، الأوّل الجيش السوري و”حزب الله”، إضافة إلى عناصر مدعومة من إيران، في حين ان الثاني يضم “قوات سورية الديمقراطية” المدعومة من واشنطن. فالقوة الأولى ستقاتل بغطاء جوي روسي، أما الثانية فبغطاء جوي أميركي من خلال التقدم عبر معبرين مختلفين. القوة المدعومة روسياً ستتوجه شرقاً، وستعمل على استعادة السيطرة الكاملة على دير الزور على أن تتجه نحو “البوكمال”. بالمقابل، القوات المدعومة أميركياً ستنطلق من الحسكة نحو نهر خابور على أن تصل في نحو “البوكمال”. مع تنسيق غرفة القيادة المركزية الأميركية في بغداد مع العمليات الجوية مع القاعدة الجوية الروسية في حميميم لمنع حصول اصطدام جوي بين طائرات البلدين.

هذا الاتفاق يؤكد على العلاقات البينية بين واشنطن وايران، ومن ورائها حزب الله رغم ان العلاقات ببين واشنطن وحزب الله سيئة جدا، خاصة على الساحة اللبنانية. حيث تحاصر واشنطن حزب الله، وآخرها توجيه بعض الرسائل التحذيرية القاسية اللهجة إلى المسؤولين في لبنان من أجل تكثيف الإجراءات ضد الحزب سواء ماليا او سياسيا.

ورغم الحصار، نقل موقع “أونلي ليبانون” أن الحزب يمرر أمواله عن طريق مطار بيروت الدولي ومن المرجح أن تكون إيران قد قامت بنقل أموال للحزب بهذه الطريقة. لذا زودت واشنطن لبنان بأجهزة مراقبة لحركة المسافرين في المطار، أجهزة قد تكون مرتبطة بوكالة الإستخبارات الاميركية مباشرة.

وكان أشار موقع “العنكبوت” في وقت سابق الى تخوّف الرئيس ميشال عون من العقوبات الاميركية، لذا أكد خلال لقائه مع “مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان”، على أن لبنان سيتضرر كثيرا من العقوبات المالية الاميركية.

حزمة العقوبات الاميركية هذه سببت أنزعاجا قويا لدى الحزب، كونها طالت مسؤولين وقيادات ورجال أعمال، وكل من تربطه صلة مالية وتجارية به، أضافة إلى أحزاب لبنانية حليفة.

فالانتصار الكبير في معركة الجرود بنظر حزب الله، لم يلقَ الرضى الاميركي، خاصة ان هذا الانتصار يكرّس قوة حزب الله العسكرية، مما يقلق واشنطن لناحية نوعية الاسلحة التي تصل الى الحزب رغم كل الحصار.

اقرأ أيضاً: عودة «الوصاية السورية الى لبنان» تحكمها موازين القوى

وبحسب “وكالة الصحافة الفرنسية”، صرحت نيكي هايلي مبعوثة واشنطن الى الامم المتحدة بالقول “ان حزب الله يعزز ترسانته من الأسلحة، مطالبة المجتمع الدولي بإيلاء أنشطة حزب الله الاهتمام اللازم والضغط عليه لنزع سلاحه”.

فالسفيرة هايلي “دقت ناقوس الخطر بشأن مراكمة حزب الله للاسلحة، وهو وضع يتطلب اهتمام المجتمع الدولي لمنع مزيد من التصعيد في التوترات الإقليمية”.

علما أن حزب الله يشارك منذ العام 2013 وبشكل علني في الحرب في سورية دعما للنظام إلى جانب مقاتلين إيرانيين وعراقيين وآخرين من افغانستان وباكستان.

 

السابق
الضاحية الجنوبيّة… الى متى يستمر الحصار الحديدي؟
التالي
الاختراق الصوتي للطيران الاسرائيلي دليل قوة أم ضعف؟