مسؤول إسرائيلي: نحن غير قادرين على هزيمة إيران

يائير جولان
لقد أجادت إيران إرباك القيادة العسكرية في تل أبيب. فبظرف خمس سنوات، نجح الحرس الثوري وفيلق القدس في بلورة وقائع ومعادلات عسكرية تخدم مصالح بلدهما.

لقد أثبتت القيادة الإيرانية دهاءها في خوض الحروب الخارجية، عبر سعيها الدؤوب لإنشاء ممر بري آمن يربط طهران بدمشق، لتثبيت أقدامها في مناطق متاخمة للجولان السوري المحتل.

إن الوضع الراهن، يربك الإسرائيليين، ويجبرهم على طرح اسئلة جوهرية تتعلق بأمن كيانهم. ففي المؤتمر السنوي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى حول “الأمن في الشرق الأوسط”، كشف الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي يائير جولان عن دراسة اجراها، تناول فيها الواقع العسكري في الشرق الاوسط، محفزاً حكومته على القيام بتغييرات طارئة لإستراتيجيتها الدفاعية والهجومية بهدف حماية نفسها.

اقرأ أيضاً: لماذا الحرب الإسرائيلية المحتملة ضد حزب الله لن تكون في الأراضي اللبنانية؟

في السابق، خدم يائير جولان كنائب لرئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، وترجح التحليلات الإسرائيلية ان يتولى منصب وزارة الدفاع خلفاً لأفيغدور ليبرمان. لقد قلص الاخير من أهمية حزب الله لصالح راعيه إيران. وطالب حكومته بالتحضير لمواجهة عسكرية معها.

نتيجة للصراع السوري، يواجه الاستراتيجيون الإسرائيليون واقعاً لم يتعايشوا معه من قبل. لذلك، لا يعول الجنرال الإسرائيلي على قدرة جيشه على حسم الحرب لصالحه، مشدداً على اهمية إشتراك أميركا إلى جانب بلاده بالحرب بسبب عدم الكفاية العسكرية، ويقترح جولان على الحكومتين الإسرائيلية والاميركية جملة سيناريوهات يمكن الإعتماد عليها لضمان سلامة إسرائيل، عبر بناء إستراتيجية مشتركة مع الدول العربية السنية الرئيسية، وإلغاء الأفكار القديمة المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي.

صحيفة هآرتس بدورها، تحدثت عن المعادلات العسكرية التي فرضتها إيران، ودعت بدورها الجيش الإسرائيلي إلى المبادرة بإطلاق شرارة الحرب مع حزب الله الوكيل العسكري لطهران في لبنان وسوريا وتدمير مناطق تواجده والمرافق الحيوية التابعة له.

ليس هنالك شك، كما تقول الصحيفة العبرية بقدرة حزب الله على إمتصاص الغارات الوقائية التي تنفذ ضده، فبعد الرسائل التحذيرية التي وجهّها بن يامين نتنياهو عبر مناورات جيشه على الحدود الشمالية مع لبنان، أقدمت طائرة حربية إسرائيلية على تنفيذ غارة وهمية (الأمس) الاحد، فوق منطقة صيدا، ما ادى إلى تكسير زجاج عدد من المنازل، وقد سبق الحدث، سلسلة غارات نفذتها الطائرات الإسرائيلية على مخازن الأسلحة الإيرانية في منطقة مصياف السورية، وتعامل الحزب مع الغارات بهدوء.

اقرأ أيضاً: الاختراق الصوتي للطيران الاسرائيلي دليل قوة أم ضعف؟

وفي مقلب اخر، سجل الخبير في الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت احرونوت، يوسي يوهوشاو، موقفه من توتر الاوضاع بين إيران وإسرائيل، فرأى ان كثافة الغارات على قواعد حزب الله وإيران في سوريا، تؤكد إستعداد القيادة الإسرائيلية لخوض حرب واسعة النطاق.

من المؤكد ان إسرائيل منشغلة في سيناريو حرب متوقعة، وتحاول متى سنحت لها الفرصة أن تتلمس نبض حزب الله. إن تل أبيب تعول على سلاحها الجوي الفائق التطور من اجل ضمان ميزان القوى مع الحزب. إلا ان حزب الله يمتلك سيناريو حرب مختلف، قوامه معركة برية طاحنة، ستكون ساحتها الجليل، مستفيداً من جملة خبرات برية حصّلها من معاركه في سوريا.

السابق
القرار الاتهامي الثاني في المحكمة الدولية يسمي متهماً جديداً من حزب الله
التالي
بعد 16 سنة على 11 أيلول 2001 .. كيف تغيّر العالم الاسلامي والعربي؟