الضاحية الجنوبيّة… الى متى يستمر الحصار الحديدي؟

بئر العبد
لم يُخَفَف الوجود الأمني بعد معركتيّ الجرود، هذه الجرود التي كانت تحوي مصانع لإعداد التفجيرات والمفخخات وارسالها الى مختلف المناطق اللبنانية. فكيف يرى المعنيون الأمر؟

حواجز حديديّة وسلاسل معدنيّة وفواصل إسمنتيّة، جميعها صارت جزءا من المشهد العام في الضاحية الجنوبية، اضافة الى نشر مجموعات شبابية بلباس زيتي غامق، تابعين لاتحاد بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت، وشباب بلباس كاكي فاتح، مع كلاب بوليسيّة مدربة، وشباب بلباس أسود مكتوب عليه شعار حزب الله. اضافة الى حواجز لقوى الأمن الداخلي، والجيش اللبناني، وحواجز حزب الله المتنقلة تحسبّا لأيّ خرق هنا او هناك.

اقرأ أيضاً: الصراع في زمن الاهتراء: حزب الله يساهم في امن اسرائيل

اضافة الى انتشار أمني خفيّ عند مفارق الطرقات على شكل جلسات تسلوية، لدرجة ان الضاحية الجنوبية بشكل عام، وشارعي بئرالعبد وحارة حريك باتا “كانتونا” مزعجا للقاطنين والداخلين إليها.

فالحواجز الحديدية الموجودة امام المباني والمحال التجارية، اعاقت الاعمال، فهرب عدد من التجار الى خارجها، كما انتقل عدد كبير من العائلات الى الجنوب والبقاع، خوفا من الرعب الذي سيطر على السكان، حيث بات كل متحرّك او جامد مشتبها به.

لكن، اليوم يُطرح السؤال التالي: بعد دحر الارهابيين من الجرود، ما الذي يمنع من إزالة الحواجز الحديدية ككل؟ علما انه بعد انجاز معركتي “فجر الجرود” و”ان عدتم عدنا”، سربت بعض وسائل الاعلام ان خطر “الدواعش” لا يزال مستمرا، في اشارة الى النيّة بالاستمرار في الخطة الأمنيّة في الضاحية.

في هذا الاطار، قال رئيس اتحاد بلديات الضاحية، محمد درغام، لـ”جنوبية” ردا على سؤال حول موعد تخفيف الإجراءات الأمنيّة من امام المساجد والمستشفيات، والمراكز الحزبية “لست انا من يتخذ القرار فيما يتعلق بالخطة الأمنيّة، وهو قرار يعود الى الحكومة اللبنانية، ونحن مسؤولون عن تنظيم السير، وإدارته فقط. ودوري -كإتحاد- منوط بهذا الشق ولن اتجاوزه. اضافة الى اننا سنبدأ بالشق الثاني من الخطة وهو إزالة العوائق الحديدية من امام المحال التجارية، بالتنسيق مع القوى الأمنية”. ولفت الى ان “الخطة ستبدأ، وقد اطلقناها دون اعلان، وستتم المتابعة، وكل مخالفة سنزيلها”. وختم “ليس عندي أي عمل مرتبط بالشق الأمني”.

في حين اعتبر نائب رئيس بلدية حارة حريك، المهندس احمد حاطوم، انه “سنزيل العوائق من كل الاماكن، وبحسب شكاوى الناس، على صعيد منطقة حارة حريك ككل، وامس ركزنا على اوتوستراد السيد هادي حيث نزعنا كل العوائق”. ويتابع حاطوم “كإدارة محلية ننسق مع القوى الأمنية، وما عدا ذلك الدرك وقوى الأمن الداخلي هم الأساس، والجيش يتدخل في الحالات العسيرة، ولكنه لم يتدخل حتى الان”.

نائب رئيس بلدية حارة حريك، المهندس احمد حاطوم

ويتابع حاطوم، ليقول “بخصوص الحسينيات والمساجد والمستشفيات والمراكز الحزبية الأمر مختلف تماما، فهي مسؤولية غيرنا، صحيح ان “الدواعش” خرجوا من ارضنا، لكن آثارهم لا تزال، ومفاعيلهم مخيفة، ونحن كبلدية لا نقدر ان نأخذ الموضوع الأمني على عاتقنا، ونقوم بما نقدر عليه من أجل التخفيف عن الناس في ظل موسم المدارس، والشتاء القادم”.
ويرى انه “يجب على الناس ان تطوّل بالها علينا قليلا، وكونيّ أنا السلطة الاولى، لي علاقة بكل شيء في البلدية بعد الاجهزة الأمنية. والامن هو مسؤولية القوى الأمنية التي حررت الارض. والحياة باتت في الضاحية طبيعية جدا بكل مفاعيلها، فنحن نسهر، ونحتفل ونقيم الموالد والأعراس، ولا ينقصنا شيء”.

وبحسب مصدر مطلّع، رفض الكشف عن اسمه، قال حول الموضوع الأمني، “صحيح اننا ذهبنا نحو مصدر الإرهاب، وقضينا عليه، الا انه لازالت هناك عشرات الخلايا النائمة تتحرك. كونهم على علاقة وطيدة مع اسرائيل. فمن بين 10 الى 20 ألف جريح من الارهابيين تطببوا في اسرائيل، وكانت مهمتهم الدخول عبر المصنع السوري الى لبنان. فهناك عشرات الخلايا النائمة في عين الحلوة، وهم حوالي 100 شخص معظمهم آتون من خارج المخيم. لكن من يشاركهم في مهتمهم من الفلسطينيين فلأجل الراتب فقط”.

اقرأ أيضاً: عودة «الوصاية السورية الى لبنان» تحكمها موازين القوى

ويؤكد هذا المصدر المطلّع “ذهبنا الى النبع في العام 2014، بعد تفجيرات طالت مناطق الضاحية والبقاع وبيروت منذ العام 2011، ونحن لن ننتظرهم حتى يأتوا إلينا، والمعركة ليست معركة طائفية بل سياسية، وهناك الكثير من العملاء في الداخل، صحيح اننا انتصرنا في عرسال والقلمون ولكن أذنابهم لا زالوا يتحركون في الداخل، ولا يمكننا ان نضحيّ بالناس وننام على حرير، خصوصا ان مجازر برج البراجنة، وحارة حريك، والرويس، وبئر حسن، والمشرفية، لا تزال ماثلة امامنا، وقد يقومون بعمليات تذكير، خاصة ان الضاحيّة مستهدفة في اماكن تثير الفتن”.

وختم المصدر المطلع، بالقول “في لبنان يوجد 12 مخيما، 10 منهم البيئة الحاضنة لهم هم من الشيعة، لذا يجب ان ننتظر قليلا لتهدأ هذه الخلايا، ولتدخل سوريا حيز المفاوضات السياسية خاصة في مؤتمري جنيف وآستانا”.

السابق
تمام سلام مطلوب إلى التحقيق: تحفظ واستياء.. ومباركة عونية!
التالي
واشنطن وحزب الله: لنقضِ على داعش معاً