قامت السلطات اللبنانية يوم أمس الواقع في 11 أيول من توقيف المخرج اللبناني والفرنسي زياد دويري وإحالته إلى القضاء العسكري بتهمة التعامل مع إسرائيل وذلك بسبب فيلمه الأخير “الصدمة” والذي صوّر بعضاً من مشاهده في تل أبيب.
ويأتي توقيف دويري بعد يوم من فوزه بجائزة أفضل ممثل في مهرجان البندقية عن فيلمه “قضية رقم 32″، وفي اتصال هاتفي مع مع وكالة فرانس برس كشف دويري أنّه قد تمّ توقيفه في مطار بيروت لمدة ساعتين ونصف الساعة ليتم بعدها إطلاق سراحه بعد أنّ تم حجز جواز سفرة الفرنسي واللبناني.
معلناً أنّه مجروح بإعتبار أنّه أتى إلى لبنان ومعه جائزة من مهرجان البندقية.
إقرأ أيضاً: دويري: قرار المحكمة قد صدر .. ليس هناك نية اجرامية تجاه القضية الفلسطينية
هذا وأكّد دويري أنّ الأمن العام قد سمح بعرض فيلمه الأخير في لبنان وأنّه لا يدري من وراء الذي حصل. معتبراً أنّ ما حدث الهدف منه الأذى.
يذكر أنّه عند ساعة الواحدة من ظهيرة قد أنهى قاضي التحقيق العسكري صقر صقر استجواب المخرج زياد الدويري بتهمة التعامل مع إسرائيل.
ليعلن الأخير أنّ قرار المحكمة قد صدر ونصّ على أنّه “لا نية اجرامية تجاه القضية الفلسطينية”، ليردف أنّ رسالته لم تعجب بعض الأفرقاء ولكنه لن يعطي ذلك أهمية.
وكان دويري قد قدم من فرنسا إلى بيروت بغية حضور العرض الأول لفيلمه الجديد “قضية رقم 23” مساء غد.
والمعروف عن دويري أنّه مخرج لبناني فرنسي ولد في بيروت سنة 1963 حيث عاش ودرس فيها حتى العشرين من عمره ليسافر بعدها إلى الولايات المتحدة الامركية حيث تخرج في العام 1986 من جامعة سان دييغو بشهادة في السينما.
في العام 1998 أخرج دويري أوّل فيلم له بعنوان “بيروت الغربية” والذي نال شهرة كبيرة، ليتبعه فيلمه الثاني بعنوان “قالت ليلا” وفي العام 2013 أخرج دويري بفيلمه الصدمة الذي منع أن يعرض في لبنان ومعظم الدول العربية بإستثناء المغرب ودبي بسبب تصوير مشاهده من تل ابيب وضواحيها.
ما واجهه المخرج اللبناني أثار جدلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي فتباينت التعليقات والمواقف.
https://twitter.com/abojohns/status/907220088524300288
في وطني لبنان:حرية الرأي والتعبير جريمة يعاقب عليها وتدخل صاحبها السجن،أما العمالة للعدو الصهيوني أصبحت شرف وكرامة!#اللعنة_عليكم #زياد_دويري
— JeanJacques Rousseau (@JeanJacquesRou) September 11, 2017
#زياد_دويري
علي كرنيب حبسوا كم يوم عشان اللون الاسود … انو خدونا اد عقلاتنا حطوا بالحبس شوي #لزياد ولووو
يا حرام نحنا منّا شعب— inaya.m (@bent__amal) September 11, 2017
كل واحد دافع عن #زياد_دويري او اعتبر يللي عملو حرية وابداع هو إما #عميل او تلميذ عند عميل او ينتمي لحزب عملاء
— KH@LIL (@lilomakki) September 11, 2017
https://twitter.com/AustHussain/status/907213138629681153
#زياد_دويري أبدع في التعاطي مع الاسرائيلي كما أبدع أحمد فتفت بوضع السكر في شاي ال 2006
— saad harb (@saadharb11) September 11, 2017
اذا الزلمي مع التطبيع مع إسرائيل ، إيه رأيي فيه وبإبداعه #زياد_دويري
— دِ (@HanadyGerges) September 10, 2017
https://twitter.com/sallymrf1/status/906993949570715650
سلطة بتودّع إرهابييها "بمحبة"
وتستقبل مبدعيها "بحقد"#زياد_دويري كل لبناني حر…معك pic.twitter.com/SKKxtm1RB2— Elias Hankach (@EliasHankach) September 10, 2017
#زياد_دويري شو هالمسخرة..شكلو فيلمو الجديد وخزلن ضميرن….يا عيب الشوم.. بيفلتو الدواعش وبيحاكمو المبدعين…ولك تفه
— ghorra (@GhorraA) September 10, 2017
كان الأجدر بالمعنيين استقبال المخرج #زياد_دويري العائد بجائزة أفضل ممثل عن فيلمه "القضية 23" من مهرجان البندقية بالسجاد الأحمر والتكريم…. pic.twitter.com/9U6QLEBjF8
— Michel Moawad (@michelmoawad) September 10, 2017
بالإذن من المنظّرين للحريّات الإبداع لا يبرّر خيانة الوطن والإرتماء بحضن اسرائيل #زياد_دويري
— Rabia Zayyat (@rabiazayyat) September 10, 2017
بئس بلد يهرّب مسؤولوه إرهابيي "داعش" ويعتقلون ويحاكمون المخرج المبدع #زياد_دويري!
— Tony Abi Najem (@tonyabinajem) September 10, 2017
من جانبها كتبت الإعلامية ديانا مقلد عبر صفحتها الخاصة فيسبوك “زياد دويري زار بيروت مراراً في السنوات الماضية لكن الأمن العام صادر جوازه اليوم بعد مقال “سوسلوف” ابي صعب في الصحيفة.”
مضيفةً ان “لبنان ليس دولة صغيرة فقط بالحجم انما بالاسلوب والتوقيت والطموح .” مردفةً “يا الهي قديش نحنا دولة تطمح لأن تكون تافهة .. “.
إقرأ أيضاً: فيلم “الهجوم” يمنع من العرض
وتابعت مقلد “يفوت من يشهر مسألة خرق القانون من قبل زياد دويري أن الأمر ليس فقط قوانين.. في قوانينا لائحة من الاجحافات لا مجال لذكرها جميعا هنا ..
هل تقبلون ان يدافع أباء عن تزويج الطفلات!! هذا مباح في القانون ومن يقدم عليه لا يخالف القانون فهل نقبله..”
لتختم قائلة” ما نحتاجه هو ثقافة حقوق ومواطنة تكون القوانين منسجمة معها وليست قوانين قد تكون رجعية ومتخلفة وجامدة.. الاعدام قانوني .. الفحوص الشرجية للمشتبه في مثليتهم قانونية .. تعدد الزوجات قانوني.. هل ستدافعون عن هذه الممارسات ، في بلد يعقد صفقات مشينة وفي بلد ضاعت فيه بوصلة العدو من الصديق من المخجل توقيف مخرج سينمائي بسبب تحريض رخيص ..
معتبرةً ان “ثقافة الحقوق القائمة على الحرية والعدالة هي الأساس وأي مناداة بتطبيق قوانين من خارج هذا العنوان هي عسف وقبول بالاعتداء..”