المطالب الـ13 «أعادت الأزمة السعودية القطرية الى نقطة الصفر»!

على الرغم من الحراك والمساعي الدولية والإقليمية لتنفيس الإحتقان بين قطر ودول الحصار إلا أن الأزمة لا تزال عود على بدء، حتى أن مبادرة الرئيس الاميركي دونالد ترامب شخصيا للتوسّط لحل الأزمة لم تنجح حتى أن توقف الحوار قبل أن ينطلق.

فيما كان يعوّل على الوساطة الكويتية أن تحدث إنفراجا ما في العلاقة وذلك بعد اللقاء الذي حصل قبل يومين بين الأمير الكويتي صباح الأحمد الجابر الصباح مع ترامب في البيت الأبيض بعد تأكيد الصباح أن ” قطر مستعدة لبحث المطالب الـ 13 والجلوس للتباحث”.

إلا أن المفاجئة إعلان المملكة فجر أمس (السبت)، تعليق أي تواصل أو حوار مع السلطة في قطر، واتهمتها بـ “تحريف مضمون الاتصال الهاتفي بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وولي عهد المملكة محمد بن سلمان بعد دقائق من إتمامه.

وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية قد ذكرت أن ” سلمان تلقى اتصالاً هاتفياً من بن حمد، الذي أبدى رغبته بالجلوس على طاولة الحوار ومناقشة مطالب الدول الأربع بما يضمن مصالح الجميع”. وأضافت أن “الأمير محمد بن سلمان رحب برغبة الشيخ تميم بن حمد”. وأشارت أن تخبط السياسة القطرية لا يعزز بناء الثقة المطلوبة للحوار، مؤكدة أن الاتصال كان بناء على طلب قطر للحوار حول المطالب.

اقرأ أيضاً: مسلسل الصراع السعودي – القطري…الى أين؟

إذ ذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية ذكرت أنه جرى “اتصال بين أمير قطر وولي العهد السعودي بناء على تنسيق من الرئيس الأمريكي “. وأضافت أن “أمير قطر يؤكد على حل الأزمة بالجلوس إلى طاولة الحوار لضمان وحدة مجلس التعاون”. وتابعت بالقول إن “أمير قطر يوافق على طلب ولي العهد السعودي بتكليف مبعوثين لبحث الخلافات. والمبعوثون سيبحثون الأمور الخلافية بما لا يتعارض مع سيادة الدول”.

وبعد وقت قليل من الإعلان السعودي بوقف الحوار مع قطر، أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصالات هاتفية منفصلة، مع 3 من أطراف الأزمة وهم ولي العهد السعودي، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقال البيان إن “ترامب أبلغهم بأن الوحدة بين شركاء واشنطن العرب ضرورية لتعزيز الاستقرار الإقليمي وللتصدي لتهديد إيران”. كما أكد ترامب على أهمية تنفيذ جميع الدول لالتزامات قمة الرياض لمحاربة الإرهاب ووقف التمويل للجماعات الإرهابية ومحاربة الفكر المتطرف.

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث خاص مع الصحافي والمحلل السياسي حسن فحص الذي رأى أن “السعودية أعاقت خطوة المصالحة، وأن القطري لديه أزمة حقيقية. فالسعودي يريد التنازل ولا يرضى بغيره حتى لو كانت خطوة الدوحة إيجابية دون شروط. سيما أن أساس الأزمة السعودية أبوتها للخليج وأن الجميع يدور في فلكها”. وبالتالي “فإن قطر لن تقبل بأي تنازل سيكلفها أزمة معنويا في الداخل كما حفاظا على ماء الوجه في وقت أن الإخراج السعودي لخطوات الحلحلة يظهر وكأن قطر عادت إلى بيت الطاعة”.
قد لا يكون هناك تحوير للإتصال “لكن الإخراج السعودي هو الذي اثار حفيظة التيار القطري الحمداني وعمدوا إلى هذه الخطوة للحد من إندفاع الثنائية. فعرقلة الإندفاع من الطرفين لإنهاء الأزمة لأن أي تنازل قطري سيسب بأزمة داخلية سيما أن قطر أخذت أيضًا خطوة تصعيدية أخرى إذ أعادت سفيرها إلى ايران بوقت كان شرط السعودية الحد من العلاقة مع الأخيرة إضافة إلى أنها وطدت علاقتها بحماس أكثر ولم تقطعها كما جاء في شروط دول الحصار التي رفضت تنفيذها قطر منذ البداية”.
لافتا إلى أن “عودة الحديث من قبل السعودية عن البنود الـ “13” بعدما توصلت الوساطات في إجتماع القاهرة لوزراء الخارجية إلى إلغاء بعضها يعيد الأزمة إلى مربعها الأول”. لافتا غلى أن “أمير الكويت كان غامضا في مكان ما عند الإشارة إلى أن قطر وافقت على الحوار بدون شروط وعلى إستعداد مناقشة البنود ولم يقل وافقت على البنود جميعها وستذهب على الحوار لذا الواضح أن هناك إلتباس في المواقف وبالإخراج”.

وتابع “لا يزال هامش المناورة لدى القطري مفتوحة أمامه، ومن جهىة ثانية السعودي إستعجل بالخطوة بإحراج قطر وإظهاره أنه مهزوم وعاد إلى الحضن السعودي العربي فيما قطر لا تريد أن تظهر بهذا الموقف”.

اقرأ أيضاً: إيران والصراع السعودي – القطري… فرحة مكتومة!

وبحسب فحص “حلحلة الأزمة بين البلدين لا تزال تريد المزيد من الوقت، فبالنتيجة قرار الحوار لديه راعي وهو الأميركي عندما يقررأن الأمور نضجت يفرض الحوار على الإثنين”. مشيرا إلى أن “العرب ليس لديهم حق الإختيار هناك أوضاع دولية تتحكم فيها بالدليل أن الوساطة الكويتية التي يدعمها ترامب حتى الآن لم تثمر ولا يزال الطرفان لديهما شروطهما”.

وخلص فحص أن “الكويت تحدثت أمس عن حوار من دون شروط مسبقة، بعد ساعات أخرجت السعودية الإتصال بالجلوس على طاولة الحوار والقبول بالبنود الـ 13 وهو ما يشير إلى أنه قطع الطريق أمام القطري أن يواصل المباحثات محرجا إياه”.

يذكر أنه منذ الخامس من حزيران 2017، وتعيش منطقة الخليج أزمة دبلوماسية لم تشهدها المنطقة من قبل، إذ أقدمت السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر، على قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع قطر، وفرض حصار بري وبحري وجوي على الدوحة، بزعم دعم قطر للإرهاب، التهمة التي نفتها الدوحة.

السابق
ترامب ينبذ «حلّ الدولتين» للقضيّة الفلسطينية
التالي
ستة مليارات دولار عجز في الموازنة… اذا أقرّت السلسلة بلا ضرائب!