لماذا أنقذ حزب الله مقاتلي داعش من الجيش؟

أن يترافق مشهد تشييع العسكريين الشهداء مع حشد إعلامي يوّجه للصدارة ما حدث في آب 2014، فهذا ليس وفاءً للشهداء بقدر ما هو محاولة للتغطية على صفقة مريبة هرّبت القتلة في باصات مكيفة.

العسكريون إلى ملاذهم الأخير شهداء، أبطال، فيما تركوا بين أيدينا صفقة مشبوهة مع “داعش” مهجّن أقرب للنظام والممانعة منه إلى ذاك الوحش الإرهابي.

تساؤلات كثيرة طرحت حول هذا الداعش الذي حمّاه حزب الله من قصف الجيش اللبناني مانعاً المؤسسة العسكرية من الانتقام لشهدائها مومن التحقيق مع القتلة، وواضعاً تسويته أمراً واقعاً في سياق الابتزاز على مصير العسكريين.

اقرأ أيضاً: تحية أخيرة لشهداء لبنان اليوم.. و«أبو طاقية» قيد الملاحقة

هذا الحزب الذي وصل به حد التعاطف مع “داعش” إلى استنكار حصار التحالف لقافلتهم والتحذير من مجرزة، لتكون نهاية المسرحية انشقاق 113 عنصراً من القافلة وانضمامهم إلى النظام، كل هذا فيما يعلن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله انتصاره في إطلالات متكررة انتصار سُرق من المؤسسة العسكرية ليعود العسكريون شهداء فيما قتلتهم غادروا في باصات مكيفة.

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حارث سليمان عرض من جانبه بعض المعطيات التي تتوارى خلف هذه الصفقة، مؤكداً أنّ “حزب الله عقد صفقتين واحدة في عرسال والاخرى خلال معركة الجيش في جرود راس بعلبك والقاع”، وكل من الصفقتين – استناداً إلى كلامه – أدتا إلى خروج الارهابيين بأسلحتهم وبنقل مؤمن ومكيف.

هذا ويشير سليمان إلى أنّه “ثمة من قاتل وثمة من ساوم وباع واشترى”، إذ يشدد أنّ مصير العسكريين كان معلوما ومكان دفنهم ايضاً.

موضحاً في هذا السياق أنّ “الكل يعرف أن العسكريين قتلوا في شباط 2015 بقصف قنابل على الارجح. وقد يكون لم تقتلهم داعش رمياً بالرصاص او اعداماً. والكل كان يعرف ايضا انه دفنوا في وادي الدب”.

هذا ويرى سليمان أنّ الاتوبيسات المكيفة التي قدمها حزب الله لانقاذ الارهابيين هي التي حسمت هوية الطرف الرئيسي في الانتصار كما حسمت كفة الحرب لصالح الممانعة ضد اميركا.

معتبراً أنّ أول سؤال في التحقيق حول معركة عرسال يجب أن يكون “من أمر بتوقيف عماد جمعة قائد لواء فجر الاسلام دون تعزيز العديد واخطار وحدات الجيش المرابطة في عرسال ومن وراء ظهورهم ودون الطلب منهم اخذ اجراءات الحيطة والتأهب؟”.

ليخلص إلى أنّ “النفاق هو تحويل السؤال من لماذا طعن حزب الله الجيش وفرض عليه وقف اطلاق النار وانقذ داعش؟ إلى من المسؤول عما جرى في 2آب 2014؟”.

في السياق نفسه أكّد مصدر متابع لـ”جنوبية” أنّ “أيّ مراقب يرتاب من هذه الصفقة فمقاتلو داعش كانوا محاصرين في بقعة جغرافية لا تتجاوز الـ20 كلم ولنقل أنّ ليس لهم أي امداد إذا افترضنا ان الجيش السوري وحزب الله لا يمدوهم باي معونة”.

مضيفاً الجيش منذ بدأ معركته حقق تقدما سريعاً وحرر نحو 80 بالمئة من الاراضي في ايام معدودة، وكانت كل الظروف تشير إلى امكانية الحسم العسكري وفي الحد الادنى حصار داعش والتضييق عليهم، لكن لم نلحظ إلا تسريعاً من حزب الله بإنهاء الملف وكأنه يسعى إلى اخفاء شيء ما”.

اقرأ أيضاً: قطب مخفية في ملف العسكريين: انشقاق سنّة الجيش ورضوخ لخطوط حزب الله الحمراء

وبحسب المصدر فإنّه يكفي أن نعلم أنّ مقاتلي داعش خرجوا مكرمين قبل ان يتأكد أهالي الشهداء أو الجيش من نتائج فحوصات الـ DNA التي تكشف إن كان الرفات يعود لأبنائهم.

ويرى المصدر أنّ “ما يزيد من هذه الريبة هو البيان “الانساني” الشهير الذي صدر عن حزب الله محذرا من استهداف قافلة داعش… وهو بحد ذاته فضيحة خصوصاً أنّ الحزب لم يصدر اي بيان طيلة الازمة السورية يشتم منه الاهتمام بهذا الجانب خصوصاً انه كان شريكا للنظام في قتل عشرات الالاف من السوريين المدنيين في أقل التقادير”.

السابق
ماذا وراء مواقف ترامب المتقلبة من الأزمة الخليجية؟
التالي
هل تمّ دُق الإسفين بين العراق وإيران؟