حماس تغازل إسرائيل: نعم لوقف إطلاق نار شامل!

حركة حماس
يعكس التصريح الذي أطلقه مسؤول حركة حماس في الضفة الغربية حسن يوسف لصحيفة "جوريزاليم بوست"، إنحرافاً حقيقياً لدى الحركة الفلسطينية في تقييمها للصراع مع الكيان الإسرائيلي.

حركة حماس، كانت قد نقضت إرثها التاريخي ضد إسرائيل، في وثيقتها الأخيرة الصادرة في شهر أيار الماضي، حيث لم تتناول الوثيقة إزالة إسرائيل، ,وتبنت الإعتراف بحدود الـ1967، شرط أن تلتزم إسرائيل بوقف الإستيطان ورفع الحصار عن قطاع غزة.

في الحرب الاخيرة (الجرف الصامد) بين حركة حماس وإسرائيل، توصل الطرفان إلى إتفاق إلتزم فيه الفلسطينيون بعدم إستهداف المستوطنات بالصواريخ، ومنذ ثلاث سنوات لم تعبر صواريخ حماس فوق المناطق الإسرائيلية، وهو ما تراه صحيفة “جيروزاليم بوست” حسن نيّة من الحركة نحو الجانب الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً: «حماس» و«فتح»: مفتاح الملف الفلسطيني بين إيران ومصر

وبدورها جيروزاليم بوست، تناولت موقف حماس من الاحداث الراهنة، التي تعصف الشارع الفلسطيني الإسرائيلي، ففي لقائها مع المسؤول في حماس في رام الله حسن يوسف، الذي خرج في 30 آب من السجون الإسرائيلية، أكد الاخير على جدوى الشراكة الامنية رفع الحكومة الإسرائيلية وضرورة رفع حصارها عن غزة وتسهيل حركة مرور المواطنين والمرضى وإلإمتناع عن إستهداف البلدات الفلسطينية، لإن ذلك سيسهل عملية التفاوض للوصول إلى وقف إطلاق نار شامل ودائم. وقال يوسف أن “الحركة تلتزم بقراراتها. فمنذ الحرب 2014 الاخيرة، لم نطلق الصواريخ على إسرائيل، بسبب الحسابات الاستراتيجية، ولأننا ملتزمون بالإتفاقيات التي وافقنا عليها”. وأضاف “يجب السماح لسكان غزة بأن يعيشوا كغيرهم من الناس في العالم، وتوفير ما يحتاجونه”.


لم يتقبل الرأي العام الفلسطيني ما صرح به يوسف للصحيفة العبرية، متهمين إياه بالتطبيع مع الإسرائيلي عبر تنفيذ أجندة الاتراك والقطريين المنفتحين على الإسرائيليين واللذين يعولان على جعل حماس بعيدة جداً عن الأجندة الإيرانية. بينما قال المتحدث باسم حركة فتح، أسامه القواسمي لموقع “فتح” الرسمي، ان تصريحات قيادي حماس للاعلام الاسرائيلي حول نظرة حماس لمستقبل العلاقات مع تل أبيب، يعبر في حقيقة الامر عن موقف حماس المرفوض وطنيا، ويكشف بإتخاذها مواقف مرنة نحو إسرائيل، خداعها للفلسطيين، من خلال الترويج لكلام يصب في تصفية القضية الفلسطينية.

اقرأ أيضاً: هل تمّ دُق الإسفين بين العراق وإيران؟

وصبيحة اليوم (الجمعة) نفى يوسف ما جاء في مقالة “جيروزاليم بوست”، مؤكداً على ان الصحيفة تعمدت تحريف ما جاء في حديثه، ومشدداً على ان حماس لن تكون بديلاً تفاوضياً عن السلطة الفلسطينية.

تباين المواقف بين قيادة حماس في رام الله، وتظيرتها في قطاع غزة بدا واضحاً، ففي 29 آب الماضي، شدد زعيم حماس يحيى السنوار على مواجهة إحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وتفاخر بعودة مياه العلاقات مع إيران إلى مجاريها الطبيعية، وتلقيهم الدعم منها بعد إنقطاع للعلاقات دام أربعة اعوام على خلفية تباعد المواقف من نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وحينها رأت قناة العالم الإيرانية ان ما فعله السنوار يعد صفعة على وجه من إعتقد ان حماس خرجت من الحضن الإيراني.

السابق
«هيومن رايتس ووتش» وروايات التعذيب في مصر ولبنان وايران
التالي
«أبو طاقية» ليس داعشياً: لذا لم تشمله «بركات» صفقة حزب الله