«المعوَّقة»… رواية الطبيب عبد اللطيف يتيم

عن "دار الفارابي" في بيروت، صدر العمل الرِّوائي الجديد الذي يحمل عنوان: "المعوَّقة/ قصص في حياة طبيب"، (في طبعة أولى 2017)، للكاتب اللبناني الطبيب عبد اللطيف يتيم.

ولقد أسبق الكاتبُ عالم روايته هذه بمقدمة توضيحية يشير فيها إلى أن: “روايتي هذه جاءت مركبة بين الحديث عن مأساة فتاة معاقة، جرَّدتها الأقدار من عدة حقوق تنعم بها فتاة صحيحة العقل، من تقديمات اجتماعية، مثل الاعتبارات والاحترام وحق العمل والأمومة وحرية القرار وسواها؛ وبين مجتمع ينخر جسده الفساد… وروايتي هذه جاءت صورة تنطبق على عدد من المجتمعات، في دول عديدة في العالم، ولا تنحصر في مجتمع معين او دولة بعينها”.

اقرأ أيضاً: «العنف الأسري/ رجال يتكلّمون» لـ عزّة بيضون…

وخلاصة قصة الرواية متمثلة بـ: أن تيريز فتاة في الثلاثين من العمر جمعتها حالتها كمعوّقة برجل في الخمسين من عمره يعاني من مرض السكري ومبتور الساقين في دار للرعاية الاجتماعية، وبمرور الأيام تطورت هذه العلاقة حتى حملت منه. وحققت أمنيتها كأي امرأة ترغب بالإنجاب وأن تكون أماً كبقية الأمهات، رغم معارضة مانويل والأهل ومجلس الإدارة.

مشكلة الاثنين أنهما غير قادرين على الزواج وتحمل أعباء عائلة وهما في دار رعاية. تيريز تصر على الزواج بمانويل دون تقدير العواقب. مانويل يتهرب منها نادماً على فعلته وذلك بسبب عجزه عن تلبية رغبات تيريز.

مجلس الإدارة المؤسسات يقرر طرد تيريز بسرية حفاظاً على مصلحة الدار المادية والمعنوية. أهل تيريز ومانويل يدخلون في خلافات، ويعترضون على إهمال إدارة الدار. الطبيب يعمل على حفظ مصالح الجميع بمن فيهم تيريز، فيعمل على إقامة حفل زواج للطرفين، ولهذه الغاية يتفق مع خوري كنيسة الدار على تكليل الاثنين.

في البداية وافق الخوري على مضض حفاظاً على وظيفته، ثم تراجع خوفاً من غضب الله، ففقد وظيفته واقتنصها صديق له. وتم الزواج بإقامة الصلاة في النهاية. وكان لهذه المناسبة وقع اجتماعي جيد تحققت فيه مصالح الجميع. في متن هذه الرواية الكثير من الحوارات التي تدور حول الفساد.

ومن الرواية: دخلت الفتاة المعوَّقة إلى مكتب الدكتور عبدو شاكية باكية وقالت له: أعرف انك محبوب من الجميع وأنك صديق لمانويل وما هو ذنبي كيلا أحظى منك بالمودة نفسها التي تربك بالآخرين. ألأنني إنسانة معوَّقة أم لأنني أنثى؟

كتاب

فما هو ذنبي وهل اخترت أنا هذه الإعاقة؟ وما هو ذنبي إن خلقت أنثى في هذا المجتمع الذكوري الذي يميز بين المرأة والرجل؟ فلمن الشكوى؟ أإلى الرب الذي خلقني على هذه الصورة؟ لقد شكوت إليه منذ أمد بعيد وما زلت على حالي وبعد أن أشرفت على اليأس جئت أشكو إليك علك ترثو لحالي.

إجلسي يا تيريز أولاً.. واهدئي ثم حدثيني عن شكواك. فأنا هنا لمساعدة كل من جاء يطلب المساعدة.. أنا لا أميز بين المرأة والرجل، ولا أبخس حقك في الاحترام جراء حالتك الصحية. لا تنسي أنني طبيب أعيش من مهنتي بحق ولولاك ولولا غيرك لما كسبت بدل أتعابي. واعلمي أنك أنت وأنا سواسية أمام القانون فلنا الحقوق نفسها وعلينا الواجبات نفسها كما أنه لا يجوز أن يبخسك أحد حقك في الاحترام. وأنا هنا أكن الحب والمودة نفسيهما للجميع ولا تمييز عندي بين مقيم ومقيمة أو بين مريض ومريضة في هذه الدار.

لا أريدك أن تبكي يا تيريز وهاتي حدثيني عن مشكلتك.

اقرأ أيضاً: هالة أبو حمدان تؤلّف في «العنف وتطوير مناهج التفسير»

أريد التحدث إليك فقط دون سواك فهو سر لدي، وليس عندي لمن أشكو إليه غيرك، سر لا أدري طريقاً إلى حله يشغل بالي ولا يترك لي مجالاً للنوم، آملة أن أجد الحل عندك. ألأنني معاقة فقدت حقي في الحب كبقية البشر، أو حقي في الزواج كأية فتاة، او حقي في الأمومة كأي أم في هذا العالم؟!

فأي شرع على وجه الأرضيحرمني هذه الحقوق؟ أنا يا دكتور مرتبطة بحب وعلاقة مع مانويل.. والآن أرى صديقك يتهرب ولا يرغب في الاقتراب مني. أتوسل إليك ان تقنعه بالعودة إليّ.. والمتابعة معي كما درجنا عليه منذ أكثر من شهرين. يقول لي إنه قرار صعب لا قدرة له على اتخاذه، فالموانع كثيرة ليس من ابنه وحسب وإنما من أخيه أيضاً، وهو بحالة لات سمح له بالزواج. فرجاء يا دكتور أقنعه بالعودة إلي فأنا لا أقدر على الحياة بدونه، فكرت في الانتحار إلا أن سبباً حال دون ذلك.

السابق
«غارات اسرائيل» لاستهداف الممرّ الشيعي من طهران الى دمشق
التالي
«هيومن رايتس ووتش» وروايات التعذيب في مصر ولبنان وايران