بعد ست سنوات على اندلاعها: المجتمع الدولي يتخلى عن الثورة السورية

الامم المتحدة
تغيرت السياسة الاميركية تجاه الاحداث في سورية، فانقلب من الدعم للفصائل المعارضة الى ما اسمته واشنطن بـ"الواقعية". فما هي خلفيّات هذا الانقلاب الأميركي والأممي تجاه الثورة السورية منذ وصول ترامب الى الحكم؟

جاء في تصريح المبعوث الأمميّ الى سورية إستيفان دي ميستورا، يوم أمس، ليشعل الاجواء الاعلاميّة العربية، حيث طالب “المعارضة السورية أن تتحلى بالواقعية، وأن تدرك أنها لم تربح الحرب”. واضاف “ان دير الزور باتت شبه محررة، وننتظر أن يعلن تحريرها بالكامل قريباً جدا”. فنحن “ندفع باتجاه مفاوضات في تشرين الأول بين الحكومة السورية ووفد موّحد للمعارضة”، وذلك بحسب ما نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية.

اقرأ أيضاً: هل يطوي وصول النظام السوري الى دير الزور مشروع سوريا المفيدة؟

وقال “نحن غير بعيدين عن تحقيق مناطق تخفيف التوتر على كامل أراضي سورية، وهو ما يتحقق بنجاح حتى الآن”. وتابع، “ما نريده هو وقف اطلاق نار شامل في كل الأراضي السورية، وهذا غير ممكن من دون العملية السياسية”. يأتي كلام ديمستورا ليؤكد الاتفاق الروسي – الاميركي حول ما علُرف بالمناطق الآمنة في سورية.

وبحسب معلومات لـ”الجمهورية” تقول أنّ الإدارة الأميركية اشترطت في كل من صفقة “داعش” و”جبهة النصرة” في لبنان وسورية إخلاء المنطقة السوريةالمواجهة للأراضي الفلسطينية في الجولان المحتل، على مسافة تمتدّ إلى 40 كلم من جميع الميليشيات المناهضة لإسرائيل، وخاصة المحسوبة على طهران.

وهذا ما تعهّد به الطرف الروسي ونفّذه بسرعة قصوى  من خلال الإشراف المباشر حيث نشرت مراقبين لها في كل من السويداء ومثلّث الحدود السوريةـ اللبنانيةـ الإسرائيلية، والقنيطرة، لضمان أمن إسرائيل”.

الحرب السورية

وكان المبعوث الأمميّ إلى سورية، قد اعلن سابقا في جنيف، إن الظروف الآن مهيئة لتحقيق تقدم لإنهاء الحرب في سورية، وان “الظروف مهيئة واحتمالات تحقيق تقدم الآن “أكبر” مما شهدناه في الماضي”، واننا “أنجزنا الكثير من الأهداف في أستانة”، وأن “النزاع السوري كان الأكثر تعقيدا، وما تم تقديمه ساهم في تبسيطه”.

‏وأكد أن “الاتفاق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي دونالد ترامب والأردن حول جنوب سورية كان خطوة سليمة، منوهاً ببريق أمل حول الوضع في سورية”. كما جاء على موقع “العربية. نت”.

هذه التصريحات التي قلبت الاجواء اكدتها مواقف واشنطن من المعارضة السورية اولا مع وصول دونالد ترامب الى سدة الرئاسة مع نهاية العام 2016 ومن ثم مشاركة التحالف الدولي التي تديره واشنطن في قصف ارهابيي “داعش” في كل من سورية والعراق تدل على ان القرار الاممي قد اتخذ منذ فترة طويلة. اضافة الى صمت واشنطن على معركة حزب الله والجيش اللبناني ضد الدواعش على الحدود اللبنانية السورية.

اقرأ أيضاً: اسرائيل تتأهب: اخطأنا لعدم إسقاط الأسد

وتزامن ذلك مع تصريحات عدد من رؤساء الدول منها فرنسا من ان “الاسد” باق في الحكم، اضافة الى تصريحات الخارجية السعودية، وما تلاها من نفيّ وتأكيد، كل ذلك يظهر ان التحولات التي تخرج الى العلن هي تنفيذ لمقرارات قمة هامبورغ التي انعقدت في ألمانيا بين بوتين وترامب في تموز الفائت. حيث التقى الرئيسان على هامش قمة مجموعة العشرين.

وقد عبّر حينها وزير الخارجية الأميركي ريك تيلرسون عن “احتمال التوصل إلى أرضية مشتركة حول سورية رغم التوتر الشديد القائم بينهما”، بحسب (فرانس 24). خاصة ان “واشنطن على استعداد لبحث إمكانية إرساء آليات مشتركة مع روسيا من أجل استقرار سورية وبينها مناطق خفض التصعيد وتوزيع منسق للمساعدة الإنسانية”.

السابق
دولة حزب الله تحت اسم الدولة اللبنانية
التالي
علي الأمين: الضربة الاسرائيلية تؤكد أنّ لا استراتيجية لمحور الممانعة لمواجهة اسرائيل