تصاعد حدّة التوتر الإيراني – السعودي .. ولبنان «كبش محرقة»

يمكن القول أن "التناقض" هو العنوان الذي يقود هذه المرحلة في العلاقات الإيرانية – السعودية ، وبين تغريدة السبهان وتصريحات الجبير يبقى الخوف على لبنان من إقباله على مرحلة تصعيدٍ سياسيّ بسقفٍ عالٍ جداً قد يترجم على أرض الواقع.

وسط الكباش المحلي حول صفقة “حزب الله” – “داعش” وملف العسكريين المخطوفين،  وقول الرئيس سعد الحريري صراحة أنه كان على علم هو والرئيس ميشال عون بالصفقة التي قضت بإخراج مسلحي “داعش”،   وما يحكى عن محاولات لإعادة “تطبيع” العلاقات بين دمشق وبيروت، سُجّل تصعيد في الموقف السعودي من “حزب الله” بلغ حدّ وصفه بحزب “الشيطان” على لسان وزير الدولة السعودي ثامر السبهان. والقساوة التي استخدمها السبهان في مخاطبة الحزب استولد سؤالاً: لماذا التصعيد  في هذا التوقيت بالذات؟ وإلامَ يرمي أو يؤسس هذا التصعيد في لبنان؟، ولماذا تهاجم السعودية حزب الله في لحظة مهادنة ايران؟
وقد إستتبع تغريدة سبهان تصريحات لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير هاجم فيها ايران إتهمها فيه بـ”زعزعة استقرار المنطقة من خلال “حزب الله” والهجمات الإرهابية”، واصف تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأخيرة عن التقارب بين الرياض وطهران بأنها “مثيرة للسخرية..”.

إقرأ ايضًا: العلاقات اللبنانية – السعودية تتأرجح: النموذج القطري على الطاولة!

واللافت بحسب “الجمهورية” أنّ  هذه المواقف الجديدة أحدثت بلبلة حول الموقف السعودي ليس حيال الوضع اللبناني فحسب، بل حيال ما قيل عن تقارب سعودي ـ ايراني أخيراً، فجاءت نقيض هذه الاجواء ووضعت حداً لِما قيل عن تقارب.

وأشار مراقبون لـ”الجمهورية” الى انّ تغريدة السبهان قد أحدثت التباساً. وقالوا: “صحيح انها تغريدة وليست بياناً رسمياً، لكنّ مصدرها هو وزير مكلّف الشؤون الخليجية ومكلّف خصوصاً الشأن اللبناني، حيث كان السبهان في مهمة في لبنان منذ نحو عشرة ايام”. وتابعت المصادر على حيثيات الداخل السعودي أن هذه التغريدة “رسالة مباشرة الى الحريري لكي يعيد النظر في مواقفه التسووية، مع فريق 8 آذار خصوصاً مع “حزب الله” بعد الذي حصل في عرسال”.

إلى ذلك، أدرجت مصادر «المستقبل» في حديثها لـ«الجمهورية» كلام  السبهان «في إطار الرد على عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي الذي هاجم النظام السعودي واتهمه بـ«ارتكاب المجازر في اليمن» ودعا «العالم المتحضّر إلى محاكمة آل سعود”.

وفيما تساءلت “النهار”: “هل يعود الوزير السعودي ثامر السبهان قريباً الى بيروت كما كان مقرراً، رأت “أن الموقف السعودي المستجد ينعكس سلباً على حركة رئاسة الحكومة، و”تيار المستقبل” ضمناً، بعدما تفرق عشاق الفريق السيادي الذي شكل واجهة التصدي للحزب والمحور السوري – الايراني. ويأتي التصعيد السعودي بعد التسوية السياسية التي أفضت، وبموافقة رئيس الحكومة، الى التوافق مع “حزب الله” والنظام السوري على اخراج مسلحي “داعش”، والاستثمار السياسي الذي صب في مصلحة الحزب والمحور الذي يمثله.

كما علمت “النهار” من مصادر اعلامية حزبية انه سيصار الى تجنب الرد على التصريحات السعودية وخصوصاً في اليومين المقبلين.

لكن اللافت أنه إلى جانب المواقف والتصريحات المعلنة ،  التي تثير الالتباس والغموض حول العلاقات الايرانية –  السعودية والهدنة التي شهدتها مؤخرا. هناك تسريبات راقفت هذا التصعيد أمس إذ نقلت صحيفة “الرأي اليوم” السعودية  عن مصادر عالية المستوى أن “الديوان الملكي السعودي، أصدر أمس الإثنين ، تعليمات صارمة موجهة إلى الصحف ومحطات التلفزة في المملكة وخارجها، بعدم شن أي هجمات على إيران، أو المذهب الشيعي”.

وبحسب هذه المصادرهذه التعليمات تأتي في إطار سياسة التقارب بين إيران والمملكة، وخاصة بعد نجاح موسم الحج لهذا العام والتزام الحجاج الإيرانيين بالاتفاقات الموقعة بين الطرفين. إضافة إلى إمكانية عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كما أعلنت السعودية سابقا.

وقد رافقت أيضًا موجة هجوم المسؤولين السعوديين أمس ما سرب عن  صحيفة “ازفستيا” الروسية نقلا عن مصادر دبلوماسية روسية عن زيارة قريبة للملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو في شهر تشرين الأول 2017. حيث ستركّز المباحثات على المشاكل التي تواجه منطقة الخليج الفارسي وستساهم روسيا بحلّ هذه الأزمات.

إقرأ ايضًا: تودد إيراني نحو السعودية أم تودد سعودي نحو إيران؟

ونقلت “الديار” عن قيادي في 8 آذار ان استمرار الضغط السياسي والاعلامي السعودي على حزب الله هو لتطويق الحزب ومحاصرته ومعاقبته على نشاطات يقوم بها في سوريا وتراها القيادة السعودية «معادية» لمصالحها.

ويلفت القيادي الى ان استثناء السبهان رئيس عون من لقاءاته خلال زيارته الاخيرة الى لبنان مؤشر على عدم «رضى» السعودية عن ادائه وتصريحاته .. وتهدف هذه التصريحات الى «رفع معنويات» الفريق التابع للسعودية الذي يشعر بالتراجع مع انتصار لبنان والجيش والمقاومة في معركتي الجرود وفي تراجع المشروع السعودي في سوريا وتحقيق الجيش السوري وحلفائه المزيد من الانتصارا.

 

السابق
إحالة الإخبار ضد عناصر وقيادات داعش والنصر والداعمين لهما إلى مفوض الحكومة
التالي
قائد الجيش يلتقي أهالي العسكريين: نتائج الحمض النووي تؤكد انّ الجثامين لأبنائهم