اسرائيل تتأهب: اخطأنا لعدم إسقاط الأسد

يجري الحديث في الأونة الأخيرة عن تعديل إسرائيل لرؤيتها بشأن الوضع السوري، وتسليمها ببقاء الأسد بالسلطة بل والأكثر من ذلك ندمها على تضييع فرص كثيرة كانت كفيلة بالقضاء عليه.

تتداول الصحف الإسرائيلية مؤخرا تغيير إسرائيل لرؤيتها الإستراتيجية، فبعدما كانت تتوقع منذ اندلاع الحرب السورية في العام 2014 انهيار النظام في نهاية العام نفسه وأن تتفكك الدولة السورية الى دويلات، أصبحت توقعاتها تشير إلى أن الرئيس بشار الأسد سيفرض سلطته على كافة الأراضي السورية نهاية عام 2018.
وهو ما سبق أن نقلته صحفية “إسرائيل اليوم” عن مصادر بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

اقرأ أيضاً: تل أبيب تطالب بعزل «الحسيني»: جاسوس لـ«حزب الله» في المؤسسة العسكرية

أما الجديد في هذا السياق، إعتراف إسرائيل وندمها على تفويت فرص كثيرة كان من شأنها القضاء على الرئيس بشار الأسد. وهو ما أكّده محلل الشؤون الإسرائيلية في موقع “المونيتور” بين كاسبيت كاشفاً أنّه بات لدى المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين رؤية جديدة بشأن السيناريو المنتظر في سوريا.
وقد نقل كاسبيت عن مصدر أمني إسرائيلي إعترافه بأنه “حان الوقت لتعترف إسرائيل بأنها أخفقت في تقييم الاوضاع السورية، ففيما كان إعتقاد تل أبيب قبل 5 سنوات أن سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه أصبح من الواضح اليوم أن سوريا ستعود حتى أن التطورات تشير إلى قرب إعلان فوز الأسد، ليتبع هذه الخطوة إعادة بناء سوريا وإعمارها قريبا”.

وأكّد كاسبيت أنّ المحللين العسكريين والاستخباراتيين الإسرائيليين يجمعون على ندمهم بسبب الفرص التي فوتوها والتي كان من شأنها توجيه ضربة قاضية للأسد خلال اللحظات الحاسمة حيث كانت تدور المعارك في محيط القصر الرئاسي أو حينما تمّ إنشاء شريط أمني في الأراضي المقابلة للجولان المحتل.
ورجّح محلل الشؤون الإسرائيلية أنّه بعد إنتهاء الحرب ستولد سوريا جديدة خطرها يفوق التي سبقتها. وهذه القوّة بحسب هذا المصدر الأمني تستمدها الدولة السورية من إرتباطها بالعراق وبإيران، المرتبطين أساساً بحزب الله”.
وفي الختام رأى كاسبيت أنّ انتهاك الهدوء السائد على الحدود الإسرائيلية يقع بين يدي إيران.

أما عن أسباب تعديل إسرائيل لرؤيتها بالشأن السوري فهي بحسب “إسرائيل اليوم” سياسة ترامب التي تغيرت بعد عام 2014 وذلك نظرا لفظاعة الجرائم التي قام بها “داعش” وهو ما دفعها إلى تعديل موقفها من الحرب السورية ووقف دعم المعارضة السورية من جهة. وإنهماكها في حربها على “داعش” والجماعات المتطرفة من جهة ثانية، وهذا ما ساهم في بقاء نظام الأسد.
إضافة إلى التدخل الروسي لمصلحة النظام السوري واستهداف المعارضة السورية. عدا أن الإدارة الأميركية الجديدة خفضت اهتمامها بالشأن السوري لانشغالها بقضايا داخلية إضافة إلى الملف الكوري”. ناهيك عن توقف الدول العربية السنية أيضاً عن دعم المعارضة، في وقت تحشد إيران كامل قوتها لدعم النظام”. وذلك بحسب “إسرائيل اليوم”.

اقرأ أيضاً: مناورات اسرائيلية على الحدود: الحرب المقبلة على حزب الله ستكون مدمرة

وأمام هذا الخوف الإسرائيلي من بقاء الأسد الذي يعني بشكل أو بآخر تعاظم ايران وحزب الله في المنطقة، لا يمكن الفصل بين القلق من مستقبل الشرق الأوسط بما فيه نهاية الصراع السوري، عن المناورات التي باشرت فيها إسرائيل منذ أمس(الثلثاء) والتي تعدّ الأقوى من نوعها منذ قرابة 20 عاما، بمشاركة 20 فرقة عسكرية من كافة الألوية والأسلحة العسكرية في المناطق المتاخمة للحدود مع لبنان وسوريا، وقد بدأت اسرائيل استعداداتها لهذه المناورات قبل عام ونصف العام.
وقد ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت، أنّ المناورات ستستمر 11 يوما، وتحاكي فيها عمليات إجلاء المدن ورصد عمليات التسلل عند الحدود من قبل “حزب الله” والهجوم على لبنان، إضافة إلى إبطال عمل خلايا التجسس. وأشارت الصحيفة إلى أن العشرات من الطائرات الحربية ستشارك في هذه المناورات، بالإضافة إلى الطائرات من دون طيار بجميع أحجامها.
ويجري عادة جيش الاحتلال مناورات عسكرية مختلفة خلال العام، يهدف من خلالها إلى التهيؤ لمواجهة اندلاع حرب في جبهتي الشمال والجنوب. ويسعى جيش الاحتلال من خلال كل ذلك إلى تحسين قدرات قواته لمواجهة سيناريوهات مفاجئة، ويختبر جاهزية قواته للتعامل مع أي هجمات.
والسؤال الذي يطرح هنا المناورات التي تقوم بها إسرائيل هي محاولة ردع أو توازن في القوة؟

السابق
الشيخ مصطفى الحجيري يقدم العزاء لأهالي الشهداء ويؤكد: الفيديو مجتزأ
التالي
إلى الرئيس سعد الحريري: أين الكهرباء؟!