كوريا تراهن على أعصاب ترامب: من ينتصر في لعبة الجنون؟

تشهد المنطقة العربية حالات تفكيك للأزمة الضاربة في أوصال البلاد العربية منذ أكثر من ست سنوات، او ما بات يعرف بـ"الربيع العربي". فكيف يتناول الباحث خالد العزي الامر؟

الربيع” تحوّل إلى شتاء حمل معه التطرف بدل المدنيّة، التي وعد بها العرب، بدأ من تونس إلى مصر، واخترق ليبيا وسورية والعراق جارفاً معه اليمن والبحرين، وهزّ معه لبنان. هذا المشهد المخزي الذي سقط خلاله عشرات الضحايا بدأ ينجلي بصورة أوضح مع بدء انطلاق عملية مواجهة “داعش” في الموصل، وصولاً الى جرود عرسال والقلمون على الحدود اللبنانية-السورية، ومخيم عين الحلوة الذي يجد طريقه الى الحل، إضافة الى دير الزور، مع تطور مهم برز مع بداية الصيف العربي القائظ، وهو محاصرة دولة قطر.

اقرأ أيضاً: قنبلة هيدروجينية أقوى 20 مرة من النووية.. كيم يهدد وترامب سوف يرد بالمثل!

من جهة ثانية، تشهد العلاقات السعودية – الايرانية نوعا من حلحلة للأزمة من خلال الاتفاق على لقاء ثنائي بعد التنسيق فيما بينهما في مسألة الحج. على الجهة الأخرى، تصعّد كوريا الشمالية من لهجة تهديدها بوجه واشنطن، مقابل تخفيف واشنطن من صعوبة الوضع عبر القول ان الازمة سياسية فقط. كما شهدت الساحة الأوروبية تململا من بعض الدول التي تنوي الخروج من الاتحاد الاوروبي بعد أزمة اقتصادية خانقة.
فهل يمكن القول ان الأزمة في المنطقة العربية ذاهبة نحو الحل؟ وهل سيتفق السعوديون مع الايرانيين حول المسائل الشائكة فيما يتعلق باليمن ولبنان وسورية والعراق؟
لكن في ظل كل هذا التفكيك للأزمات الكبيرة تصعّد اسرائيل بوجه لبنان، وتتحدى حزب الله من خلال مناورات تُجريها اليوم. علما ان الحلول انطلقت من لبنان منذ انتخاب ميشال عون كرئيس للجمهورية بتوافق دوليّ على تحييد لبنان قبيل وصول ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة. فترامب الذي خاف العالم بأجمعه من سياساته اللامتوازنة يجد اليوم من يقف بمواجهته، ومن هو “مجنون” أكثر منه، انه “كيم جونغ أون”.
في هذا الاطار، يجيب الباحث في الشؤون الدوليّة الدكتور خالد العزي على هذه التساؤلات، بالقول “لا تزال الامور غامضة في الشرق الأوسط، ولا يزال الامر غير واضح، بالرغم من ان العملية تسير للتوصل الى حلول. وكما يقول الروس ان وقف اعمال التوتر في سورية ليس حلا نهائيا. فالجميع يريد رفع مستوى حصته من النفوذ في المنطقة، في ظلّ رسم حلول واتفاقيات جديدة، لان الجميع لا ينتج حلا، ولا يستطيع ان يفرض نفسه في أيّ حل سياسي او عسكري بحيث أنّ المايسترو (الاميركي) لا يزال يوزع الأدوار، وبحسب حاجته للاعبين”.

خالد العزي
ويعتبر العزّي أنّ “الحلول لم تكتمل في المنطقة بشكل واضح، والخريطة لم تُرسم، بالرغم من الموافقة الكاملة لدى الجميع على إنهاء العنف والقتل والدمار، لان الحروب المفتوحة استنزفت طاقة الجميع الاقتصادية، والعسكرية، والدبلوماسية، وحتى الاخلاقية”.
مضيفاً “التشدد في كوريا الشمالية ليس بجديد، وهو يخرج بين الفينة والفينة بحسب محركيّ الصراع في شبه الجزيرة الكورية، وهو يقع على عاتق الصين وروسيا التي تدفع بهذا النظام المتهور الى الاستفزاز والتحرّش لأجل الوصول الى مكاسب جيوسياسية واقتصادية”.
ولكن، برأيه “اللعب بالنار سيحرق أولا من يشعلها، وشظايا الحرب ستدفع هي ثمنها، لذا تعلم كوريا جيدا أن الدخول في حرب في المنطقة ليس لمصلحتها، لانها الخاسر الأكبر اقتصاديا، وبالتالي ستجعل من واشنطن في هذه المنطقة سيدا دون منازع، وخاصة أن منطقة المحيط الهادئ منطقة واعدة اقتصاديا”.
ليردف “إنّ التحرّش هو اختبار فعليّ لمدى رد إدارة ترامب على هذه الأفعال الصبيانية في بلد يحتضر سكانه من الجوع، وهو يتباهى بتطوير ترسانة نووية ليس بمستواها”.
ويتابع العزّي موضحاً أنّ “التشدد الأميركي رسالة للجميع انها لن تسمح بالتمادي اكثر بتهديد العالم والحلفاء والاقتصاد العالمي. ورسالة واضحة لحلفاء كوريا الستالينية أن عهد التسامح انتهى وبدأت السياسة الجدّية، والتي لن تتأخر واشنطن عن تأديب هذه الأنظمة المارقة”.

اقرأ أيضاً: هل الربيع العربي ثورة؟

مشدداً في هذا السياق أنّه”من هنا تعمل روسيا والصين على امتصاص غضب الادارة الاميركية من خلال تصريحات الادانة، وعدم السماح بنشوء حرب جديدة والتي عبّرعنها قادة الدول في قمة الـ”بريكس“، والتجاوب مع طلب اليابان بعقد دورة اسثنائية لمجلس الأمن والتي سينتج عنها عقوبات جديدة ضد كوريا الأسبوع القادم، وتعزيز القدرات العسكرية في المنطقة لحلفاء واشنطن، علماً أنّ حربا عالمية جديدة لن تحصل وأميركا توّجه رسالة أنها مستعدة لتوجيه ضربات سريعة”.
ويختم العزيّ بالقول إن “العلاقة تُختصر بأن موسكو وبكين تريد القول للعالم ان السياسة الأحادية الاميركية باتت فاشلة. ونحن كدول كبيرة ومؤثرة في الاقتصاد والسياسة والأمن العالمي يمكننا تخفيض حالات التوتر في العالم في حال كنّا شركاء فعليين في الحل. لكن هذه الدول لا يمكنها حلّ المشاكل، بل تعقيدها وتأزيمها انطلاقا من أفكار داخلية لديها تقوم على اعادة تقسيم النفوذ والسلطة”.

السابق
بالفيديو: زفاف كرمى الخياط يجمع «الأعدقاء»!
التالي
حسين يوسف يأسف لمراعاة داعش: اي انسانية هذه؟