«حماس» و«فتح»: مفتاح الملف الفلسطيني بين إيران ومصر

فتح حماس
"حماس" حركة جهادية إسلامية تحاول السير بين النقاط السيّاسية لتحفظ نفسها. فالحوار أحد هذه السُبل. فكيف يرى الباحث الأكاديمي طلال عتريسي خلفيات الانفتاح الحمساويّ على معظم القوى العربية والإقليمية حاليا؟

ينتبه المراقب إلى حلحلة ما في الملف الفلسطيني بين كل من “حماس” وفتح، وبين “حماس” ومحمد دحلان، وبين “حماس” ومصر، وبين “حماس” وإيران.
هذه الاجواء الايجابية بدأت مؤخرا بالخروج الى العلن. فما هي أسباب هذه الانفراجات في العلاقات “الحمساوية العربية”، و”الحمساوية الاقليمية”.
وهل أنّ لحصار إمارة قطر علاقة بالامر؟
واللافت أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دخل على خط المصالحة البينية هذه، فطلب من نظيره الفلسطيني محمود عباس إنهاء الانقسام بين حركتي “فتح” و”حماس”، من خلال توجيهه دعوة إلى عباس لزيارة أنقرة لبحث موضوع المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام بين الحركتين.
فهل سيكون لأنقرة دورها ايضا في رأب الصدع الحاصل بين الفلسطينيين، خاصة بعد فشل المبادرات الاخرى، لاسيما أنّ لتركيا علاقاتها القوية مع الاسرائيليين الذين يرغبون بمنع التقارب الفلسطيني-الفلسطيني.
وبحسب، الباحث الدكتور طلال عتريسي، ونظرته الى تفاصيل هذه اللقاءات، فقد أشار‎ في اتصال مع”جنوبية” إلى أنّ “هذه الحلحلة سببها الوضع القطري الجديد من جهة، وثانيا الافق السياسي المسدود بالنسبة للداخل الفلسطيني، فأوضاع غزة صعبة للغاية”.

ويضيف عتريسي “غزة دون مصر تختنق، والمشكلة ان أفق هذه المصالحات مسدود، فدوما هناك مصالحات، ولكنها لم تستمر، ولم تعمر طويلا، لكونهم لم يتفقوا على الاهداف”.
ويؤكد “لم تتوصل هذه المصالحات الى نتائج، فمحمود عباس لا يريد أية سلطة اخرى على الاراضي الفلسطينية غير سلطته، وهذه المصالحة لا أفق أيجابي لها بل لا أمد طويل لها”. وبرأيه أنه “لا حلّ لهذه المشكلة”.
ويتابع الباحث الاكاديمي، بالقول “غزة تختنق، علما ان انفتاح “حماس” على إيران قد يكون على نسق الانفتاح على الاخرين أيضا. فمصر لم تستطع اجبار الفلسطينيين على إطالة أمد المصالحة الفلسطينيية- الفلسطينية. وكذلك ايران لن تتمكن من اطالة أمد هذه المصالحة، علما ان مصر أقرب الى غزة”.

اقرأ أيضاً: جمال أشمر لـ«جنوبية»: لا بد من تسوية سريعة في «عين الحلوة» حتى لا نصل إلى انفجار

ويختم الخبير في الحركات الاسلامية، طلال عتريسي، قائلا “بالنسبة لحركة فتح ان العلاقات الايرانية الفتحاوية ليست بالقوة نفسها التي بين حماس وايران، ولو كان مفتاح “فتح” في ايران لكانت تغيّرت الامور كليّا”.
وقد عادت العلاقة المتينة بين حماس وإيران مؤخراً بعد الزيارة التي قام بها مؤخراً وفد “حمساوي” برئاسة يحيى السنوار، وذلك بعد خلاف بين الإثنين حول النظرة العامة الى الاحداث في سوريا والتي ابعدت الحليفين اللدودين لفترة إلى أن قررت حماس الابتعاد عن الملفات الداخلية العربية حفظا لمصالحها الوطنية. علماً أنّ الرابط المشترك بين الطرفين هو دعم “القسّام” وتسليحه لمواجهة اسرائيل.
اما الخلاف الفلسطيني-الفلسطيني فغالبا ما يقع إنهاؤه على عاتق مصر، وهذا الأمر هو من مهام القاهرة حالياً، بعد مصالحة تمت في الرياض لكنها لم تعّمر طويلا نظرا لعلاقة حماس والرياض السيئة تاريخيا.

السابق
أيّ عراق للأكراد؟
التالي
فارس خشّان لجميل السيّد: أنت أكذب خلق الله