فارس سعيد لـ«جنوبية»: العرب لا يملكون شجاعة عقد سلام مع اسرائيل لأجل سحب ذرائع حزب الله

فارس سعيد
زيارة تحت الأعين الاسرائيلية.. صحيفة "يديعوت أحرونوت" تؤكد أنّ زيارة نصرالله لأسد ليست سرية!

خلع الجلابية والعمامة وارتدى سروالا عادياً وقميصا خفيفا وجاكيتا، هكذا أكّدت صحيفة “يديعوت احرونوت” رصد اسرائيل لزيارة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الأخيرة إلى سوريا.
لتلمح أنّ نصرالله يدرك أنّه ليس في اعتبار الاسرائيلين، كاشفة أنّهم في اسرائيل قد سخروا من إعلانه أنّ الزيارة التي قام بها للقاء الرئيس السوري بشار الأسد سرية. إذ بحسب الصحيفة ” كل مغادرة لنصرالله شفافة بكل معنى الكلمة. لا توجد أسرار. نصرالله بنفسه يعرف بأننا نعرف”.

اقرأ أيضاً: بيان حزب الله الانساني وصراع مرحلة ما بعد داعش في سوريا

إذاً، بمظهر رجل أعمال زار نصرالله الأسد، على مرأى العيون الإسرائيلية التي لم تستهدفه إنّما اكتفت بمراقبته.

ما أعلنتته الصحيفة الاسرائيلية يثير تساؤلات حول حقيقة التهديدات الإسرائيلية واستهداف أمين عام حزب الله، مع الإشارة إلى انّ “يديعوت” قد اوضحت أنّ نصرالله يتخوف من خصوم الداخل لا من اسرائيل.

في هذا السياق تواصل موقع “جنوبية” مع منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد الذي أكّد لنا أنّ “هذا قانون قديم وهو الحفاظ على الخصم لأجل تبرير الموقع السياسي الذي يكون متواجد فيه الشخص أو المنظمة أو الدولة، بمعنى أنّ تكبير موقع حزب الله والحفاظ عليه يعطي اسرائيل الحجة من أجل الحصول على المزيد من المساعدات والدعم الدولي، وبالتالي هذه مصالح مشتركة حتى ولو لم يكن هناك من تحالف مباشر بين اسرائيل وحزب الله إنّما من المؤكد بأنّ هناك مصالح غير مباشرة تلتقي على نقطة الحفاظ “كل على الآخر”. بمعنى إذا ذهب العرب اليوم أو الفلسطينيين إلى تسوية سلام مع اسرائيل يفقد حزب الله ومن خلفه إيران ورقة المتاجرة أو المزايدة في قضية فلسطين، وإذا أنهت اسرائيل ميليشيا حزب الله تفقد ايضاً حجّة الحصول على مكتسبات أو دعم خارجي”.

حزب الله

ورأى سعيد أنّ “المسؤولية تعود ليس فقط على بقاء حزب الله على قيد الحياة وإنّما تعود أيضاً إلى اسرائيل التي ترفض السلام وتعود أيضاً إلى عدم شجاعة العرب للسعي باتجاه السلام مع اسرائيل لأجل سحب الذرائع التي يتلطى وراءها حزب الله وإيران”.

مضيفا “هناك كنا قد دعونا بعيداً عن الإطار السياسي أن يكون هناك سلام ديني وثقافي وجعل القدس مدينة مفتوحة للجميع ونرتكز على هذه النظرة أنّ الكفاح المسلح إن كان علمانياً أو ماركسياً أو وطنياً أو اسلامياً لم يستطع دخول مدينة القدس بالقوة، وأنّ المؤمنين الذين صلّوا يوم عيد رمضان في جامع الأقصى وكانوا بعدد 90 ألف استطاعوا من خلال إصرارهم على الصلاة أي إصرارهم على السلام وإصراراهم على ممارسات شعائرهم الدينية بحرية وسلام في أن ينتزعوا من اسرائيل رفع القيود أي الأبواب الالكترونية وفرضت هذه المبادرة السلمية نفسها على الشرطة الإسرائيلية وعلى الواقع الاسرائيلي”.

اقرأ أيضاً: الدماء التي تُراق ليست من أجل الشعارات: ليتحمل «حزب الله» المسؤولية!

يتابع سعيد موضحاً “أعتقد بأنّ إيران تلعب ورقتين أساسيتين في المنطقة ورقة تحالف أقليات و ورقة قتال اسرائيل، وإذا أردنا فعلاً أن نصل إلى توازن حقيقي بيننا وبين طموح إيران الذي هو طموح استعماري في داخل البيئة العربية علينا أن ننزع منها هاتين الورقتين أي تخويف المسيحيين والعلويين والحوثيين وغيرهم من الغالبية السنية بحجة الدفاع عنهم، وهي (أي إيران) بالتحديد تتلطى وراءهم ولا تدافع عنهم بل بالعكس هي تدافع عن نفسها من خلال استغلال خوفهم و وضعيتهم كأقليات، أما الورقة الثانية فهي القتال في وجه اسرائيل مدعية أنّ العرب والمسلمين بشكل عام استسلموا لواقع اسرائيل بينما هي لا تزال تحارب وتقاوم واسرائيل”.

ليختم بالقول “إذا انتزعنا هذه الأوراق من يد إيران نكون بدأنا عملية إعادة بناء التوازن الحقيقي في هذه المنطقة”

السابق
إلى الجنوب در
التالي
مصدر وزاري: إيران تسعى لإصلاح العلاقات بين لبنان وسوريا